شركات صناعة السيارات الصينية تتحرك بسرعة مذهلة. تحسنت جودة التصنيع، وتوسعت تشكيلة المنتجات ويرغب الوكلاء الكنديون في بيع السيارات الصينية.
وغاب عن معرض شنغهاي للسيارات هذا العام هيونداي، كيا، جينيسيس، بالإضافة إلى علامات تجارية راقية مثل فيراري ولامبورغيني ومازيراتي ورولز رويس.
جمع معرض شنغهاي للسيارات 2025 بحماس حول أجنحة السيارات الصينية آلاف الزوار، بينهم حضور دولي بأعداد لافتة (الشرق الأوسط والبرازيل والفلبين).
انصبّ التركيز حول أجنحة السيارات الصينية، وعلى المركبات الرائدة والتقنيات التحويلية، مما يشير إلى تحوّل ناضج نحو منافسة تكنولوجية جادة. واتضح جلياً وبشكل فوري أن الصين تُشكّل الآن اتجاهات السيارات العالمية، بدلاً من مجرد التفاعل معها.
«لا تتحرك شركات صناعة السيارات الغربية بالسرعة الكافية لمواكبة ما يحدث في الصين»، هذه هي الخلاصة التي شدد عليها أغلب خبراء السيارات في العالم، تزامناً مع انتهاء فعاليات معرض شنغهاي للسيارات 2025.
ولتوضيح الصورة أكثر، تجدر الإشارة إلى أن معرض نيويورك الدولي للسيارات، الذي اختتم مؤخراً، استحوذ على مساحة تقارب 4 ملاعب كرة قدم، بينما استحوذ معرض شنغهاي للسيارات، الذي يُقام كل عامين، على مساحة 17 ملعباً.
كان هناك 1000 عارض و93 سيارة تُعرض لأول مرة عالمياً، وعُرضت حوالي 271 سيارة كهربائية جديدة.
وعلى الرغم من وجود بعض طرازات محركات الاحتراق الداخلي، إلا أنه يبدو جلياً أنها لم تعد محور اهتمام معارض السيارات الصينية.
غاب عن معرض شنغهاي للسيارات هذا العام هيونداي، كيا، جينيسيس، بالإضافة إلى علامات تجارية راقية مثل فيراري ولامبورغيني ومازيراتي ورولز رويس.
المؤسس والمدير الإداري لشركة الاستشارات - سينو أوتو إنسايتس – تو لي قال: «تحدثتُ إلى مجموعة وكلاء كنديين، وكانوا يتطلعون إلى جلب السيارات الصينية إلى كندا».
كما وصف لي المسؤولين التنفيذيين في قطاع السيارات الألمان وهم يتفقدون التجهيزات والتشطيبات في الطرازات الصينية الجديدة، ويعبرون عن دهشتهم من ميزات مثل جودة الطلاء الممتازة، وتساوي فجوات الألواح.
وأوضح لي أن «السيارات الفاخرة للغاية تشهد تراجعاً في السوق الصينية، وكذلك تعاني العلامات التجارية الكورية في الصين، حيث تبلغ حصتها السوقية 1.6% فقط اعتباراً من أواخر عام 2024، وفقاً لموقع Carnewschina.com كما كان غياب ستروين وبيجو ملحوظاً».
على الرغم من تصدر شركة «بي واي دي» (BYD) المشهد لكونها الأولى عالمياً في المبيعات، متفوقة على شركة "تسلا"، إلا أن شركة «نيو» (NIO) أسرت الزوار ببنيتها التحتية المتطورة لاستبدال البطاريات وأنظمة القيادة الذاتية المتطورة. في الوقت نفسه، عرضت شركة «جيلي» سيارة «زيكر» الفاخرة 9X الشبيهة بالميني فان، والتي تُقارن بسيارات «رينج روفر» و «رولز رويس كولينان»، وهي سيارة هجينة فاخرة تعمل بالكهرباء من خلال بطاريات (CATL) طويلة المدى.
ومرة أخرى، فإن السرعة الهائلة لشركات صناعة السيارات الصينية هي التي تثير الدهشة. إذ أعلنت «فولكس فاجن» أنها ستطرح، بالتعاون مع شريكتها مجموعة «فاو»، 6 سيارات كهربائية جديدة، وسيارتين هجينتين قابلتين للشحن، وسيارتين كهربائيتين بمدى أوسع في الصين ابتداءً من عام 2026.
بدورها أيضا شركة «نيو» تخطط للإعلان عن 9 سيارات جديدة ومُجددة لعلاماتها التجارية الثلاث في عام 2025.
يواجه التفوق الصيني تكنولوجياً في قطاع السيارات الكهربائية موجة تحديات في الأسواق العالمية بسبب القيود الجمركية المفروضة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، أمام هذا الواقع لم تقف الشركات الصينية مكتوفة الأيدي، بل على العكس، بدأت مباشرة باستكشاف أسواق اقتصادية نامية في جنوب شرق آسيا وغيرها لتأمين مسارات نمو بديلة.