logo
اقتصاد

رقائق «هواوي».. قشة تنسف اتفاق واشنطن وبكين أم حصان طروادة؟

رقائق «هواوي».. قشة تنسف اتفاق واشنطن وبكين أم حصان طروادة؟
كمبيوتر محمول وشعار هواوي على شاشة هاتف في صورة التوضيحية، في كراكوف، بولندا في 6 مايو 2025المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:20 مايو 2025, 05:35 ص

لم تكد تمر بضعة أيام على اتفاق واشنطن وبكين التجاري، حتى تصدع هذا التقارب الذي بدا وأنه هش للغاية، بعدما تلقى ضربتين بدءاً برقائق «هواوي» وما أعقبها من تصعيد واتهامات وتحذيرات، مروراً برسوم الإغراق على بعض واردات البلاستيك.

تقود تلك التوترات المتصاعدة بالتزامن مع تعطيل جانب كبير من التعريفات الجمركية والرسوم الانتقامية المتبادلة، إلى عدد من التساؤلات، ربما تكون إجابتها أن كلا البلدين يمضي في طريق نسف الاتفاق، أو أن كليهما يسعى للحصول على أفضل الشروط والمكاسب قبل إتمام الاتفاق النهائي.

أبرز التساؤلات

◄ هل تختبر الولايات المتحدة والصين إمكانية تقديم التنازلات خلال فترة تعطيل الرسوم والتي تستمر 90 يوماً؟
◄ هل يضغط القطبان الاقتصاديان بهدف الحصول على أفضل المكاسب كل من الآخر عبر التلويح بأوراق القوة التي يمتلكها كل طرف أمام الآخر؟
◄ هل ينحصر الأمر في كونه عملية تكشير أنياب متبادلة تختلط فيها السياسة بالاقتصاد، لينتهي الأمر دوماً بالتصالح كما حدث في اتفاق 2018؟

ماذ حدث؟

حثت الصين الولايات المتحدة أمس، على تصحيح أخطائها على الفور ووقف الإجراءات التمييزية بعد أن أصدرت الولايات المتحدة إرشادات تحذر الشركات من استخدام شرائح الكمبيوتر المتقدمة من الصين، بما في ذلك شرائح «آسيند إيه آي» من شركة «هواوي« الصينية.

وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان، إن الإجراء الأميركي قوّض بشكل خطير التوافق الذي تم التوصل إليه في المحادثات الثنائية رفيعة المستوى في جنيف، وتعهدت باتخاذ إجراءات حازمة إذا استمرت الولايات المتحدة في الإضرار "بشكل كبير" بمصالح الصين.

أخبار ذات صلة

اتفاق تجاري محتمل وتدخل صيني.. كيف تحررت أسواق آسيا؟

اتفاق تجاري محتمل وتدخل صيني.. كيف تحررت أسواق آسيا؟

تصحيح الخطأ

اتهمت الصين الولايات المتحدة بتقويض اتفاق التجارة الأولي بين البلدين بعدما أصدرت الولايات المتحدة تحذيراً صناعياً ضد استخدام الرقائق الصينية التي استهدفت شركة «هواوي» على وجه الخصوص .

قال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية في بيان أمس: «بكين طالبت  إدارة ترامب بتصحيح أخطائها، ووصف توجيهات وزارة التجارة الأميركية بأنها تمييزية ومشوهة للسوق».

أضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية :«الصين تحث الولايات المتحدة على تصحيح ممارساتها الخاطئة على الفور ودون تأخير».

حق الرد

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان أنه إذا أصرت الولايات المتحدة على طريقتها الخاصة، واستمرت في إلحاق ضرر كبير بمصالح الصين، فإن الصين ستتخذ تدابير حازمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة.

جاء التصعيد الصيني بعد أن أصدر مكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة الأميركية تنبيهاً يوم الثلاثاء الماضي يحذر من مخاطر استخدام الدوائر المتكاملة للحوسبة المتقدمة من جمهورية الصين الشعبية.

رقاقة آسيند

حذرت واشنطن الشركات في مختلف أنحاء العالم من استخدام رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة التي تنتجها «هواوي»، خاصة «رقاقة آسيند».

وهددت الولايات المتحدة بتوقيع عقوبات جنائية على الكيانات التي تستخدم هذه الرقائق، لأن الأمر يُعد في وجهة نظرها انتهاكاً لضوابط الصادرات الأمريكية.
وقال مكتب الصناعة والأمن :«من المرجح أن هذه الرقائق تم تطويرها أو إنتاجها في انتهاك لضوابط التصدير الأميركية».

جاء توجيه مكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة الأميركية بعد يومين من إعلان إدارة ترامب عن  اتفاق تجاري مع الصين عقب محادثات رفيعة المستوى في جنيف بسويسرا.

عائق محتمل

لكن تصريحات يوم الاثنين تشير إلى أن الموقف الأميركي بشأن الرقائق الصينية قد يشكل عائقاً أمام المزيد من التقدم التجاري؛ إذ أكد الرد الصيني أنه أمر لا مساس به.

وقال المتحدث باسم بكين، إن الولايات المتحدة تسيء استخدام تدابير مراقبة الصادرات، وتشدد الرقابة على منتجات الرقائق الصينية بناء على اتهامات ملفقة، بل وتتدخل حتى في عمل الشركات الصينية التي تستخدم الرقائق المنتجة في الصين.

أضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: «الولايات المتحدة تبالغ في سياستها، وهو سلوك تنمر أحادي الجانب نموذجي. والصين تعارض ذلك بشدة». مكررا التصريحات ذاتها في فترة ما قبل الاتفاق.

حق الصين

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أن تصرفات الولايات المتحدة تلحق ضررا خطيرا بالحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية، وتهدد بشكل خطير أمن واستقرار سلسلة توريد أشباه الموصلات العالمية، ولها تأثير خطير على الابتكار العلمي والتكنولوجي العالمي.

وأوضح المتحدث باسم بكين إن هذه الممارسة المتمثلة في استخدام الحماية التجارية الأحادية الجانب لاحتواء وعزل البلدان الأخرى سوف تؤدي في نهاية المطاف إلى تقويض القدرة التنافسية للصناعة الأميركية، والنتيجة لا يمكن أن تكون إلا إطلاق النار على قدمها.

أخبار ذات صلة

النار لا تزال تحت الرماد.. هل ينهار اتفاق واشنطن وبكين؟

النار لا تزال تحت الرماد.. هل ينهار اتفاق واشنطن وبكين؟

رسوم إغراق

في المقابل أعلنت الصين أول أمس فرض رسوم إغراق بنسبة تصل إلى 74.9% على واردات كوبوليمرات «بروميد أوم»، وهو نوع من البلاستيك الهندسي، من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان وتايوان.

جاء ذلك بعدما اختتمت وزارة التجارة تحقيقاً بدأ في مايو 2024، بعد وقت قصير من زيادة الولايات المتحدة للرسوم الجمركية بشكل حاد على السيارات الكهربائية الصينية ورقائق الكمبيوتر وغيرهما من الواردات.

وقالت الوزارة إن «كوبوليمرات البولي أوليفينات» يمكن أن تحل جزئياً محل المعادن مثل النحاس والزنك ولها تطبيقات مختلفة بما في ذلك في أجزاء السيارات والإلكترونيات والمعدات الطبية.

وفي يناير، قالت الوزارة إن التحقيقات الأولية أثبتت حدوث إغراق، ونفذت إجراءات أولية لمكافحة الإغراق في شكل وديعة اعتباراً من 24 يناير.

تصعيد محسوب 

من المتوقع أن يكون للرسوم الصينية الأحدث في سلسلة التعريفات، تأثير مباشر في سلاسل الإمداد المرتبطة بالمنتجات البلاستيكية عالية الأداء، خاصة في قطاعات مثل السيارات والإلكترونيات التي تعتمد على استيراد مكونات بتكاليف منخفضة. 

ويأتي هذا الإجراء ضمن خطوات أوسع تتخذها الصين لتقوية صناعتها المحلية ومواجهة الضغوط التجارية الغربية، في وقت تسعى فيه الشركات الأميركية والآسيوية إلى تنويع مصادر الإنتاج خارج الصين.

تمثل هذه الرسوم تصعيداً محسوباً من الصين يستهدف صناعات بعينها ولكن ضمن أطر قانونية تجارية وفق قواعد منظمة التجارة العالمية، وهي تشير إلى أن بوادر التهدئة لا تعني نهاية للمنافسة الجيواقتصادية، خصوصاً في قطاعات التكنولوجيا والصناعة الدقيقة.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC