logo
اقتصاد

الاتفاق التجاري بين بريطانيا والولايات المتحدة.. هل يمثل طعنة لأوروبا؟

الاتفاق التجاري بين بريطانيا والولايات المتحدة.. هل يمثل طعنة لأوروبا؟
دونالد ترامب (يمين) ورئيس وزراء المملكة المتحدة كير ستارمر يعقدان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا في الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة، في 27 فبراير 2025.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:9 مايو 2025, 07:16 م

في مساء 8 مايو، أصبحت المملكة المتحدة أول دولة تبرم اتفاقاً تجارياً مع الولايات المتحدة يشمل خفض الرسوم الجمركية على صادرات السيارات والصلب، في خطوة وصفتها بعض الصحف بأنها «طعنة» موجّهة للاتحاد الأوروبي، خاصة في ظل توتر العلاقات التجارية بين بروكسل وواشنطن.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، من مصنع «جاغوار لاند روفر» في وسط إنجلترا، قائلاً: «نحن أول دولة تبرم مثل هذا الاتفاق مع الولايات المتحدة، وهذا أمر بالغ الأهمية في ظل حالة عدم الاستقرار العالمي». وأشارت صحيفة «ذا تايمز» إلى أن الاتفاق، الذي أُعلن عنه في المكتب البيضاوي، يتضمن خفض الرسوم على صادرات السيارات والصلب، ما قد ينقذ آلاف الوظائف المهددة.

أخبار ذات صلة

ترامب يكشف عن اتفاق تجاري «كامل وشامل» مع بريطانيا

ترامب يكشف عن اتفاق تجاري «كامل وشامل» مع بريطانيا

الاتفاق يقضي بإلغاء رسوم بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم، في حين ستنخفض الرسوم على السيارات البريطانية من 27.5% إلى 10%. ورغم ذلك، ستظل معظم السلع خاضعة لرسوم عامة بنسبة 10%. وعلّق ستارمر على توقيت الإعلان قائلاً: «يا له من توقيت، فقد أبرمنا هذا الاتفاق في يوم النصر في أوروبا!».

في المقابل، وافقت المملكة المتحدة على خفض الرسوم على واردات لحم البقر الأميركي والإيثانول، وهو وقود حيوي مشتق من الذرة. ووفقاً لـ«ذا تايمز»، فإن هذين المنتجين لهما أهمية كبيرة لقاعدة الناخبين الريفيين للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وذكرت مجلة «ذي إيكونوميست» أن الاتفاق يُعد «خبراً ساراً لمربي الماشية في كلا البلدين، إذ أصبح بإمكانهم تصدير 13 ألف طن من اللحوم سنوياً دون رسوم جمركية، وكذلك لمصنّعي السيارات البريطانيين، الذين سيسمح لهم بتصدير 100 ألف سيارة سنوياً إلى السوق الأميركية برسوم أقل».

لكن مجلة «نيو ستيتسمان» اليسارية انتقدت الاتفاق، معتبرة أنه لم يكن ضرورياً لولا أن ترامب هو من رفع الرسوم في المقام الأول، وخلصت إلى أن «عمّال قطاعي الصلب والسيارات في بريطانيا قد يشعرون ببعض الارتياح، لكن سياسة البيت الأبيض لم تتغير: رسوم جمركية لكم، ونفاذ للأسواق لنا».

وفي تغريدة غاضبة، علّقت زعيمة المعارضة، كيمي بادينوخ، على الاتفاق قائلة: «لقد تم خداعنا للتو!»، وأضافت أنه «كلما تفاوض العماليون، كانت بريطانيا هي الخاسرة»، في إشارة إلى ما اعتبرته تنازلات قدمتها الحكومة.

أما صحيفة «فاينانشيال تايمز»، فاعتبرت أن الاتفاق «أفضل من لا شيء»، مشيرة إلى أن توقيع ستارمر لهذا الاتفاق يجعله أول زعيم عالمي يبرم اتفاقاً مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما قد يوفر قدراً من الحماية لبريطانيا من السياسة الحمائية الأميركية.

وفي الوقت الذي تستعد فيه بروكسل للرد على السياسات التجارية الأميركية، عبّر الكاتب ماثيو لين في صحيفة «ديلي تلغراف» عن ابتهاجه، قائلاً: «ترامب غرس خنجراً في قلب الاتحاد الأوروبي». وأضاف: «بينما من المتوقع أن ترتفع الرسوم بين أوروبا والولايات المتحدة، فإنها ستنخفض مع المملكة المتحدة. والأسوأ من ذلك، إذا اقتربت بروكسل من بكين للضغط على واشنطن، فقد تتحول أوروبا إلى مكبّ للبضائع الصينية المحظورة أميركياً، ما يضع الشركات الأوروبية في مواجهة حواجز ضخمة في السوق الأميركية ومنافسة شرسة في أسواقها الداخلية». وخلص إلى أن «هذه التركيبة قد تكون مميتة بالفعل».

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC