logo
شركات

تحطم «إير إنديا»: خلل في الطائرة أم خطأ بشري؟ التحقيقات تكشف

تحطم «إير إنديا»: خلل في الطائرة أم خطأ بشري؟ التحقيقات تكشف
ذيل طائرة «إير إنديا» من طراز بوينغ 787 دريملاينر التي تحطمت في يونيوالمصدر: رويترز
تاريخ النشر:11 يوليو 2025, 04:33 م

تركّز التحقيقات الجارية في حادث تحطم طائرة «إير إنديا» (Air India) من طراز «بوينغ 787 دريملاينر» (Boeing 787 Dreamliner)، الذي وقع الشهر الماضي، على تصرفات الطيارين ووضع مفاتيح التحكم بتدفق الوقود إلى المحركات، وفقاً لأشخاص مطلعين على التقييمات الأولية التي أجراها مسؤولون أميركيون.

وتظهر هذه التقييمات، التي نقلتها صحيفة «وول ستريت جورنال»، عدم وجود دلائل حتى الآن على وجود عيوب تصميمية أو أعطال ميكانيكية في الطائرة أو محركاتها التابعة لشركة «جنرال إلكتريك أيروسبيس» (GE Aerospace).

أخبار ذات صلة

أسهم «بوينغ» تهوي 8% بعد سقوط طائرة تابعة للخطوط الهندية

أسهم «بوينغ» تهوي 8% بعد سقوط طائرة تابعة للخطوط الهندية

وتشير النتائج الأولية إلى أن المفاتيح المسؤولة عن تدفق الوقود إلى محركي الطائرة كانت في وضعية «الإيقاف» بعد الإقلاع بوقت قصير، مما أدى إلى فقدان محتمل في قوة الدفع. وتُستخدم هذه المفاتيح عادة لتشغيل المحركات أو إيقافها أو إعادة ضبطها في حالات الطوارئ، ومن المفترض أن تبقى مفعّلة أثناء الطيران.

حتى الآن، لم يتمكن المحققون بعد من تحديد كيفية أو سبب تحويل هذه المفاتيح إلى وضعية الإيقاف، أو ما إذا كان ذلك قد تم عن طريق الخطأ أو بشكل متعمد، كما لم يتضح ما إذا كان الطاقم قد حاول إعادة تشغيلها.

في حال تأكدت هذه المعطيات، فقد تفسر وضعية المفاتيح سبب تفعيل مولد الطاقة الاحتياطية للطائرة، المعروف باسم «رام إير تورباين» (RAT)، في اللحظات التي سبقت سقوط الطائرة وتحطمها في مبنى سكني يضم طلاب طب، مما أسفر عن مقتل 260 شخصاً، من بينهم جميع من كانوا على متن الطائرة باستثناء ناجٍ واحد.

يقود «مكتب التحقيق في حوادث الطيران» في الهند (AAIB) التحقيق، ومن المتوقع أن يصدر تقريراً أولياً بحلول يوم الجمعة، مع عدم ورود أي تعليق رسمي حتى الآن.

وقال مورليدهار موهول، مسؤول الطيران المدني الهندي، في مقابلة مع «تلفزيون نيودلهي» في أواخر حزيران: «لا يمكن الجزم بسبب التحطم حالياً لأن التحقيق لا يزال مستمراً»، مضيفاً: «إنه حادث نادر جداً، لم يسبق أن توقّف كلا المحركين في الوقت نفسه».

وبحسب شركة «إير إنديا»، فإن قائد الرحلة، سميت سابربوال، كان يمتلك أكثر من 10,000 ساعة طيران على الطائرات عريضة البدن، فيما تجاوزت خبرة مساعده، كلايف كوندر، 3,400 ساعة، بينما رفضت عائلاتهما التعليق.

يحمل الحادث أهمية خاصة لجميع الأطراف المعنية، إذ تُعد «إير إنديا» أقدم شركة طيران في البلاد، وهي تمر حالياً بمرحلة إعادة هيكلة واسعة بعد عقود من الملكية الحكومية. كما أنه أول حادث مميت لطائرة من طراز «دريملاينر»، ويأتي في وقت حساس بالنسبة لشركة «بوينغ»، التي تسعى لاستعادة الثقة بعد سلسلة من المشاكل المتعلقة بالسلامة والجودة.

أخبار ذات صلة

هل «بوينغ» قادرة على الوفاء بطلبات الخليج القياسية لشراء الطائرات؟

هل «بوينغ» قادرة على الوفاء بطلبات الخليج القياسية لشراء الطائرات؟

وغالباً ما تشمل التحقيقات الدولية في حوادث الطيران عدة أطراف، منها الدول التي وقع فيها الحادث وتلك التي صادقت على تصميم الطائرات والمحركات.

ويقدّم «المجلس الوطني لسلامة النقل» (NTSB) في الولايات المتحدة الدعم في التحقيق، إلى جانب «إدارة الطيران الفيدرالية» (FAA)، وشركتي «بوينغ» و«جنرال إلكتريك أيروسبيس»، اللتين توفران المساعدة الفنية للسلطات الهندية.

يُعد طراز «دريملاينر»، الذي دخل الخدمة عام 2011، من الطائرات المفضلة لدى شركات الطيران العالمية، ويستخدم بشكل واسع في الرحلات الطويلة، ويتمتع بسجل سلامة قوي. وكانت الطائرة المنكوبة قد سُلّمت إلى «إير إنديا» في كانون الثاني/يناير 2014.

حتى الآن، لم تُصدر «إدارة الطيران الفيدرالية» أو شركتا «بوينغ» و«جنرال إلكتريك أيروسبيس» أي نشرات فنية أو تعليمات سلامة تتعلق بالحادث، وهي خطوات تتخذ عادة إذا أظهرت التحقيقات وجود ثغرات في التصميم أو الصيانة أو إجراءات التشغيل.

وكانت مجلة «ذا إير كارنت» (The Air Current) المتخصصة في صناعة الطيران قد ذكرت سابقاً أن التحقيق ركّز على حركة مفاتيح التحكم في الوقود. ومع ذلك، يحذّر الخبراء من أن الاستنتاجات الأولية في تحقيقات الطيران، التي قد تستغرق عاماً أو أكثر، يمكن أن تتغير مع ظهور معطيات جديدة.

وبحسب مصادر مطلعة، أعرب مسؤولون أميركيون عن إحباطهم من شح المعلومات التي أتاحتها السلطات الهندية منذ وقوع الحادث في 12 يونيو. كما أبدوا قلقاً إزاء التأخير في استخراج وتحليل بيانات الصندوقين الأسودين للطائرة، وهما جهازا تسجيل بيانات الرحلة وتسجيل صوت قمرة القيادة.

وكان المحققون الهنود قد خططوا في البداية لنقل الصندوقين الأسودين من دلهي، حيث تم مؤخراً افتتاح مختبر جديد لتحليل بيانات الحوادث، إلى موقع آمن آخر. لكن هذه الخطة أُلغيت لاحقاً، وتم تحميل البيانات في دلهي.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC