تراجعت أسعار القمح في بورصة «يورونكست» الأوروبية بشكل طفيف يوم الجمعة، بعد صدور تقرير وزارة الزراعة الأميركية (USDA) حول العرض والطلب، والذي جاء دون مفاجآت تُذكر، مما شجّع على عمليات جني أرباح عقب موجة ارتفاع دفعت الأسعار لأعلى مستوى في أسبوعين، مدعومة سابقاً بتأخّر الصادرات الروسية.
وأغلق عقد قمح شهر سبتمبر في بورصة يورونكست منخفضاً بنسبة 0.1% عند 201.00 يورو (ما يعادل 234.99 دولار) للطن المتري، بعدما كان قد بلغ خلال الجلسة 202.75 يورو، وهو أعلى مستوى منذ 24 يونيو، متجاوزاً الذروة السابقة التي سجّلها يوم الخميس عندما ارتفع بأكثر من 2%.
وكانت الأسعار قد ارتدت من أدنى مستوى لها هذا الموسم عند 192.75 يورو في الأسبوع الماضي، مدعومة بعمليات تغطية مراكز بيعية مكثفة.
لاحظ المتعاملون تقلّص الفارق بين عقود سبتمبر وديسمبر، ما قد يشجع المزارعين على بيع المزيد من القمح، بعد أن ترددوا سابقاً نتيجة تراجع الأسعار الفورية إلى ما دون تكاليف الإنتاج.
في بورصة شيكاغو، تراجعت أسعار القمح عقب صدور التقرير الشهري من وزارة الزراعة الأميركية، الذي أشار إلى محصول أميركي أعلى قليلاً من التوقعات، ما هدّأ المخاوف بشأن الشح في المعروض العالمي.
في روسيا، أمرت الحكومة باتخاذ إجراءات لدعم صادرات الحبوب، في وقت تُشير التوقعات إلى أن صادرات القمح خلال يوليو قد تسجّل أدنى مستوياتها منذ 2008، وهو ما يُعزى إلى تأخر الحصاد وتردد المزارعين في البيع، حسب ما أفاد به تجّار.
هذه التطورات في روسيا، إلى جانب مخاوف بشأن أوضاع مماثلة في بلدان أخرى مطلة على البحر الأسود، أثارت تكهنات بأن المستوردين قد يتجهون إلى السوق الفرنسية لتلبية احتياجاتهم.
وقال أحد التجار الألمان: «إذا كان الهدف من تغطية المراكز البيعية هو تلبية طلب فعلي، فقد تُوجَّه أنظار المشترين نحو دول أخرى، وفرنسا حالياً في ذروة موسم الحصاد ولديها كميات متاحة للتصدير».
وأشار إلى أن فرنسا ودول البلطيق يمكنها توفير قمح يحتوي على 11.5% بروتين، بينما يمكن أن يأتي قمح 12.5% بروتين من رومانيا أو دول البلطيق، وإن لم تُسجّل حتى الآن أي صفقات مؤكدة.
ورغم الاهتمام المحتمل من وجهات مثل تايلاند بالقمح الفرنسي المخصص كعلف، إلا أن تقارير أفادت بأن محتوى البروتين في المحصول الفرنسي الجديد قد لا يصل إلى الحد الأدنى البالغ 11% المطلوب لطحن الخبز، ما يحدّ من جاذبيته للمشترين التقليديين.
ومع ذلك، أبدى التجّار حذراً، مشيرين إلى عدم وجود إشارات ملموسة على تحوّل كبير في الطلب، وقلّلوا من أهمية شائعات عن اهتمام صيني بشراء القمح الفرنسي.
في المقابل، يتوقع محللون أن تكون أزمة المعروض الروسي مؤقتة، مع تسارع وتيرة الحصاد خلال الأسابيع المقبلة.
ويُتداول القمح الروسي بنسبة 11.5% بروتين للتسليم في أغسطس بسعر يتراوح بين 223 و225 دولاراً للطن (FOB)، مرتفعاً بنحو 2 إلى 3 دولارات عن الأسبوع السابق، لكنه لا يزال أرخص من القمح الفرنسي بنحو 6 إلى 7 دولارات للطن، وفقاً لتحركات بورصة يورونكست وسعر الصرف.