نجح الملياردير الأميركي إيلون ماسك، السبت، في الاقتراب من تحقيق حلمه بتحويل مدينة صغيرة في ولاية تكساس حول المجمع الصناعي لشركته الفضائية «سبايس إكس»، تُعرف بـ«ستاربيس» (Starbase) إلى مدينة قائمة بذاتها، بعدما صوّت نحو 300 من موظفيه لصالح المشروع بالإجماع تقريباً.
أُتيحت الفرصة لـ283 شخصاً من الموظفين أو المرتبطين بموقع «خليج بوكا تشيكا» الواقع على الحدود المكسيكية، للإدلاء بأصواتهم حتى الساعة الواحدة بعد منتصف ليل السبت – الأحد بتوقيت غرينتش، بشأن الموافقة على تحويل «ستاربيس»، وهو موقع ساحلي تبلغ مساحته أربعة كيلومترات مربعة، إلى بلدية مكتملة الأوصاف.
مع تصويت غالبية الناخبين في وقت مبكر، كما هو معتاد في مختلف الاستحقاقات الانتخابية بالولايات المتحدة، أيّد المقترعون المشروع بنسبة تقارب 100%.
من المقرر أن يتولى أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في «سبايس إكس» رئاسة بلدية المدينة التي أُعيدت تسميتها رسمياً «ستاربيس»، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
كتب إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم وحليف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على منصة «إكس» التي يملكها: «ستاربيس، تكساس أصبحت الآن بلدية حقيقية».
تقع «ستاربيس» على مساحة لا تتجاوز 1.45 ميل مربع، ويقطنها تقريباً موظفو «سبايس إكس» وعائلاتهم. وقد باتت المنطقة تشبه موقعاً من أفلام الخيال العلمي، بفضل منشآت التصنيع المتقدمة، والمنازل المتشابهة المرتبة بعناية، إضافة إلى تمثال ضخم لماسك، وفق ما أفادت به وكالة «بلومبيرغ».
رغم أن إنشاء المدينة لا يمنح ماسك صلاحيات مطلقة، فإنه يوفر أدوات تنظيمية تتيح للشركة التحكم في وتيرة التطوير، بما في ذلك قرارات التخطيط العمراني والبناء.
منذ سبع سنوات، أعادت «سبايس إكس» تشكيل «خليج بوكا تشيكا» بالكامل، بعد أن كانت بلدة هادئة يقطنها متقاعدون، لتتحول إلى مركز إنتاج نشط لصاروخ «ستارشيب» الذي يأمل ماسك أن ينقل البشر إلى المريخ يوماً ما.
رغم هذا الإنجاز، لا تزال الشركة تواجه عقبة أساسية تتمثل في أزمة السكن. فقد فشل مشروع لبناء منازل جديدة في الحصول على موافقة المقاطعة، فيما يعيش نحو 260 موظفاً في المنطقة إلى جانب عائلاتهم، ليبلغ إجمالي السكان قرابة 500 شخص. كما يتنقل أكثر من 3,000 موظف يوميًا من مدينة «براونزفيل» أو من مناطق مجاورة.
يُعد إنشاء هذه المدينة نجاحاً شخصياً لماسك، بعدما ترأس في السابق لجنة الكفاءة الحكومية «دوج» التي كلفها البيت الأبيض بخفض الإنفاق العام، لكنها أخفقت في تحقيق أهدافها.
يواجه ماسك حالياً صعوبات كبيرة مع شركته لصناعة السيارات «تيسلا»، لكنه أكد عزمه على استئناف عمله تدريجياً في شركاته المختلفة.
وقد أنشأت «سبايس إكس» مجمعها الصناعي في هذه المنطقة الساحلية الرطبة، التي يحدها نهر «ريو غراندي» ومساحات طبيعية، لإجراء اختبارات وعمليات إطلاق صواريخ، ويعمل الموقع منذ عام 2019.
قالت بيكا هينوجوسا، المشاركة في تأسيس منظمة محلية تُعنى بحماية البيئة، إن خطة ماسك لتحويل الموقع إلى مدينة «لن تتسبب إلا في مزيد من الدمار البيئي في المنطقة».
كما توقعت أن «تزداد مكبات النفايات غير القانونية»، مضيفة: «سيزيدون من العمليات الخطرة لإطلاق الصواريخ، وسيتسببون في تصاعد النشاط الزلزالي الذي سيهز منازلنا ويدمر مزيداً من الموائل الطبيعية».
إيلون ماسك، الذي اقترح اسم «ستاربيس» لأول مرة في منشور على منصات التواصل الاجتماعي بعد زيارة للموقع قبل أربع سنوات، قدّم طلباً رسمياً لتحويل الموقع إلى مدينة قائمة بحد ذاتها إلى سلطات ولاية تكساس التي يقودها الجمهوريون، في ديسمبر 2024، بعد فوز دونالد ترامب بولايته الرئاسية الثانية.
أكدت «سبايس إكس» أنها تدير بالفعل البنية التحتية في الموقع، بما في ذلك الطرق والخدمات الصحية والتعليمية، ووعدت بأن إنشاء المدينة لن يقوّض جهودها الرامية إلى الحد من تأثيرها البيئي.
كانت وكالة حماية البيئة الأميركية قد فرضت في عام 2024 غرامة على «سبايس إكس» بسبب رميها نفايات بشكل غير قانوني في الممرات المائية في تكساس، كما اتُهمت الشركة بإلحاق أضرار بأعشاش الطيور البرية؛ بسبب عمليات إطلاق الصواريخ.
فيما علّق ماسك ساخراً حينها عبر وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً: «لكي أعوّض عن هذه الجريمة الشنيعة، سأمتنع عن تناول العجة لأسبوع!».