حالات إلغاء بالجملة للرحلات الجوية
أكد موقع «غلوبس» الاقتصادي الإسرائيلي، في تحليل له اليوم الثلاثاء، أن كل قرار لشركة طيران بإلغاء رحلاتها الجوية نحو تل أبيب، هو بمثابة ضرر مباشر بالإسرائيليين واليهود الذين يرغبون في القدوم إلى إسرائيل للزيارات العائلية خلال العطلات.
وأضاف الموقع أن عمليات إلغاء الرحلات الجوية المتزايدة سينجم عنه ضرر اقتصادي في قطاع هام داخل البلاد، بعد أن مال للتعافي العام الماضي، عندما شهد قفزة هائلة في الحصة السوقية للشركات الإسرائيلية إلى نحو 65.4%، بزيادة نحو 13% مقارنة بشهر أغسطس من العام الماضي، وفي المقدمة شركة «العال» بحصة سوقية بلغت 43.39%. وشركة (Israir) بحصة سوقية تبلغ 13.07% وشركة «أركيا» بحصة سوقية وصلت إلى 8.69%.
وعرضت شركة «العال» أرباحاً قياسية في التقرير المالي الذي نشرته عن الربع الثاني من العام الجاري، حيث أظهر التقرير أيضًا أن الدخل عن كل راكب أعلى من أي وقت مضى، إذ ارتفع الدخل من كل مقعد بنسبة 24٪ مقارنة بالربع المقابل.
وتوقع «غلوبس» أن تتراجع هذه الحصص في الربع الأخير من العام الجاري، على خلفية عمليات الإلغاء المتتالية للرحلات الجوية؛ بسبب ما سمته بعملية «سهام الشمال»، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان.
ووفقًا لمؤشر أسعار المستهلك في إسرائيل، فقد أصبحت الرحلات إلى الخارج في أغسطس الماضي أكثر تكلفة بنسبة 22.1%، ويعكس هذا الرقم الموجة الثالثة من إلغاء الرحلات الجوية، مما أدى إلى انخفاض كبير في عدد شركات الطيران العاملة في إسرائيل، وبالتالي نتج عن ذلك ارتفاع أسعار التذاكر.
وخلص الموقع الإسرائيلي إلى أن إلغاء الرحلات الجوية يؤدي إلى زعزعة صناعة الطيران، حيث أصبح عدم الاستقرار هو القاعدة في صناعة الطيران الإسرائيلية، لكن الضربة الأكبر التي يتلقاها الركاب هي عدم اليقين من المستقبل.
وتشير التقديرات المنشورة على موقع (IATA) إلى أن صناعة النقل الجوي في إسرائيل، بما في ذلك شركات الطيران وسلسلة التوريد التابعة لها، تحقق 8.2 مليار دولار أميركي من الناتج المحلي الإجمالي في إسرائيل، حيث تساعد هذه الصناعة في توفير نحو 184 ألف وظيفة قد يتضرر الكثيرون منها في الأيام المقبلة.
وتزايدت حدة موجة إلغاء الرحلات الجوية المتتالية إلى إسرائيل وبعض المطارات العربية المجاورة؛ بسبب الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان، فقد أعلنت شركة «ويز إير» الهنغارية منخفضة التكلفة، اليوم الثلاثاء، إلغاء رحلاتها الجوية إلى إسرائيل.
وجاء في بيان صادر عن الشركة، أنه «نظرا للتصعيد قررت الشركة إيقاف مؤقت للخطوط إلى تل أبيب وعمّان.
وأعلنت مجموعة «لوفتهانزا»، التي تضم شركات الخطوط الجوية «لوفتهانزا»، والخطوط الجوية السويسرية والنمساوية، وخطوط «بروكسل» الجوية، و«يورو وينغز»، أمس الإثنين، إلغاء رحلاتها إلى طهران وبيروت، وتمديد إلغاء رحلاتها من وإلى مدينة بنغازي الليبية حتى 14 أكتوبر.
وجاء في البيان: «بعد تقييم الوضع، تقوم مجموعة لوفتهانزا بإعادة تحديث جدول رحلاتها في الشرق الأوسط، وتقدم لوفتهانزا للمسافرين المتأثرين بالإلغاء خيار إلغاء تذاكرهم مجانًا أو إعادة حجزها».
وألغت الخطوط الجوية البولندية «لوت»، رحلاتها إلى إسرائيل يومي الثلاثاء والأربعاء، وقبل أيام أعلنت شركة الطيران الأمريكية «دلتا إيرلاينز» تمديد إلغاء رحلاتها من نيويورك إلى إسرائيل حتى 31 ديسمبر، وليس حتى 31 أكتوبر كما كان مخططاً قبل التصعيد العسكري الأخير.
وأعلنت «شركة فيرجن أتلانتيك» البريطانية الأسبوع الماضي أنها تجدد جدول الرحلات إلى إسرائيل من لندن ابتداء من 25 سبتمبر، وستعمل الشركة، التي توقفت عن الطيران إلى إسرائيل في 11 أكتوبر القادم، على تسيير رحلة يومية إلى إسرائيل، بمعدل سبعة أيام في الأسبوع.
وقررت «شركة رينييه» الأيرلندية منخفضة التكلفة هذا الشهر أنها لن تطير إلى إسرائيل مرة أخرى حتى نهاية أكتوبر على الأقل، وكانت قد ألغت في بداية شهر أغسطس الماضي جميع رحلاتها إلى إسرائيل إثر تصاعد الوضع الأمني، بعد اغتيال مسؤولين كبار في حزب الله وحماس في بيروت وطهران.
كما أعلنت شركة الطيران الوطنية الهندية أنها لن تطير إلى إسرائيل مرة أخرى حتى 24 أكتوبر، فيما قررت شركة «يونايتد إيرلاينز» عدم ذهاب رحلاتها إلى إسرائيل حتى إشعار آخر.
وأعلنت شركة الخطوط الجوية الأميركية أنها أوقفت رحلاتها حتى نهاية مارس 2025، بينما أكدت شركة طيران «ويلينغ» الإسبانية أنها لن تعود حتى 26 أكتوبر، كما لن تعود الخطوط الجوية الكرواتية إلى إسرائيل حتى إشعار آخر.
وأفادت الشركة البريطانية منخفضة التكلفة «إيزي جيت» أنها لن تستأنف رحلاتها إلى إسرائيل حتى أبريل 2025، وكانت الشركة قد أوقفت رحلاتها إلى إسرائيل بعد 7 أكتوبر الماضي.
هذه الحالات المتزايدة من إلغاء الرحلات الجوية إلى إسرائيل، أعادت إلى الواجهة تحقيقاً صحفياً نشرته «غلوبس» في السابع من أغسطس الماضي، أشارت فيه إلى أن الوضع الأمني في إسرائيل مجرد ذريعة، وأن الشركات منخفضة التكاليف لا ترغب في القدوم إلى إسرائيل بسبب عدم اليقين في المكاسب المالية مقارنة بوجهات أخرى داخل أوروبا وآسيا.