قطار الاتحاد يشعل سباق الشركات.. «باركين» و«تاكسي دبي» أبرز الرابحين

تستعد شركة «قطارات الاتحاد» (Etihad Rail) في الإمارات لإطلاق خدمات الركاب العام المقبل، مع وعد بتقليل زمن الرحلة بين دبي وأبوظبي بنسبة تصل إلى 40%.

ومن المتوقع أن يُحدث هذا التطور تحولاً كبيراً في أنماط التنقل اليومية، فضلاً عن تأثيره في توجهات المستثمرين تجاه عدد من الشركات المرتبطة بقطاع النقل المدرجة في الأسواق المالية الإقليمية.

يعمل الخط الحديدي بين الإمارات بسرعة تصل إلى 200 كيلومتر في الساعة، وبسعة استيعابية تصل إلى 400 راكب، ويتوقع أن يخفض مدة الرحلة بين أكبر مدينتين في الدولة إلى أقل من ساعة واحدة. وحتى الآن، تم تأكيد وجود أربع محطات في كل من أبوظبي، ودبي، والشارقة، والفجيرة، مع خطط لتوسيع الشبكة لربط 11 مدينة ومنطقة عبر الإمارات.

ويحظى المشروع بدعم حكومي ويهدف إلى نقل 36.5 مليون مسافر سنوياً بحلول عام 2030؛ ما يوفر بديلاً ضرورياً لشبكات الطرق المزدحمة، إذ يمكن أن تتجاوز أوقات الذروة على طرق مثل دبي إلى الشارقة الساعتين.

بعيداً عن أثره في قطاع النقل، وفقاً لتقرير نشره موقع AGBI، يجذب المشروع اهتمام المستثمرين في القطاعات المرتبطة به، إذ ارتفعت أسهم شركة «باركين» (Parkin Co)، مشغل مواقف السيارات المملوك لحكومة دبي، والمدرجة حديثاً في السوق المالية، بنسبة 27% منذ بداية العام. ويتوقع السوق زيادة الطلب على مواقف السيارات قرب محطات القطار.

وقالت حنينة باناتوالا، رئيسة التداول في شركة «كروس ألفا انفستمنت أدفايزورز» (Cross-Alpha Investment Advisors): «من المرجح توفير مواقف للسيارات قرب محطات قطار الاتحاد، والتي ستديرها شركة «باركين».

وأشار تقرير صادر عن «بنك سيكو» (SICO Bank) البحريني إلى أن شركة «باركين» سجلت 132 مليون معاملة مواقف سيارات العام الماضي. ويمثل عدد ركاب قطار الاتحاد المستهدف حوالي ربع هذا الرقم سنوياً.

كما يرى محللون فرصة لشركة «تاكسي دبي» (DTC) للاستفادة من الخدمة الجديدة من خلال تقديم خدمات النقل التكاملي للمسافرين. وسجلت المؤسسة ما يقارب 48 مليون رحلة العام الماضي.

أما شركة «سالك»، المشغل الحصري لنظام التعرفة المرورية في إمارة دبي، فتواجه تحديات قصيرة الأمد محتملة، إذ رغم ارتفاع أسهمها بنسبة 6% هذا العام، فإن المحللين يحذرون من أن الخدمة الجديدة قد تُحوّل حركة المرور، وبالتالي إيرادات الرسوم، بعيداً عن شبكة «سالك».

وقالت باناتوالا: «من المتوقع أن يختار بعض المسافرين، بمن فيهم السياح، الذين كانوا يستخدمون الطرق سابقاً قطار الاتحاد»، لكنها أشارت إلى أن النمو السكاني المستمر سيدعم استخدام الطرق وتسجيل المركبات.

بعيداً عن قطاع النقل، يُتوقع أن يؤثر مشروع قطار الاتحاد في أنماط السكن وأسواق العقارات، فمع ارتفاع تكاليف المعيشة في دبي وأبوظبي، قد تصبح الشارقة، التي تتميز بأسعار أكثر معقولية، خياراً جاذباً للسكان والمستثمرين، خاصة مع تحسين الربط بالقطار.

وقال ماثيو جرين، رئيس قسم البحوث في شركة (CBRE Mena): «يمكن أن يؤدي اكتمال شبكة ركاب قطار الاتحاد إلى دفع نمو الأسعار وجذب المزيد من الاستثمارات إلى سوق العقارات في الشارقة».