"موديز" تصدم بنوك إسرائيل.. ما القصة؟
قررت وكالة موديز تخفيض التصنيف الائتماني لأكبر 5 بنوك إسرائيلية في صدمة جديدة لحكومة بنيامين نتنياهو، عقب تخفيض تصنيف إسرائيل للمرة الأولى منذ إدراجها قيد التغطية التصنيفية من جانب موديز.
وشملت قائمة المصارف بنك لئومي لو إسرائيل، وبنك هبوعليم، وبنك مزراحي تفاهوت المحدود، وبنك ديسكونت الإسرائيلي المحدود (IDB)، وبنك إسرائيل الدولي الأول المحدود (FIBI).
وفي مطلع الأسبوع الجاري، انتهت وكالة موديز لخدمات المستثمرين (موديز) من مراجعة جميع تداعيات الحرب على اقتصاد إسرائيل وانتهت إلى خفض تصنيف إسرائيل إلى A2، وتغير نظرتها المستقبلية إلى سلبية.
ليست مستقرة
خفضت وكالة موديز تصنيف الودائع طويلة الأجل للبنوك الخمسة من A2 إلى A3 وأكدت تصنيف BCA baa2 وBCA المعدل.
كما أعلنت موديز أن النظرة المستقبلية لتصنيفات الودائع طويلة الأجل للبنوك الخمسة تحولت من مستقرة إلى سلبية.
اقرأ أيضًا- "بهارات مارت".. مدينة هندية لوجيستية على سواحل دبي
قائمة البنوك
وفي الوقت نفسه، خفّصت الوكالة تصنيفات المخاطر طويلة الأجل (CRR) للبنوك الخمسة إلى A2، وتقييمات مخاطر الائتمان متوسطة الأجل (CR) إلى A2 (cr)، وتصنيف الديون غير المضمونة بالعملة الأجنبية مع نظرة سلبية.
كما أكدت موديز التقييمات الائتمانية الأساسية للبنوك الخمسة (baa2) وBCAs المعدلة، مع تأكيد تقييمات مخاطر المخاطر قصيرة الأجل P-1 للبنوك وP-1(cr) قصيرة الأجل CR.
تطور طبيعي
ولفتت الوكالة إلى أن خفض التصنيف يأتي في تخفيض تصنيفات إصدارات الحكومة الإسرائيلية على المدى الطويل إلى A2 مع نظرة مستقبلية سلبية من A1 في 9 فبراير 2024.
وأرجعت تخفيض تصنيفات الودائع طويلة الأجل للبنوك لـ A3 إلى انخفاض الدعم الحكومي المتضمن في تلك التصنيفات بسبب تخفيض التصنيف السيادي لإسرائيل.
وأضافت: "نستمر في افتراض وجود احتمال كبير جداُ للدعم الحكومي للمجموعات المصرفية الإسرائيلية الخمس الكبرى".
اقرأ أيضًا- اليابان تخسر مركز ثالث أكبر اقتصاد بالعالم والين يحتفل
نظرة سلبية
وأوضحت موديز أن النظرة المستقبلية السلبية لتصنيفات الودائع طويلة الأجل تعكس النظرة المستقبلية السلبية لتصنيف حكومة إسرائيل. وهو يضيف احتمال زيادة الضعف في قدرة الدولة على تقديم الدعم، إلى جانب احتمال حدوث تأثير سلبي أكبر بكثير على الاقتصاد في المنطقة.
وفي حالة حدوث تصعيد في الصراع المستمر، قد يؤدي إلى تأثر أساسيات البنوك المستقلة بشكل أشد مما هو مفترض حاليًا.
علاوة على ذلك، زادت المخاطر الاجتماعية التي تواجه البنوك بسبب الصراع العسكري وضعف البيئة الأمنية، وهي أيضًا محرك للتوقعات السلبية.
من قوي إلى "قوي-"
وخفضت وكالة موديز تصنيفها الكلي لإسرائيل إلى "قوي -" من "قوي"، مما يعكس البيئة التشغيلية الأضعف للبنوك.
ولفتت موديز إلى أن البنوك باتت أكثر حساسية لالتقاط القابلية المتزايدة لمخاطر الأحداث مع التعرض المرتفع للمخاطر السياسية والمؤسسات الضعيفة، التي تعمل جنبًا إلى جنب مع الوضع الاقتصادي في البلاد.
اقرأ أيضًا- شهية المخاطر تفقد الذهب بريقه في التعاملات الفورية
تدهور جودة القروض
وتتوقع وكالة موديز أن تتدهور جودة قروض البنوك من المستويات القوية بسبب تأثير الصراع العسكري.
وتتمتع البنوك الخمسة بتعرض مرتفع نسبياً، وإن كان متفاوتاً، لقطاعي البناء والعقارات الذي نما في الأرباع السابقة الذي سيتأثر بشكل خاص في حالة حدوث اضطراب مستمر في النشاط العقاري والطلب.
وتواجه صناعة البناء، على وجه الخصوص، نقصا في العمالة، ولا يزال الطلب الأساسي على الوحدات السكنية مدفوعًا بتزايد عدد السكان من فئة الشباب، وتتعرض البنوك في الغالب للبناء السكني، ولكنها تتعرض أيضًا للعقارات المدرة للدخل.
تجنيب المخصصات
وتستخدم البنوك الخمسة إيرادات قوية في عام 2023 لحجز المخصصات للتحوط بشكل استباقي مقابل سيناريوهات انهيار الاقتصاد الكلي السلبية والقطاعات المتضررة، مثل البناء والعقارات.
وتقدم السلطات الإسرائيلية الدعم للشركات والأسر المتضررة، كما أطلقت البنوك، بالتنسيق مع بنك إسرائيل، خطة لتأجيل السداد من شأنها أن تخفف من أثر الحرب على المقترضين.
اقرأ أيضًا- النفط يعمق خسائره بعد صدمة المخزونات الأميركية
الأداء المالي
وفي ظل البيئة الحالية غير المؤكدة، خفضت البنوك الخمسة توزيعات أرباحها في الربع الثالث من عام 2023.
وسيعمل الاحتفاظ برأس المال إلى جانب النمو الائتماني المتواضع على دعم الرسملة وبالتالي المرونة في مواجهة الخسائر غير المتوقعة.
وتعتبر مقاييس رأس المال في البنوك الإسرائيلية معتدلة، ولكنها مستقرة باستمرار ومدفوعة بأوزان المخاطر المحافظة، وخاصة فيما يتعلق بالرهون العقارية.
وستنخفض الربحية، التي استفادت من ارتفاع أسعار الفائدة، أيضًا من المستويات المرتفعة بشكل استثنائي الأخيرة بسبب ارتفاع تكلفة المخاطر، وانخفاض نمو الائتمان، وتدابير الدعم للعملاء والزيادة المخطط لها في الضرائب المصرفية.
بنك لئومي
تقدر القروض المتعثرة من بنك لئومي (والتي تم تعريفها على أنها قروض غير مستحقة وقروض متراكمة متأخرة أكثر من 90 يومًا) بنحو 0.8% من إجمالي القروض اعتبارًا من سبتمبر 2023.
وتتزايد مخاطر الجانب السلبي الناجمة عن التركيز الكبير للتعرض لسوق العقارات الإسرائيلية، وشكل الإقراض لقطاع البناء والعقارات 26% من إجمالي الإقراض حتى سبتمبر 2023، بنمو 20% على أساس سنوي.
بنك هبوعليم
بلغت القروض المتعثرة 1% اعتبارًا من سبتمبر 2023، ويعكس التصنيف مخاطر الجانب السلبي الناجمة عن التركيز الكبير للتعرض لسوق العقارات الإسرائيلية.
وشكل الإقراض لقطاع البناء والعقارات 20% من إجمالي قروض بنك هبوعليم اعتبارًا من سبتمبر 2023، ونما تعرض البنك بنسبة عالية بنسبة 13% على أساس سنوي اعتبارًا من سبتمبر 2023.
بنك مزراحي
بلغت القروض المتعثرة 1.0% من إجمالي القروض اعتبارًا من سبتمبر 2023، وكان البنك يركز على العقارات، حيث شكل إقراضه لقطاع البناء والعقارات 11% من إجمالي قروض اعتبارًا من سبتمبر 2023.
بنك ديسكونت
بلغت القروض المتعثرة للبنك 0.9٪ من إجمالي القروض اعتبارًا من سبتمبر 2023. منها 15% للإقراض لقطاع البناء والعقارات اعتبارًا من سبتمبر 2023،
بنك فيبي
بلغت القروض المتعثرة لبنك إسرائيل الدولي الأول المحدود (FIBI).0.5% من إجمالي القروض اعتبارًا من سبتمبر 2023.
شكل الإقراض لقطاع البناء والعقارات 14% من إجمالي قروض بنك فيبي اعتبارًا من سبتمبر 2023.