خاص
خاصالبيتكوين - رويترز

لماذا لم تحقق بيتكوين التوقعات بعد إدراج صناديق التداول؟

قامت هيئة الأوراق المالية والبورصة في يناير الماضي بمنح الترخيص لصناديق تداول البيتكوين في البورصة التي تستثمر بصورة مباشرة في "بيتكوين"، في خطوة تاريخية توقع المحللون أنها ستضيف مئات المليارات من الدولارات لسوق العملات المشفرة.

ومؤخراً قامت هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية بإرجاء اتخاذ قرار بشأن صندوق تداول فوري لعملة الإيثريوم الذي تقدمت به شركتا Invesco وGalaxy Digital، بحسب الإيداع.

وقال جيمس سيفارت، محلل بلومبرج إنتليجنس، إن قرار التأجيل يتماشى مع التوقعات، مشيراً إلى أنه يتوقع المزيد من التأخير خلال الأشهر المقبلة.

وبسبب ذلك، تتوقع الشركات المالية العملاقة أن ترتفع قيمة الإثيريوم بما يصل إلى 70% في الأشهر المقبلة، حيث من المتوقع أن تجري الموافقة على طلبات صناديق الاستثمار المتداولة في مايو. 

وقال بنك ستاندرد تشارترد في مذكرة نشرت في يناير: "مع اقتراب تاريخ الموافقة المتوقع في 23 مايو، نتوقع أن تتبع أسعار إيثريوم البيتكوين (BTC) أو تتفوق عليها خلال الفترة المماثلة".

وقبيل موافقة الهيئة على صناديق البيتكوين توقع العديد من المحللين والمستثمرين أن هذه الخطوة ستكون علامة فارقة في تاريخ عملاقة العملات الرقمية، حيث توقع البعض أن تتجاوز مستويات الذروة التاريخية السابقة في نوفمبر 2021 قرب الـ 70 ألف دولار أو تجاوز المستويات المحتملة عند الـ100 ألف دولار، أوحتى الوصول إلى مستويات المليون دولار التي يتبناها البعض.

ولكن على الرغم من أنها شهدت ارتفاعاً عن مستوياتها السابقة إلا أنها لم تصل إلى تلك المستويات.

ومن ناحيتها قالت فرح مراد المحللة الأولى للأسواق المالية لدى مجموعة إيكويتي، إن الموافقة على أول صندوق تداول للبيتكوين من قبل الجهات الرقابية كان خطوة هامة لسوق العملات المشفرة انتظرها أنصار تلك العملات من المستثمرين بفارغ الصبر، وسط توقعات بأن تشعل موجة صاعدة للبيتكوين.

وأوضحت في تصريحات خاصة لـ إرم الاقتصادية، أن البيتكوين في أعقاب قرار إصدار صناديق التداول شهدت ارتفاعاً سريعاً نحو 47 ألف دولار أميركي، وهو أعلى مستوى لها في عامين، إلا أنها تراجعت بعد أيام من الموافقة بنحو ملحوظ، حيث خسرت 10% خلال أقل من أسبوعين لتصل إلى ما دون 40 ألف دولار.

البيتكوين لم تحقق المستويات المطلوبة على الرغم من أنها شهدت ارتفاعاً عن مستوياتها السابقة قبل الموافقة على صناديق التداول
فرح مراد - محللة أسواق مالية في مجموعة إيكويتي
عوامل التراجع

واستعرضت المحللة فرح مراد لـ إرم العوامل الرئيسة التي ساهمت في ذلك الانخفاض، قائلة إن أحد العوامل الرئيسة التي ساهمت في ذلك التراجع هو ظاهرة الشائعات المتداولة في الأسواق المالية، حيث يتوقع المضاربون تأثير حدث ما ويوجهون استثماراتهم على أساس تلك التوقعات.

وأضافت: "فورَ تحرك الأسواق نحو التوقعات، يقومون بإغلاق مراكزهم بما يعرف "بموجة جني أرباح، وخاصة في حال جرى تداول أخبار مخيبة للآمال".

وأشارت إلى أنه على رغم منح هيئة الأوراق المالية والبورصات الموافقة، أوضحت أنها فعلت ذلك "بتردد"، ما يشير إلى موقف حذر تجاه العملات الرقمية.

أحد العوامل الرئيسة التي ساهمت في ذلك التراجع هو ظاهرة الشائعات المتداولة
فرح مراد - محللة أسواق مالية في مجموعة إيكويتي
هدوء نسبي

وفيما يتعلق بأسواق العملات الرقمية في الوقت الحالي، أكدت فرح مراد أن الأسواق تشهد هدوءا نسبيا وسط استعادة بعض العملات البديلة جزءا من خسائرها في أعقاب ضغوط البيع في بداية العام.

وأشارت إلى أن البيتكوين تمكنت من الارتداد من أدنى مستوياتها الأخيرة بالقرب من 39 ألف دولار إلى 43 ألف دولار، مؤكدة أنه أمر جيد، لأنه تحرك معاكس لتحركات السلع الأخرى المسعرة بالدولار، حيث ارتفع مؤشر الدولار في الأسبوع الماضي وهو مالم يؤثر على ارتفاع البيتكوين بالرغم من الضغوط البيعية على النفط والذهب.

وأكد أن هناك إشارة على أن ترابط البيتكوين مع مؤشر الدولار وسوق الأسهم قد اختل تمامًا في الآونة الأخيرة، مما يدل على أن أسس تداول بالبيتكوين قد تتشكل بطريقة مستقلة عن العوامل العالمية.

البيتكوين تمكنت من الارتداد من أدنى مستوياتها الأخيرة بالقرب من 39 ألف دولار إلى 43 ألف دولار
فرح مراد - محللة أسواق مالية في مجموعة إيكويتي
مستقبل البيتكوين

وفيما يتعلق بتوقعات ارتفاع البيتكوين، خاصة في أعقاب الخطوة التاريخية المتمثلة في إصدار صناديق تداول البيتكوين، أكدت فرح أنه على الرغم من غياب الزخم الفوري للصعود بعد الموافقة على صناديق التداول، إلا أن طبيعة البيتكوين الدورية تشير إلى وجود احتمالات لزيادة الأسعار خلال العام.

وتابعت أن الدورات السابقة للبيتكوين شهدت وصولا إلى قمم جديدة بعد مضي حوالي 230 يوماً على التصحيحات، ما يوحي بإمكانية تحقيق مستويات تاريخية جديدة مرة أخرى أواخر عام 2024.

وأشارت فرح إلى أن قوة الزخم الصاعد خلال العام الجاري ستكون مدعومة في حال ظهرت أزمة جديدة في قطاع البنوك الأميركية، وهو ما حدث خلال الأزمات الماضية للقطاع التي شكلت دعماً للأصول المشفرة وعلى رأسها البيتكوين التي عززت جاذبيتها كأصل آمن ضد التقلبات الاقتصادية.

من المتوقع أن تحقق البيتكوين مستويات تاريخية جديدة مرة أخرى أواخر عام 2024
فرح مراد - محللة أسواق مالية في مجموعة إيكويتي

وفي الـ 24 ساعة الماضية تراجعت عملت البيتكوين تراجعا طفيفا بنسبة 0.12% لتصل إلى 42,921 ألف دولار، بينما ارتفعت عملة الإيثيريوم بنسبة 1.39% لتصل إلى 2361 دولارا، وفقاً لبيانات منصة كوين ديسك.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com