وتعد عملية البيع التي قامت بها الشركة الأم الهولندية المدرجة ببورصة ياندكس هي الأكبر على الإطلاق من قبل شركة مملوكة للغرب تسعى للخروج من روسيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا قبل عامين.
وستكون أعمال ياندكس الروسية مملوكة لكونسورتيوم يضم أعضاء إدارة الشركة، وشركة النفط الكبرى لوك أويل، في حين ستعيد الشركة الهولندية تغيير علامتها التجارية وتحتفظ بالسيطرة على العديد من الشركات ذات التركيز الدولي التي يديرها موظفون سابقون في ياندكس، وفقاً لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
وتشكل الصفقة نهاية لأطول ملامح الشركات الأجنبية في روسيا، والتي تقترب أخيراً من نهايتها، وكانت ياندكس من بين رواد الإنترنت الأوائل في روسيا وهيمنت على القطاع لعقود.
ويقود فريق الإدارة المحلي ائتلافاً لشراء العمليات الروسية الذي سيواصل إدارة الأعمال هناك.
وقال رئيس مجلس إدارة ياندكس جون بوينتون في بيان صدر اليوم، إن الشركة واجهت من فبراير 2022 تحديات استثنائية، مشيراً إلى أن الصفقة أفضل الحلول الممكنة للمساهمين والفريق والمستخدمين في هذه الظروف الاستثنائية.
وبموجب الصفقة ستقوم ياندكس ببيع جميع أوصولها في روسيا، التي تم دمجها في شركة جديدة.
يقود اتحاد المشترين في فريق الإدارة الروسي، بالإضافة إلى عدد من المستثمرين الماليين الآخرين صندوق استثماري مملوك لشركة Lukoil؛ الرأسمالي الاستثماري ألكسندر تشاتشافا، ورجل الأعمال والمشرع السابق ألكسندر ريازانوف، وبافيل براس، رجل أعمال في مجال تكنولوجيا المعلومات.
بالإضافة إلى الاحتفاظ بمحفظتها من الشركات الدولية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، ستستفيد شركة ياندكس من الأموال النقدية الناتجة عن البيع. وتقول الشركة إنها تخطط لإعادة نسبة كبيرة إلى المساهمين، وكذلك الاحتفاظ ببعض التمويل لتمويل تطوير الأعمال الأربعة: Nebius AI، وToloka، وTripleTen، وAvride.
وأعلنت الشركة الهولندية -التي ستعيد تسمية نفسها في الأشهر المقبلة - عن خطط طموحة لتحويل هذه الشركات الناشئة إلى مجموعة من الشركات العالمية التي تركز على الذكاء الاصطناعي، بدءًا من أوروبا والولايات المتحدة وآسيا والشرق الأوسط، حيث توجد هذه الشركات بالفعل.
ونظراً لأن العديد من الشركات الأجنبية الأخرى التي أعلنت عن خطط لمغادرة روسيا قامت بالتخارج بصفقات رمزية، إلا أن ياندكس اقتنصت أفضل صفقات الخروج بهامش نقدي كبير.
ونظراً لمصير الشركات الأخرى التي أعلنت عن خطط لمغادرة روسيا، يبدو أن ياندكس قد تفاوضت على صفقة جيدة. إنه أكبر خروج نقدي بهامش كبير، العديد من عمليات الخروج الأخرى كانت بمبالغ رمزية أو شهدت قيام شركات أجنبية بشطب عملياتها الروسية بنحو فعال. والأمر الأكثر شهرة هو أن الكرملين انقض ببساطة على العمليات الروسية لعدد من الشركات الدولية ذات الأسماء الكبيرة، وقام بتأميمها أو السيطرة عليها، من دانون وكارلسبيرج بين الأسماء الاستهلاكية إلى يونيبر، وفورتوم، وفينترسهال على الجانب الصناعي.
ومع أن الكرملين انقض على عمليات خروج الشركات الأجنبية من روسيا وقام بتأميمها أو السيطرة عليها، إلا أنه لا يزال من غير الواضح لماذا وكيف نجت ياندكس من مصير مماثل، ولكن يبدو من المرجح أن شركة قائمة على المعرفة عالية التقنية بمثل تعقيد ياندكس كانت ستشكل تحديًا أكبر بكثير لكبح جماحها، مع وجود خطر أكبر بكثير يتمثل في استيلاء الدولة عليها، مما ينتج عنه نتائج عكسية.