"فايس ميديا".. تراجع الإيرادات المتوقعة وتعثر صفقة البيع

تتوقع "فايس ميديا" انخفاض إيراداتها السنوية للعام 2022، بأكثر من 100 مليون دولار عن المستويات المستهدفة، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر، في ضربة لشركة الوسائط الإعلامية الجديدة، وسط سعيها لإتمام عملية البيع.

حددت الشركة هدفًا للإيرادات يزيد على 700 مليون دولار، بحسب تقديرات طرف خارجي، في اجتماع مع كبار الموظفين في وقت سابق من هذا العام، حسبما قال أحد الأشخاص المطلعين، الذين قالوا إن تلك التقديرات، تعني تحقيق "فايس" إيرادات بنحو 600 مليون دولار هذا العام، وهي نفس مستويات2021.

يتزامن تراجع الإيرادات المتوقعة مع محادثات الشركة، التي بدأت منذ أشهر لإتمام بيع الشركة، لصالح مزود الخدمات التلفزيونية اليوناني "أنتينا غروب"، أحد شركاء "فايس" على صعيد الأخبار الدولية.

تقييم مرتفع

سعت "فايس" إلى الحصول على تقييم بنحو 1.5 مليار دولار، وفقًا لأشخاص مطلعين على عملية البيع، بينما يزيد تراجع الإيرادات المتوقعة لعام 2022 من تحقيق ذلك الهدف.

تتوقع "فايس ميديا" تحقيق "نموٍ كبيرٍ" في الأرباح، قبل الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الديون، وكذلك التدفقات النقدية للعام 2022 مقارنة بمستويات 2021، وفقًا لمتحدث باسم الشركة.

وقال المتحدث: "كانت سنة صعبة على القطاع، لكن "فايس" تسجل نمواً سنوياً، من خلال الحصافة في إدارة الأوضاع المالية، والتركيز على الأنشطة الرئيسية. كما تحمل تقديرات الأداء فرصًا جديدة للشركة في 2023، وسوف نواصل العمل مع مستشارينا، لاستكشاف طرق مناسبة لوضع الشركة على مسار النمو والنجاح".

موجة رقمية

انضمت "فايس ميديا"، التي تشمل أصولها "فايس نيوز"، و"موذر بورد"، ومنصة المرأة "ريفاينري29 "، و"فايس تي في"، إلى الشركات الإعلامية الناشئة، التي جمعت الأموال وحققت تقييمات عالية قبل عدة سنوات، مع اتجاه الأنظار والأموال نحو وسائل الإعلام الرقمية، إذ بلغ تقييم الشركة قبل 5 سنوات نحو 5.7 مليار دولار.

يصعب الحفاظ على النمو السريع، في ظل منافسة عمالقة الإعلان على الإنترنت، مثل "غوغل" و"فيسبوك"، وغيرها من وسائل الإعلام الجديدة، التي تتبع نموذج عمل مماثلا، كما تنافست كافة وسائل الإعلام خلال الأشهر الأخيرة، وسط ظروف اقتصادية صعبة، دفعت بعض المعلنين إلى التوقف عن الإنفاق على الإعلانات.

ديون ثقيلة

تراكمت ديون "فايس"، التي جمعت 250 مليون دولار في 2019، من مجموعة مستثمرين، بينهم "فورتريس إنفستمنت غروب"، وهو الدين الذي أصبح مستحقاً، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر.

تعمل "فورتريس" حاليًا مع "فايس"، على إطار لإعادة هيكلة ديونها، وفقًا لشخص مطلع على الأمر.

تخلّفت "فايس" عدة أشهر أيضًا عن الدفع لعدد من الموردين، وفقًا لأشخاص آخرين مطلعين على الأمر.

ونظرًا للضغوط المالية، قد تحتاج شركة الأسهم الخاصة "تي بي جي"، المساهم الرئيسي في "فايس"، اتخاذ قرار وبسرعة بشأن استمرار تمويل شركة وسائل الإعلام، إذا لم تتم صفقة البيع. ومن بين الخيارات التي تجري مناقشتها، الاستمرار في خفض التكاليف ثم محاولة بيع أنشطة منفصلة من "فايس"، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.

اندماج فاشل

تقود "فايس ميديا" الرئيسية التنفيذية "نانسي دوبوك"، المديرة التنفيذية السابقة لـ"إيه آند إيه نتوركس"، بعد تنحي الشريك المؤسس "شين سميث" عن منصب الرئيس التنفيذي لـ"فايس" في 2018، مصرحًا عن رغبته بالتركيز على المحتوى والصفقات.

تواصل "فايس" سعيها للتحول إلى الربحية، مع ثبات إيراداتها نسبيًا في السنوات الأخيرة. وسرحت "فايس" العديد من الموظفين، من بينهم العاملون في علاماتها التجارية "مونشيز" ونويزي"، ضمن خفض تكلفة أوسع يصل إلى 15%، وفقًا للأشخاص المطلعين على الأمر.

حاولت الشركة العام الماضي الإعلان عن اندماجها مع شركة "شيك" على بياض، لكن الأمر توقف مع تلاشي اهتمام المستثمرين، بتلك الشركات المهتمة بعمليات الاندماج.

المصدر: وول ستريت جورنال