تستعد شركة «سبيس إكس» للصواريخ والأقمار الصناعية بقيادة إيلون ماسك، لإطلاق مدينة خاصة بالشركة، تحت اسم «ستاربيز» (Starbase)، لوضع إطار قانوني لمساحة كبيرة تشغلها الشركة وموظفيها.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، يوم السبت، أنه ستُجرى انتخابات لتحديد ما إذا كان ينبغي دمج العقارات التي تُشكل بشكل غير رسمي مدينة «ستاربيز» في تكساس، موطن صاروخ ستارشيب التابع لشركة «سبيس إكس»، لإنشاء بلدية جديدة يحكمها عمدة من الشركة نفسها.
وإذا وافقت أغلبية الناخبين، فإن المسؤولين المنتخبين لحكمها سوف يحصلون على مجموعة واسعة من الصلاحيات بموجب قانون الولاية - وقد يواجهون أسئلة صعبة بالنظر إلى علاقاتهم بالشركة.
وحوّل ماسك شركة «سبيس إكس» إلى أكثر شركات الإطلاق نشاطاً في العالم. وفي جنوب تكساس، توسّع «سبيس إكس» عملياتها بشكل كبير، حيث تضمّ مرافق لاختبار وتصنيع الصواريخ، ومنصة إطلاق، ومكاتب، ومساكن، وغيرها.
وذكرت الشركة العام الماضي، أن حوالي 3400 موظف ومتعاقد يعملون في الموقع.
كتبت كاثي لودرز، المديرة العامة لمنطقة «ستاربيز»، في رسالة لها في ديسمبر الماضي، أن تحويل «ستاربيز» إلى مدينة سيُسهّل توفير الخدمات للموظفين، ويسمح لجهة عامة بالإشراف على عدد من الخدمات المحلية، وفق «وول ستريت جورنال».
وتتولى «سبيس إكس» حالياً إدارة هذه الخدمات، بما في ذلك التعليم وإدارة الطرق.
في «ستاربيز»، يوم الخميس، لم تكن هناك مؤشرات تُذكر على إجراء التصويت، باستثناء بعض اللافتات التي تُشير إلى مركز اقتراع داخل المنشأة.
وقد أطلق ماسك هذه الفكرة قبل سنوات «لإنشاء مدينة ستاربيز في تكساس»، كما قال المدير التنفيذي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي عام 2021.
وتعتبر المدن التابعة للشركات جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الولايات المتحدة، ولكنها غالبا ما تُعتبر بمثابة بقايا من عصر مضى، عندما كان الصناعيون الأقوياء يركزون القوى العاملة بالقرب من شركاتهم، في المجتمعات التي يسيطرون عليها.
في أواخر القرن التاسع عشر، بنى قطب صناعة القطارات، جورج بولمان، مدينة بولمان بولاية إلينوي، جنوب ما كان يُعرف آنذاك بحدود مدينة شيكاغو.
وتعود جذور مدينة شوغر لاند، القريبة من هيوستن، إلى مدينة تابعة لشركة كانت تُركز في السابق على عملية طحن وتكرير المُحليّ الذي يحمل اسمها.
وفي عام 1906، أسست شركة يو إس ستيل مدينة غاري بولاية إنديانا، التي لا تزال مقراً لعملياتها في مصنع غاري ووركس.
ستمتد مدينة «ستاربيز» المحتملة على عدة عقارات بالقرب من طريق سريع حكومي، وستضم حوالي 247 قطعة أرض تضم مساكن، وفقاً لإفادة «سبيس إكس»، 10 قطع فقط من هذه القطع لا تملكها الشركة.
في جزء من المجمع، قامت شركة «سبيس إكس» بتركيب علامة تضيء في الليل: «بوابة المريخ».
أطلق ماسك، «سبيس إكس» قبل أكثر من عقدين من الزمن في الضواحي الصناعية للوس أنجلوس. ثم اتخذ من قاعدة «ستاربيز» مقراً لصاروخ ستارشيب، وهو صاروخ تجريبي مصمم لمهام الفضاء العميق.
خلال مسيرتها، حوّلت «سبيس إكس» ما كان في السابق ركناً شبه خالٍ من السكان على ساحل خليج تكساس، محاطاً بمسطحات مائية، وحدائق، وشاطئ.
قد يتولى رئاسة بلدية «ستاربيز» أو «قاعدة النجوم» قريباً عمدة يعمل لدى شركة «سبيس إكس»، وسيكون الناخبون من ساكنيها، هم من بناة صواريخ «سبيس إكس»، ويستأجرون منازل منها، ضمن ممتلكاتها.
بوبي بيدن، الذي يُدرج وظيفته على موقع «لينكدإن» كنائب رئيس قسم الاختبار والإطلاق في «سبيس إكس» بولاية تكساس، مرشح لمنصب عمدة ستاربيس، وفقاً لنموذج اقتراع.
جوردان بوس، موظف في «سبيس إكس» يُعنى بالقضايا البيئية والصحية في ستاربيز، وجينا بيترزيلكا، التي شغلت عدة وظائف في الشركة على مر السنين، مرشحان لمنصبي مفوض المدينة المقترحين.
يخشى بعض السكان المحليين أن تمنح هذه الخطوة «سبيس إكس» مزيداً من النفوذ في وادي ريو غراندي. ويخشون أن يتخذ حوالي 280 شخصاً يعيشون في «ستاربيز»، والذين يحق لهم التصويت، قرارات تؤثر في عدد كبير من الأشخاص في المناطق المجاورة.
وقد انتقد بعض سكان المنطقة كيف أصبحت واحدة من آخر المناطق غير المطورة نسبياً بالقرب من الخليج الآن مركزاً لإنتاج الصواريخ واختبارات المحركات النارية وعمليات الإطلاق القوية.
ويرى نشطاء أن الشركة ليست جيدة في رعاية البيئة المحلية، في حين أن إغلاق الطرق والشواطئ بسبب عمليات الإطلاق الصاروخية، أثار الإحباط ودفع إلى رفع دعوى قضائية.
واقترح مشرعو الولاية منح ستاربيز، بافتراض أنها مدينة، صلاحيات إغلاق الشواطئ مؤقتاً خلال أيام الأسبوع. وقد تعاونت «سبيس إكس» مع مسؤولي المقاطعة لإبعاد الجمهور عن الشاطئ أثناء عمليات إطلاق الصواريخ.