تواصل «طيران الإمارات» تصدّرها سوق الطيران في الخليج من حيث عدد المسافرين والربحية، في حين برزت شركة «الاتحاد للطيران» في أبوظبي كأسرع شركات الطيران نمواً في المنطقة.
وفقاً لبيانات جديدة في القطاع نقلها موقع AGBI، سجلت شركة «طيران الإمارات»، أكثر من 67 مليار كيلومتر بحسب مؤشر «إيرادات الركاب لكل كيلومتر» (RPK) خلال الربع الأول من عام 2025، بزيادة بلغت 5% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، بحسب شركة «أو إيه جي أفييشن وورلدوايد» (OAG Aviation Worldwide)، المتخصصة في توفير بيانات السفر الجوي.
ويضع هذا الرقم «طيران الإمارات» في موقع متقدم على منافسيها الإقليميين، إذ نقلت الشركة ما يقرب من ثلث الركاب أكثر من أقرب منافس لها.
يُعدّ مؤشر «إيرادات الركاب لكل كيلومتر» معياراً رئيساً في قطاع الطيران لقياس أداء الشركات، إذ يُحسب بضرب عدد الركاب الذين يدفعون مقابل التذاكر في عدد الكيلومترات المقطوعة؛ ما يقدّم مؤشراً على الطلب وكفاءة الشبكة التشغيلية.
رغم هيمنة «طيران الإمارات» من حيث الحجم، سجّلت شركة «الاتحاد للطيران» نمواً بنسبة 15% في مؤشر «إيرادات الركاب لكل كيلومتر» خلال الفترة نفسها، وهو أعلى معدل نمو بين شركات الطيران الخليجية؛ ما يسلّط الضوء على عودة الشركة إلى النمو من خلال استراتيجية أكثر تركيزاً واستدامة.
وشهدت شركة «الاتحاد للطيران»، المملوكة بالكامل لحكومة أبوظبي، إعادة هيكلة لعملياتها خلال السنوات الأخيرة، شملت إلغاء الوجهات غير المربحة والتركيز على المسارات ذات الطلب المرتفع، ولا سيما تلك التي تربط بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط.
كما أعلن الرئيس التنفيذي للشركة، أنطونوالدو نيفيس، أخيراً أن الشركة ستضيف سبع وجهات جديدة ضمن أسواقها الرئيسة، لمواكبة الزيادة القوية في الطلب على السفر التي شهدتها خلال النصف الأول من 2025.
في المقابل، سجّلت «الخطوط الجوية القطرية» انخفاضاً بنسبة 2% في مؤشر «إيرادات الركاب لكل كيلومتر»، رغم الطلب القوي في المنطقة. واعتبر جون غرانت، الشريك في شركة «ميداس أفييشن» (MIDAS Aviation) البريطانية للاستشارات، أن «هذا التراجع الطفيف يثير بعض القلق، خصوصاً في ظل اعتماد (الخطوط القطرية) بشكل كبير على حركة الترانزيت، والتي تكون في العادة منخفضة العائد؛ ما قد يؤثر في أدائها»، على حد قوله.
أما شركات الطيران الإقليمية الصغرى، فقد سجلت تراجعات أكثر حادة، حيث انخفض مؤشر «إيرادات الركاب لكل كيلومتر» لدى «الطيران العُماني» بنسبة 13%، في حين تراجع لدى «الخطوط الجوية الكويتية» بنسبة 14%.
ولا تزال الشركتان تواجهان تحديات مالية وتشغيلية مستمرة، إذ خفض «الطيران العُماني» حجم أسطوله بنسبة 29% في يناير الماضي لتقليل الخسائر. وفي الكويت، صرح رئيس مجلس الإدارة عبد المحسن الفقعان في مارس أن الشركة لن تحقق أرباحاً خلال العامين المقبلين. وفي مايو، أُقيل الرئيس التنفيذي أحمد الكريباني من منصبه، وتم تعيين عبدالوهاب الشطي بديلاً له.
أما عالمياً، فقد ارتفعت حركة المسافرين بنسبة 5% في الربع الأول من عام 2025، لتصل إلى 2.16 تريليون كيلومتر للمسافرين مدفوعي الأجر، وفقاً لبيانات «الاتحاد الدولي للنقل الجوي» (IATA). وأسهمت شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط بهذه الزيادة عبر نمو بنسبة 4%.