رغم انتشارها الرهيب منذ انطلاقتها، العام 2002، فاجأت شركة «فولكس فاغن» للسيارات الألمانية، جمهور طرازها الشهير «طوارق» بقرار إيقاف الإنتاج بحلول 2026، منهية بذلك مسيرة أكثر 23 عاماً، لأول سيارة رياضية متعددة الاستخدامات (SUV) فاخرة تنتجها الشركة الألمانية.
وجاءت «طوارق»، آنذاك، نتيجة تعاون وثيق ضمن مجموعة «فولكس فاغن» حيث تشاركت العديد من المكونات التقنية مع بورش وأودي، ما منحها أساساً هندسياً قوياً وموثوقاً.
وتعد «طوارق» إحدى أبرز سيارات الدفع الرباعي الفاخرة التي أنتجتها العملاقة الألمانية، وتركت بصمة واضحة في سوق السيارات العالمي منذ إطلاقها الأول، جامعة بين الأداء القوي والجاهزية العالية على الطرق الوعرة، فضلاً عن الفخامة والراحة، ما جعلها خياراً ممتازاً لهواة المغامرات والاستخدام العائلي أيضاً.
تميز الجيل الأول من «طوارق» بقدراته الفائقة على الدروب الوعرة، مدعوماً بنظام دفع رباعي متطور ونظام تعليق هوائي قابل للتعديل، حيث توافرت السيارة بمجموعة واسعة من المحركات، بما في ذلك محرك الديزل (V10 TDI) سعة 5 لترات.
وكان يعد في ذلك الوقت من أقوى محركات الديزل المصنوعة من الشركة، بعزم دوران 750 نيوتن متر بتسارع مقداره 7.8 ثانية من 0-100 كم، وسرعة قصوى 225 كم/ساعة، ما رسخ مكانة «فولكس فاغن» في قطاع سيارات الدفع الرباعي الفاخرة، محققة نجاحاً كبيراً في مبيعاتها.
في العام 2010، قدمت «فولكس فاغن» الجيل الثاني من «طوارق»، والذي جاء أخف وزناً وأكثر كفاءة في استهلاك الوقود من سابقه، واستمر هذا الجيل في تقديم التقنيات المتطورة، مثل حزمة (Tech Terrain) للقيادة على الطرق الجبلية.
كما توافرت خيارات متعددة من المحركات، بنزين وديزل (V6) سعة 3.6 لتر و(V8) سعة 4.2 لتر، لكن النسخة الهجينة كانت أول سيارة تنتجها الشركة تجمع بين محرك بنزين ومحرك كهربائي.
تم الكشف عن الجيل الثالث والأحدث من «طوارق»، في العام 2018، مع تركيز أكبر على الفخامة والتقدم التكنولوجي.
ويتميز هذا الجيل بتصميم أكثر أناقة وعصرية، ومقصورة داخلية مزودة بلوحة قيادة رقمية وشاشة معلومات وترفيه كبيرة، ما يخلق بيئة عالية التقنية، لكن هذا لم يبع في السوق الأميركية، حيث حولت «فولكس فاغن» تركيزها إلى طراز «أطلس» كسيارة (SUV) رئيسة للمنطقة.
ومع ذلك، لا تزال "طوارق" متاحة في أسواق أخرى، مثل: أوروبان وآسيا، والشرق الأوسط.
ويتوافر هذا الجيل بخيارات متعددة للمحركات، بما في ذلك محرك (V4 TSI) سعة 2.0 لتر بقوة 250 حصاناً، ومحرك (V6) سعة 3.0 لتر بقوة 340 حصاناً، ومحركات ديزل (V6 TDI) سعة 3.0 لتر بقوة 286 حصاناً، إضافة إلى خيار محرك هجين (V6) سعة 3.0 لتر.
يظهر تتبع أرقام مبيعات «فولكس فاغن» لـ«طوارق» مساراً مثيراً للاهتمام يعكس التغيرات في إستراتيجية الشركة، وتفضيلات السوق.
ورغم صعوبة الحصول على بيانات مبيعات عالمية موحدة ومفصلة لجميع السنوات، إلا أن البيانات المتاحة من أسواق رئيسة، مثل الولايات المتحدة، وكندا، تقدم لمحة عن أداء السيارة على مر السنين.
ووفق موقع (good car bad car)، تكشف بيانات مبيعات «طوارق» في الولايات المتحدة انخفاضاً ملحوظاً بعد 2012، بلغت في ذلك العام 11276 مركبة لتهوي إلى 3 فقط في العام 2020.
أما في كندا لم يكن الحال أفضل حيث هبطت المبيعات منذ العام 2016، من 1930 سيارة لتصل إلى مركبتين فقط في 2020، نتيجة المنافسة العلامات الصينية وتوفر طرازات أكبر وأقل تكلفة مثل طراز «فولكس فاغن» الجديد «أطلس».
بحسب التقارير، التي نقلت عن مصادر مطلعة لدى مجلة «أوتو كار»، أنه بدلاً من «طوارق»، ستُركّز «فولكس فاغن» على سيارات (SUV) متوسطة الحجم وعالية المبيعات، وعلى رأسها «تيغوان»، والتي تُعد حالياً السيارة الأكثر مبيعاً للعلامة التجارية على مستوى العالم.
كما تُعوّل الشركة على طراز «تايرون»، النسخة الأوروبية من «تيغوان» الأميركية بثلاثة صفوف، لتغطية الفجوة التي ستتركها «طوارق».
تعتمد «فولكس فاغن» على موديلات مثل «تيرامونت» أو المعروفة في أميركا الشمالية بـ«أطلس»، و«تالاغون» لتكون البديل الفعلي لـ«طوارق» في فئة الـ(SUV) الكبيرة، وتُخطط الشركة أيضاً لتحديثات كبيرة للطرازات الكهربائية مثل (ID.4) و(ID.6)، في حين يُتوقع إيقاف إنتاج (ID.5) العام 2027 بسبب ضعف المبيعات.
في النصف الأول من عام 2025، باعت مجموعة «فولكس فاغن» 4.4 مليون سيارة عالمياً، بزيادة 1.3%.
كما شهدت مبيعات السيارات الكهربائية زيادة كبيرة، حيث ارتفعت 47% إلى 465.5 ألف سيارة.
وتقع الشركة تحت ضغط كبير نتيجة تقليل النفقات على مراكز البحث والتطوير وإغلاق المصانع والتسريحات، فضلاً عن المنافسة الكبيرة في الصين أكبر سوق للعلامة، ما أدى إلى تعليق مشاريع أخرى مثل تطوير ميني فان كهربائي صغير بديل لطراز «توران».
وتعمل العملاقة الألمانية، حالياً، على تطوير الجيل القادم من «غولف» الكهربائية، ما يدل على تركيزها على السيارات المدمجة عالية الشعبية في الأسواق العالمية.