السبت 10 مايو 2025 ص
خلافاً للبيئة الاستثمارية العالمية التي طغت عليها التوترات، مثّل الربع الأول من العام الجاري بداية جيدة لسوق الاكتتابات العامة الأولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فقد سجّلت الأشهر الثلاثة الأولى من العام 14 اكتتاباً بعائدات إجمالية بلغت 2.4 مليار دولار.
يُشكّل ذلك ارتفاعاً من 10 اكتتابات في الربع المماثل من عام 2024، وزيادة كبيرة قدرها 106% في العائدات.
كان 12 إدراجاً من بين الـ14 في السوق السعودية التي تصدرت المنطقة في نشاط الاكتتابات خلال الربع الأخير. وقد جمعت 5 اكتتابات عامة أولية في السوق الرئيسة «تداول» ما مجموعه 1.8 مليار دولار، بينما حققت 7 اكتتابات في السوق الموازية «نموا» 69 مليون دولار.
أما سوق أبوظبي للأوراق المالية، فشهدت إدراجاً واحداً في الربع الأول من العام في قطاع خدمات البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات، وهو اكتتاب شركة «ألفا داتا» ( Alpha Data) الذي جمع 163 مليون دولار، فيما أدرجت شركة واحدة في بورصة مسقط هي «أسياد للشحن» (Asyad Shipping) التي جمعت 333 مليون دولار.
شركة أم «القرى للتنمية والإعمار» حققت أعلى عائدات بلغت 523 مليون دولار، تلتها شركة «الموسى الصحية» بـ450 مليون دولار، ثم شركة «دراية المالية» بـ400 مليون دولار، وجميعها مدرجة في السوق السعودية الرئيسة.
ميّزت الربع الماضي مساهمة قطاعات مختلفة في جذب أموال الاكتتابات التي جُمعت في السوق السعودية؛ إذ بحسب آخر تقرير لشركة الاستشارات العالمية (EY) حول الطروحات في المنطقة، شكّل قطاع إدارة العقارات النسبة الكبرى من المساهمات (28%)، تلاه قطاع معدات وخدمات الرعاية الصحية (24%)، ثم قطاع الخدمات المالية (21%)، فقطاع توزيع السلع الاستهلاكية وتجارة التجزئة (17%).
يرى رئيس قسم الاكتتابات العامة الأولية في (EY-Parthenon) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جريجوري هيوز، أن الطلب المتزايد على إدراجات الأسهم في المنطقة أدّى إلى تطوير البنية التحتية للسوق من خلال طرح منتجات جديدة، وتعزيز معايير الحوكمة، والتركيز على الشفافية والمساءلة.
وأضاف في تعقيبه على التقرير: «يعكس هذا المنحى التصاعدي في عدد الاكتتابات العامة الأولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا توجهاً أوسع لتنويع القطاعات، حيث يتطلع المستثمرون والشركات بشكل متزايد إلى ما هو أبعد من الصناعات التقليدية القائمة على النفط».
بدوره، قال رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في (EY-Parthenon) براد واتسون: «رغم حالة عدم اليقين في السوق؛ بسبب الإصلاحات الاقتصادية والعوامل الجيوسياسية، لا تزال أسواق رأس المال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تُظهر مرونة، ولا تزال خطط الاكتتابات العامة الأولية في المنطقة خلال عام 2025 قوية في مختلف القطاعات».
بين يناير ومارس، شهدت أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أداءً متبايناً، فقد أغلقت 3 بورصات الربع على مكاسب، بينما أنهت 6 أخرى على خسائر.
حقق مؤشر السوق الأول في بورصة الكويت أفضل أداء في المنطقة مسجلاً مكاسب بـ10.7%، تبعه مؤشر EGX30 المصري، الذي سجل ارتفاعاً بـ8% خلال الربع الأول.
أما مؤشر تداول لجميع الأسهم فشهد انخفاضاً طفيفاً بـ0.4%، كما تراجع مؤشر بورصة قطر العام بحدة أكبر خاسراً 3.2%، فيما كان مؤشر سوق مسقط للأوراق المالية الأسوأ أداءً بعد أن أغلق الربع على انخفاض بنسبة 4.6%.
إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رسوم جمركية، ضخمة في ما أسماه «يوم التحرير» (2 أبريل الماضي)، أحدث تصحيحاً واسع النطاق في الأسواق الإقليمية كما هي الحال في بقية أسواق العالم، وقد استجاب المستثمرون للتداعيات الجيوسياسية باتباع نهج أكثر حذراً.
في ما يخص أداء الطروحات بنهاية الربع الأول من عام 2025، فقد حقق 11 من أصل 14 إدراجاً في المنطقة عائداً إيجابياً على سعر السهم، مقارنة بسعر الطرح. أعلى المكاسب كانت لسهم «أم القرى للتنمية والإعمار» بـ60%، تلتها شركة «بسمة أديم الطبية» التي سجلت مكاسب بـ50%.
لا تزال التوقعات بشأن الاكتتابات العامة الأولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للفترة المتبقية من عام 2025 إيجابية، حيث تعتزم 21 شركة الإدراج في بورصات المنطقة عبر قطاعات متنوعة.
وفق ما هو مخطط له، تبقى السعودية في الصدارة، فقد حصلت 17 شركة على موافقة هيئة سوق المال للإدراج. وفي الإمارات، أعلنت 3 شركات عن خططها للطرح العام الأولي، بينما تنتظر بورصة مصر طرحاً واحداً حتى الآن.
ويتوقّع رئيس قسم الاكتتابات العامة الأولية في (EY-Parthenon) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن نشهد هذا العام زيادة في الاكتتابات من قطاع التكنولوجيا، بما في ذلك تجارة التجزئة عبر الإنترنت، والتكنولوجيا المالية، وتكنولوجيا الأغذية، والإعلانات المبوبة.
