إفلاس وإغلاق وكالات «بي واي دي» في السوق الصينية.. ما السبب؟

أغلقت مجموعتان كبيرتان من وكالات «بي واي دي» في الصين عملياتهما خلال الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي يبرز الضغوط المالية المتزايدة التي يواجهها قطاع السيارات في البلاد، حتى بالنسبة لتجار العلامة التجارية الأكثر مبيعاً.

وقالت وكالة «بلومبرغ» إن مجموعة «شينغتشي»، التي تتخذ من مقاطعة لياونينغ مقراً لها، توقفت عن تسليم السيارات وخدمات ما بعد البيع، ما ترك أكثر من 60 زبوناً عالقين.

وفي الوقت نفسه، شكّل أكثر من 500 مستهلك مجموعات عبر الإنترنت للمطالبة بمحاسبة شركة «تشيانتشنغ هولدينغز»، التي كانت تدير حوالي 20 صالة عرض لـ«بي واي دي» في مقاطعة شاندونغ، والتي يبدو أنها أغلقت أيضاً، وفق تقرير صادر في 6 مايو عن «أوتوديلر»، وهو موقع أخبار سيارات صيني.

وتأتي هذه الإغلاقات في ظل تحول شامل في سوق السيارات الصينية، مدفوع بالتحول نحو المركبات الكهربائية، وتباطؤ الطلب الاستهلاكي، وتغير الصناعة نحو نموذج البيع المباشر للمستهلك.

وتواجه الوكالات التقليدية، التي كانت تعاني أصلاً من انخفاض إيرادات الخدمة مع السيارات الكهربائية والهجينة، مشكلة متزايدة في تراكم المخزون.

ووفقاً لبيانات كوي دونغشو، الأمين العام لجمعية سيارات الركاب الصينية، بلغ عدد السيارات غير المباعة 3.5 مليون وحدة في أبريل، ما يعادل 57 يوماً من المخزون، وهو الأعلى منذ ديسمبر 2023.

وعزت شركة «تشيانتشنغ هولدينغز» انهيارها جزئياً إلى تغييرات حديثة في سياسات وكالات «بي واي دي»، والتي قالت إنها أثرت بشكل كبير على تدفقها النقدي.

وذكرت الشركة في رسالة بتاريخ 17 أبريل، تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، أن تشديد شروط الإقراض بعد إفلاس عدة وكالات في شاندونغ دفع البنوك المحلية إلى تقليص التمويل.

  

ولم تتمكن وكالات «بي واي دي» و«شينغتشي» و«تشيانتشنغ هولدينغز» من الرد على طلبات التعليق.

من جانبها، قالت إحدى الزبونات في جيان إنّها اشترت سيارة «بي واي دي سيغول» من إحدى صالات «تشيانتشنغ» في يونيو الماضي، والتي تضمنت خدمات مدى الحياة وحزمة تأمين بقيمة 10,500 يوان (حوالي 1,500 دولار).

وعندما عادت لتجديد التأمين في وقت لاحق من هذا العام، اكتشفت أن الوكالة أغلقت، ولم تقدم خدمة العملاء في «بي واي دي» حلاً، بحسب قولها.

ويرى محللون أن وكالات «بي واي دي» تواجه ضغوطاً إضافية منذ إطلاق الشركة لنظام المساعدة المتقدمة على القيادة في فبراير، ما أدى إلى زيادة المخزون من الطرازات القديمة، واضطر الوكلاء إلى خفض الأسعار لتحريك هذه السيارات.

وتجدر الإشارة إلى أنه في يناير، كانت مستويات مخزون «بي واي دي» ثالث أعلى مستوى بين جميع العلامات التجارية، وفقاً لجمعية وكلاء السيارات الصينية.

تكشف هذه الإخفاقات في الوكالات عن ضعف متزايد في شبكة بيع السيارات بالتجزئة في الصين، رغم استمرار تطور سوق السيارات الكهربائية بوتيرة سريعة.