تعتمد الشركات الكبرى في الولايات المتحدة حالياً على التعاقد مع موظفين يعملون لحسابهم الخاص (freelancers)، للمحافظة على خفض التكاليف الثابتة وتجنب تسريح العمال بشكل جماعي.
وصف شانون دينتون، المؤسس المشارك لـ"ريبل" (Wripple)، وهي منصة تربط الشركات بالموظفين المستقلين في الوقت الفعلي، هذه الفترة بـ"الاقتصاد المستقل"، وفقاً لموقع قناة "فوكس بيزنس" الأميركية. وفسر وصفه هذا بأنه الاتجاه الذي تحتضن فيه الشركات الأميركية العمال المستقلين أكثر من ذي قبل، للمساعدة على إنجاز مجموعة متنوعة من المهام، مثل تصميم المواقع الإلكترونية الخاصة بها، أو التخطيط لمناسبات وأعمال مختلفة.
في هذا السياق، تعاونت منصة "ريبل" مع شركة الأبحاث المستقلة "إم دي آر جي" (MDRG) لإجراء دراسة حول ظروف توظيف المستقلين. وجمعت المنصة والشركة معاً 200 دراسة استقصائية من عاملين مستقلين و214 أخرى من قادة التسويق والموارد البشرية لدى الشركات والمؤسسات متوسطة الحجم التي تتعاقد مع موظفين مستقلين.
أكثر من 90% من الشركات التي شملتها الدراسة أفادت بأنها تتوقع العمل مع مستقلين بقدرة أكبر على مدار العام، وهو ما يمثل ارتفاعاً من 42% في عام 2023.
كما يخطط حوالي 82% من الموظفين المستقلين لقبول المزيد من الفرص طوال عام 2024، ارتفاعاً من 51% في 2023.
إلى ذلك، لاحظ دينتون وجود اتجاه متزايد بين العمال الذين هم أكثر استعداداً للعمل بشكل مستقل في المشاريع الفردية و"لا يريدون العمل لدى مدير".
وأشار إلى أن "العقلية مختلفة اليوم"، قائلاً إنهم (جيل Z)، وإنهم "لا يرون قيمة العمل في شركة" مقارنة بالأجيال الأكبر سناً.
أشار دينتون إلى أن الشركات ترى حالياً -مع ميزة التعاقد مع موظفين يعملون لحسابهم الخاص- قيمة للتوظيف فقط عندما تحتاج إليه. وأضاف أن "لديها مرونة أكبر بكثير. ولا يتعين عليها تكثيف العمل ثم تسريح العمال وتكبد تكاليف ثابتة". كما يعتبر ذلك أيضاً أسرع من الاضطرار إلى تعيين موظف سيخضع بعد ذلك لعملية الإعداد والتدريب لأيام أو أسابيع عدة.
ولفت دينتون إلى أنه "مع الموظف المستقل، تتوقع منه أن يعرف بالضبط ما هو العمل الذي يجب إنجازه، وربما تتعاقد معه لفترة أسابيع محدودة لإنجاز العمل".
بحسب دينتون، فإن الشركات تضغط حالياً للتعاقد مع المزيد من الموظفين المستقلين، مشيراً إلى أن ذلك يحدث "خصوصاً عندما يكون هناك الكثير من الدورات الاقتصادية وعمليات تسريح العمال".
في سياق مشابه، أكد استطلاع الفرص الأميركية (AOS)، الذي أجرته شركة "ماكينزي آند كومباني" الاستشارية في عام 2022، أن عدداً متزايداً من الأميركيين أصبحوا موظفين وعمالاً مستقلين. إذ عرّف 36% من المشاركين، أو ما يعادل 58 مليون أميركي -عند استقرائهم من العينة التمثيلية- أنفسهم بأنهم عمال مستقلون. وهذه زيادة ملحوظة مقارنة بعام 2016 عندما قال 27% من السكان العاملين إنهم عمال مستقلون.