وول ستريت جورنال
وول ستريت جورنالالمصدر/shutterstock

"اشترِ الآن وادفع لاحقاً" ترفع المبيعات وتؤخر سداد المستهلكين

هناك مواقع كموقع "أوفرستوك.كوم" اعتمدت صغية "إشترِ الآن، وادفع لاحقا" وزاد استخدامها لهذه الطريقة من دون ان تقلق من احتمال انخفاض مبيعاتها لسبب أو لآخر.

لكن الأكاديميين يحذّرون من أن أنماط الإنفاق تشير إلى أن المستهلكين يكافحون للعمل ويمكن أن يخفضوا مشترايتهم.

وعززت صيغة "اشترِ الآن وخيارات الدفع لاحقاً" مبيعات بعض الشركات في الأرباع الأخيرة من العام الماضي، لكن الدلائل المتزايدة على أن المستهلكين الذين يستفيدون من قروض بدون رسوم أو منخفضة الرسوم يعانون، تشير إلى أن الشركات قد تشعر قريباً بالضغوط.

وشركات توفير الخدمات التي اختارت  طريقة  "اشتر الآن وادفع لاحقا" ومنها  مثلا شركة "كلارنا" و"أفيرم هولدينغ" و"افترباي" اكتسبت شعبية أثناء الوباء، حيث اختار المتسوقون طريقة الدفع مباشرة لكل المشتريات بدءاً من السترات الصوفية وحتى معدات التمرين والأرائك.

ويكون عادة تقسيم قيمة المشتريات إلى أربعة أقسام أو أكثر، وغالباً  بفائدة قليلة أو بدون فائدة، وعلى مدار بضعة أسابيع أو أشهر.

وعلى عكس بطاقات الائتمان، التي تفرض فائدة على المستهلكين إذا لم يدفعوا فاتورتهم الشهرية بالكامل، تمنح طريقة "تشتر الأن وادفع لاحقاً" مرونة  للسداد  للمستخدمين ومزيداً من الوقت  وبطريفة أسهل وأسرع.

 ومع ارتفاع تكاليف المعيشة عن العام الماضي وارتفاع أسعار الفائدة، زادت جاذبية خيارات "اشتر الآن وادفع لاحقا".

وفي عام  2022 زادت المبيعات بهذه الطريقة عبر الانترنت بنسبة 14% مقارنة بالعام السابق وفقا لـ "أدوبي اناليتيكس".

وتظهر بيانات "أدوبي" أن في الشهرين الأولين من هذا العام ارتفعت حصة الطلبات 10% عن العام الماضي. ولكن الآن هناك مؤشرات على أن بعض المشترين يتعثرون.

ويختار الزبائن الذين يشترون باستمرار طريقة "اشتر الآن وادفع لاحقا" لتاخير الدفع ليس فقط للسلع الضرورية. وازدادت مثل هذه الطلبيات 40% في الشهرين الأولين من السنة الحالية، مقارنة بالسنة الماضية وفقاً لـ"أدوبي أناليتيكس".

والأكثر من ذلك، أن مستخدمي طريقة الدفع لاحقاً، والذين كانوا يمثلون 17% من المقترضين المستهلكين بين الربع الأول من عام 2021 والربع الأول من عام 2022 ، كانوا أكثر عرضة بنسبة 11 نقطة مئوية من المقترضين العاديين للتخلف عن السداد لمدى 30 يوماً، وذلك وفقاً  لتقرير صادر في مارس عن مكتب الحماية المالية للمستهلك.

عادات الإنفاق الاستهلاكي

وقال ماركو دي ماجيو، أستاذ المالية في كلية هارفارد للأعمال: "إذا كانت مجموعة المقترضين الذين يشترون الآن ويدفعون في وقت لاحق تتدهور اوضاعهم اليوم، أعتقد أن هذا يشير بكل وضوح إلى المخاطر التي نواجهها. وبمعنى آخر،  من المحتمل أن يتخلف هؤلاء المقترضون عن السداد، أو إذا كانوا قادرين على سداد هذه القروض قصيرة الأجل، فمن غير المرجح أن يستمروا بنفس وتيرة استهلاكهم."

وتأتي اشارات التعثّر في وقت تدفع بيئة الاقتصاد الكلي المزيد من المتسوقين نحو خيارات الدفع لاحقا في شركات مثل اوفيرستوك.كوم و كاربارتس.كوم. وبالنسبة للتجار الآخرين، مثل سالي بيوتي هولدينغز فإنها تزيد مبيعاتها. وفي حين لم يعبر التنفيذيون عن قلق خاص بشأن تضرر المبيعات إذا انخفضت مشتريات الدفع اللاحق، أقروا بأن عادات الإنفاق الاستهلاكي يمكن أن تتغير.

وبدأ  موقع "كاربارتس" في عام 2020، عرض صيغة الشراء الآن والدفع لاحقاً. وقال رئيس الشؤون المالية لهذه الشركة رايان لوكوود إن عدد العملاء الذين اختاروا هذه الميزة ارتفع بحوالي 30% في الربع المنتهي في 1 أبريل مقارنة بالعام السابق . وتمثل المشتريات عن طريق الدفع لاحقا بين 7% و 8% من المبيعات الإلكترونية  للشركة.

 وقال لوكوود إنه يقدر القوة الشرائية والمرونة التي توفرهما  طريقة الدفع لاحقا للمستهلكين، ولأن مقدمي الخدمات "اشترِ الآن، وادفع لاحقا" يتحملون مخاطر الائتمان ويقومون بتأخير الدفع بضعة أيام، كما قال، لا يوجد أي تأثير على الميزانية العمومية للشركة.

 وأضاف لوكوود أن الاستخدام المتزايد لخيار الدفع يمكن أن يشير أيضاً إلى أن المتسوقين يشعرون بقيود في ميزانيتهم، مضيفاً أن "هذا عادة ما يشير إلى ضعف العملاء". وإذا استمر الضغط على محافظ المتسوقين، فقد يؤجل بعض المتسوقين ذوي الدخل المنخفض الإصلاحات غير الضرورية، وفقًا للوكوود"،  في حين أن الآخرين الذين يتمتعون بمزيد من الحرية المالية قد يعتمدون بشكل متزايد على خيارات الدفع الثابت.

 وقال المدير المالي للشركة" نتوقع ان يستخدم الناس طريقة الدفع لاحقا حيثما أمكنهم ذلك لتعويض عن عبء تكبد تكلفة مفاجئة".

وأضاف :"لكن الناس أكثر ذكاءً مما كانوا عليه في السابق ، ويدركون مخاطر الانخراط في هذه الطريقة عندما لا يكونون واثقين من قدرتهم على سداد المدفوعات."

استنزاف الميزانيات

ومع ذلك، يحذر نيكولاي روسانوف، أستاذ المالية في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا، من أن استخدام صيغة الشراء الآن، والدفع لاحقًا في متجر البقالة على وجه الخصوص، على عكس السلع التي نادراً ما يتم شراؤها، يشير إلى مدى استنزاف ميزانيات المستهلكين.

وقال: "ليس من المنطقي فعل ذلك كثيرا من خلال النفقات العادية مثل فاتورة البقالة الأسبوعية". "هذا يعني فقط أنك ستستمر في تراكم الديون مراراً وتكراراً ، وربما لا تكون هذه فكرة جيدة."

ووفقا للرئيس التنفيذي لموقع اوفرستوك.كوم" جوناثان جونسون، هناك اعتماد أكبر على صيغة الشراء الآن والدفع لاحقًا و بعض العملاء يقللون مشترياتهم بسبب ارتفاع معدلات بطاقات الائتمان والرهن العقاري.

ويتبع موقع "اوفرستوك" وهو يتاجر بألأثاث والمفروشات المنزلية عبر الإنترنت،  طريقة "اشتر الأن وادفع لاحقا" منذ عام 2015.

وقال جونسون: "عندما تتعرض محافظ المستهلكين للضغط، هناك فئة تبحث بشكل متزايد عن خيارات التمويل، الأمر الذي يبشّر بالخير للمشتريات عن طريق الدفع لاحقاً لا سيما عندما يتعلق الأمر بالسلع . كما وهناك فئة تتراجع عن الشراء ،وذلك يؤشر سلبا على عروض صيغة "أشتر الآن وأدفع لاحقا".

عملاء جدد

وفي غضون ذلك، يلآحظ موزع منتجات مستحضرات التجميل "سالي بيوتي" وجود عملاء جدد ومزيداً من المبيعات بسبب الشراء الآن، والدفع لاحقاً.

وارتفعت مبيعات المتاجر المتواجدة منذ  عام أو أكثر 5.7% للربع المنتهي في 31 مارس.

وأضاف سالي بيوتي مؤخراً "كلارنا" إلى موقع التجارة الإلكترونية الخاص به، حسب ما قالت الشهر الماضي الرئيسة التنفيذية دينيس بولونيس للمحللين. 

وأضافت أن فرصة الشراء الآن والدفع لاحقًا تجلب لنا عملاء جدداً، وتزيد سلة التسوق أيضاً، في إشارة إلى رفع مبالغ الشراء. 

لكن دي ماجيو، وهو من جامعة هارفارد يقول إن بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة هذه السنة عن العام الماضي وارتفاع أسعار الفائدة، قد يضّطر المتسوقين إلى إعادة التفكير في الشراء حتى مع خيارات الدفع لاحقاً، خاصة إذا ارتفعت معدلات البطالة.

وأوضح أن ذلك يحدث أيضا عندما يتراجع العملاء أو يتخلّفون عن السداد.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com