«بوينغ» قادرة على الوفاء بطلبات الخليج القياسية رغم تحديات القطاع

تبدو شركة «بوينغ» في موقع جيد لتلبية موجة تاريخية من طلبات شراء الطائرات تقدمت بها شركات الطيران الخليجية، شريطة أن تواصل معالجة التحديات المستمرة في الإنتاج وشهادات الاعتماد، وفقاً لما يؤكده محللون في قطاع الطيران.

وفقاً لتقرير نشره موقع AGBI، أُعلنت هذه الالتزامات، التي تُقدر بعشرات مليارات الدولارات، خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى قطر والسعودية والإمارات الشهر الماضي. ورغم عدم الإفصاح عن الجداول الزمنية الدقيقة للتسليم، يرى محللون أن شركة تصنيع الطائرات الأميركية قادرة على تلبية هذه الطلبات على المدى الطويل.

وقال نيكولاس أوينز، محلل الأسهم الصناعية في شركة «مورنينغ ستار» (Morningstar) للأبحاث في حديث لـAGBI: «السؤال ليس ما إذا كان بإمكانهم بناء كل هذه الطائرات غداً، بل هل يمكنهم تصميمها على مدى السنوات الخمس عشرة المقبلة؟ والإجابة نعم».

وتأتي هذه التوقعات الإيجابية بالتزامن مع انعقاد «معرض باريس الجوي»، حيث خفت حدة النقاش حول طلبيات الطائرات مقارنةً بالقلق المتزايد من التوترات الجيوسياسية، وخصوصاً النزاع المتصاعد بين إيران وإسرائيل.

وخلال زيارة ترامب إلى الدوحة، أعلنت «الخطوط الجوية القطرية» عن صفقة تاريخية لشراء 210 طائرات عريضة البدن من «بوينغ»، مزودة بمحركات من شركة «جنرال إلكتريك» (GE)، بقيمة تقديرية تبلغ 96 مليار دولار. وتضم الصفقة 130 طائرة من طراز «787-8 دريملاينر»، و30 طائرة من طراز «777X»، مع خيار لإضافة 50 طائرة أخرى من نفس الخطين، مما يجعلها أكبر صفقة من نوعها في تاريخ الشركة الأميركية.

وفي أبو ظبي، تعهدت شركة «الاتحاد للطيران» بشراء 28 طائرة من طرازي 787 و777X من «بوينغ»، بقيمة 14.5 مليار دولار. أما في الرياض، فقد أعلنت شركة «أفيليس» (AviLease)، المملوكة لـ«صندوق الاستثمارات العامة السعودي» والمتخصصة في تأجير الطائرات، عن طلب يصل إلى 30 طائرة من طراز «737 ماكس». وتأتي هذه الطلبات الجديدة بالإضافة إلى طلبيات سابقة جرى الاتفاق عليها في فترات سابقة وتتضمن جداول تسليم أقرب.

وبحسب ريتشارد أبولافيا، المدير التنفيذي لشركة  «أيروديناميك أدفايزوري» (AeroDynamic Advisory) ومقرها ميشيغان، فإن الصفقات الكبيرة مثل هذه غالباً ما تُخطط على مدى زمني طويل. وقال: «لا تطلب شركات الطيران الطائرات لأنها بحاجة إليها فوراً، بل لأنها تحتاجها بعد خمس سنوات أو أكثر، وتأمل أن تصل في الوقت المناسب تقريباً».

وتعاني «بوينغ» من تأخيرات متواصلة في الإنتاج منذ جائحة كوفيد-19، بما في ذلك في مشاريع بارزة مثل طائرة الرئاسة الأميركية الجديدة «إير فورس وان». إلا أن الشركة أحرزت تقدماً ملحوظاً بقيادة الرئيس التنفيذي الجديد كيلي أورتبرغ، الذي تسلم مهامه قبل أقل من عام.

وقال أبولافيا: «واجهت (بوينغ) صعوبات في رفع الإنتاج إلى المستويات المستهدفة، لكنها تبدو الآن على طريق التعافي وتحقيق تقدم واضح».

ومع ذلك، يحذّر مراقبو القطاع من أن اضطرابات سلاسل التوريد لا تزال تمثل خطراً مستمراً. وأوضح أبولافيا أن هذه القيود في قطاع تصنيع الطيران قد تستمر حتى نهاية هذا العقد.

بدوره، لفت أوينز من «مورنينغ ستار» إلى أن عملية اعتماد طراز (777X) الجديد تُعد من العناصر الأساسية التي ينبغي مراقبتها. وتتوقع «بوينغ» أن تحصل على موافقة «إدارة الطيران الفيدرالية» الأميركية بحلول مطلع العام المقبل، بعد سلسلة طويلة من اختبارات الاعتماد.

وقال أوينز: «بمرور الوقت، ينظر الناس إلى عدد الطائرات التي تُنتج شهرياً، وكذلك إلى ما إذا كانت شركات الطيران الأولى التي تتسلم هذه الطائرات راضية عن المنتج».

وتوقّع تيم كلارك، الرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات»، أن تبدأ الشركة في استلام أولى طائرات (777X) بين منتصف عام 2026 ومطلع 2027.

وفي تطور منفصل، أثار حادث تحطم أول طائرة من طراز «787-8 دريملاينر» في الهند الأسبوع الماضي بعض المخاوف، لكن التقارير الأولية تشير إلى أن السبب قد يكون عائداً إلى أخطاء صيانة أو بشرية، وليس إلى خلل تصنيعي.

وقال أوينز: «إذا تبين أن هناك خللاً في تصنيع طائرة 787، فسيكون ذلك سيئاً للغاية بالنسبة لـ«بوينغ»، لكني لا أعتقد أن هذا هو الاحتمال الأرجح».