تعترض مقاومة شديدة أكبر العملات المشفرة، بيتكوين، عند مستوى 110 آلاف دولار الذي تجاوزته بقليل في التداولات المبكرة من صباح اليوم الثلاثاء. إذ تناقص زخم السيولة الذي كان وراء الارتداد السريع من مستوى 101 ألف دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع .بينما كانت مراهنات جزء كبير من المتداولين تشير إلى استمرار مسار التصحيح السعري إلى ما دون 100 ألف دولار.
ويتحدى هذا التحرك السائد في السوق الصورة النمطية حول الركود المعتاد خلال فترة الصيف، كما تلاحظه شركة QCP Capital التي تعمل بمجال حلول الحفظ والاستثمار المؤسسي في العملات المشفرة، أشارت إلى انخفاض التقلبات وغياب المحفزات الفورية.
قالت مذكرة حديثة على منصة تليغرام من QCP نشرها موقع "كوين ديسك" إن التقلبات غير العنيفة وصلت إلى أدنى مستوياتها في عام، مع نمط حركة أسعار خامد. مشيرة إلى أن البيتكوين كانت "عالقة في نطاق ضيق" مع اقتراب الصيف.
ويرى محللو الشركة أن اختراقاً واضحاً دون 100 ألف دولار أو فوق 110 آلاف دولار سيكون ضرورياً "لإعادة إيقاظ اهتمام السوق الأوسع". ومع ذلك، حذرت المذكرة من أن التطورات الاقتصادية الأخيرة فشلت في إثبات قناعة لدى المتداولين في سوق العملات المشفرة عن اتجاه معين.
وجاء في المذكرة: "حتى مع صعود الأسهم الأميركية وتراجع الذهب في أعقاب تقرير الوظائف الأميركية الأقوى من المتوقع يوم الجمعة، ظلت البيتكوين بلا حراك بشكل لافت، عالقة في تيارات متضاربة دون مرساة واضحة. وفي غياب سردية مقنعة لإشعال المرحلة التالية من الصعود، تظهر علامات التعب. فالاهتمام المفتوح الدائم يتراجع، وتدفقات الصناديق المدعومة بالبتكوين بدأت في الانحسار".
وتقول QCP Capital إن هذا السياق الذي تتحرك فيه البيتكوين يجعل الحركة الحالية أكثر إثارة للدهشة. مضيفة أن الاختراق الأخير لمستوى 110 آلاف في ظل خلفية اقتصادية متوترة: مركبة من محادثات تجارية بين الولايات المتحدة والصين في لندن. ومزاد سندات خزانة أمريكية بقيمة 22 مليار دولار لاحقًا هذا الأسبوع قد يثير القلق في الأسواق .
لذلك ترى الشركة، أن هذه الأحداث قد تدفع بتقلبات جديدة، لكنها حذّرت من أن العناوين الأخيرة أدت في الغالب إلى"ردود فعل عفوية" تتبدد بسرعة.
يوجد حالياً 492 مليون دولار من الإيثريوم، ثاني أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، مخزنة عبر بروتوكولات التخزين اللامركزي، وهي منصات وتطبيقات مبنية على سبكة الإيثريوم الرئيسة بهدف الحصول على عوائد ومكافآت مقابل الاحتفاظ بها خارج التداول لفترات محددة.
وهذا المنتج الذي تتقدمه شبكات البلوكتشين شبيه بمنتجات الودائع والادخار مقابل عوائد لدى البنوك التجارية .
وتلاحظ شركة Alluvial، المتخصصة في تطوير تطبيقات التخزين للعملات المشفرة، أن تخزين عملة الغيثريوم لم يعد يقتصر على الأفراد بل ينمو بين المؤسسات؛ ما يعزز الفرضية بصعود قوي لسعر العملة، وقد اتضح ذلك عندما ارتفعت العملة من مستوى 1400 دولار إلى مستوى 2700 منذ أبريل الماضي .
ما تخزنه المؤسسات من الإيثريوم لا يتجاوز نصف مليار دولار، وقد يبدو ذلك متواضعاً مقارنة بحجم التخزين الكلي في منصات التداول المركزية واللامركزية للعملة البالغ 93 مليار دولار، إلا أن المثير أن معظمه يأتي من مستثمرين مؤسسيين.
تقول مارا شميدث الرئيسة التنفيذية لشركة Alluvial : "نحن على أعتاب تحول ضخم حقًا للإيثريوم، مدفوعًا بالزخم التنظيمي والقدرة على فتح مزايا التخزين الآمن."