logo
عملات رقمية

بين ترامب وهاريس.. كيف تؤثر العملات الرقمية في الناخب الأميركي؟

بين ترامب وهاريس.. كيف تؤثر العملات الرقمية في الناخب الأميركي؟
الرئيس السابق دونالد ترامب يلقي كلمة في مؤتمر بيتكوين 2024 في ناشفيل، 27 يوليو 2024.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:16 أغسطس 2024, 04:42 م

أصبحت العملات الرقمية تشكل قضية رئيسة قد تؤثر في الناخبين الأميركيين، خاصة مع اقتراب انتخابات 2024 الرئاسية، في تحول ملحوظ عن موقفه المشكك السابق، ظهر الرئيس السابق دونالد ترامب مؤيداً للعملات الرقمية خلال مؤتمر بيتكوين 2024 في ناشفيل، الذي يعد الأبرز عالمياً، وفقاً لتقرير نشره موقع "ذا كونفرزيشن".

وبعد أن كان ناقداً صريحاً، أصبح ترامب الآن يتخذ من العملات الرقمية قضية دعم رئيسة، الأمر الذي يعكس الاتجاه الأوسع لتزايد تداخل السياسة مع الأصول الرقمية، والذي يُشار إليه غالباً بـ(PolitiFi).

وحظي تحوّل ترامب إلى تأييد العملات الرقمية بقدر كبير من الاهتمام، ولكن من الضروري فهم تداعيات تنظيم العملات الرقمية على سلوك الناخبين مع اقتراب الانتخابات، ولا سيما أن النقاش حول الأصول الرقمية لا يعيد تشكيل الخطاب السياسي فحسب، بل قد يؤثر أيضاً في ديناميات الحملات الانتخابية وتفضيلات الناخبين وفقاً للتقرير.

موقف بايدن من العملات المشفرة

تاريخياً، أعرب الرئيس جو بايدن والديمقراطيون البارزون، بما في ذلك السيناتور إليزابيث وارن، عن مخاوف كبيرة بشأن العملات الرقمية، إذ تركزت مخاوفهم حول المخاطر مثل حماية المستهلك، واستقرار النظام المالي، وإمكانية غسل الأموال.

وكان غاري غينسلر، رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، من الشخصيات الرئيسة التي دعت إلى تنظيم كثير من الأصول الرقمية بوصفها أوراقاً مالية، ما يفرض عليها تنظيمات صارمة مماثلة لتلك التي تحكم الأسهم والسندات.

ومع ذلك، فإن زيادة بروز العملات الرقمية دفعت إلى تحول داخل الحزب الديمقراطي، وكذلك التصويت على قانون الابتكار المالي والتكنولوجيا للقرن الحادي والعشرين (FIT21) في مايو 2024، والذي حصل على دعم كبير من الديمقراطيين، يشير إلى اعتراف متزايد بأهمية الأصول الرقمية.

ويشار أنه رغم المعارضة الأولية من إدارة بايدن، يوجد الآن استعداد للتعاون مع المنظّمين لتطوير إطار تنظيمي متوازن للعملات الرقمية.

بدورها، لم تتخذ نائبة الرئيس كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية، موقفاً حاسماً بعد بشأن سياسة العملات الرقمية، ومع ذلك، فإن حملتها قد تواصلت مع ممثلي صناعة العملات الرقمية، ويزداد الضغط من الديمقراطيين المؤيدين للعملات الرقمية لكي تتبنى هاريس موقفاً أكثر دعماً.

ويعد هذا الدفع جزءاً من إستراتيجية أوسع لمنع ترامب من الهيمنة على قضية العملات الرقمية، بالنظر إلى الأهمية المتزايدة لهذا الموضوع في الانتخابات بفضل تأثيره المحتمل في تمويل الحملات والتفاعل مع الناخبين.

انقسام ديمقراطي

يعيش الحزب الديمقراطي انقساماً داخلياً بشأن تنظيم العملات الرقمية، وعلى حين تستمر شخصيات مثل وارن بافيت في تأكيد المخاطر المحتملة للأصول الرقمية، فإن بعضهم داخل الحزب يدعو إلى نهج أكثر انفتاحاً.

من جهته، عبر النائب براد شيرمان عن قلقه من أن قانون (FIT21) قد يخلق منافساً للدولار الأميركي قد يستغله "المجرمون"، على حد وصفه.

ومن ناحية أخرى، يحثّ الديمقراطيون المؤيدون للعملات الرقمية هاريس على الاعتراف بإمكانات الأصول الرقمية والتفاعل مع الصناعة تفاعلاً بنّاءً.

ويعكس هذا النقاش الداخلي في الحزب الديمقراطي التّوتّر الأوسع بين تعزيز الابتكار، وضمان التنظيم المناسب.

ومع تزايد بروز العملات الرقمية، يكمن التحدي أمام الحزب الديمقراطي في تحقيق توازن بين هذه المصالح المتضاربة مع حماية المستهلكين والحفاظ على استقرار النظام المالي.

ومن المحتمل، أن يكون لموقف هاريس بشأن تنظيم العملات الرقمية تأثير كبير في جذب المساهمات من قادة الصناعة الأثرياء، وتحفيز الناخبين الأصغر سنّاً الذين يهتمون اهتماماً متزايداً بالأصول الرقمية.

إن تشكيل مجموعة (Crypto4Harris)، المكرسة لتعزيز جاذبية هاريس في قضايا العملات الرقمية، يبرز أهمية هذا الموضوع في الانتخابات المقبلة، إذ تشمل جهود المجموعة تنظيم فعاليات بدعم من شخصيات بارزة مثل الملياردير مارك كوبان، بهدف مواجهة تأثير ترامب على قضية العملات الرقمية، وتعزيز علاقات هاريس مع مجتمع الأصول الرقمية.

لم يدل مرشح هاريس للمنصب، الحاكم تيم والز، ببيان عام حول العملات الرقمية، رغم أن تفاعلاته السابقة مع الصناعة، بما في ذلك إعادته التبرعات من مسؤولي (FTX)، تشير إلى موقف حذر.

نهج ترامب

لاقى تبني ترامب للعملات الرقمية صدى واسعاً، ويبدو أن حماسه الجديد للأصول الرقمية مرتبط بالفرص أكثر من كونه قناعة أيديولوجية، إذ إن كثيرًا من نشاطه السياسي مدفوع بالفرص، وفق التقرير.

ويأتي تحوله إلى موقف مؤيد للعملات الرقمية في وقت يسعى فيه لتنشيط قاعدته وجذب المساهمات من مستثمري العملات الرقمية الأثرياء.

وتسلّط هذه الإستراتيجية الضوء على تقاطع تنظيم العملات الرقمية وتمويل الحملات الانتخابية، إذ يحاول ترامب توجيه دعمه المالي نحو قطاع الأصول الرقمية.

ومع ذلك، يجدر بالذكر أن ترامب يواجه تحديات قانونية مستمرة، وأرقام استطلاعات ضعيفة، ما يثير تساؤلات حول استدامة إستراتيجيته السياسية، على الرغم من هذه القضايا، قد تجد نداءاته في قضايا العملات الرقمية صدى لدى الناخبين الأصغر سناً الذين يتفاعلون تفاعلاً متزايداً مع الأصول الرقمية.

التأثيرات طويلة المدى

على حين تتشكل انتخابات 2024 لتكون لحظة حاسمة لمستقبل العملات الرقمية في الولايات المتحدة، فإن تبني ترامب للأصول الرقمية قد وضع القضية في صدارة الاهتمام، ولكن الديناميات السياسية الأوسع ومواقف الشخصيات الرئيسة مثل بايدن وهاريس ستؤدي أدواراً حاسمة في تشكيل مستقبل العملات الرقمية في الولايات المتحدة.

وأخيراً، يرى التقرير أن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة في تحديد كيفية معالجة قضايا العملات الرقمية وتأثيرها في الاقتصاد العالمي، وكذلك القرارات المتخذة الآن من المرجح أن يكون لها تأثيرات طويلة الأمد على دور الأصول الرقمية واندماجها في المشهد السياسي والاقتصادي.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC