المرشح لرئاسة بلدية نيويورك يتبنى سياسات ضريبية تصاعدية
أثار فوز زهران ممداني المفاجئ في الانتخابات التمهيدية لرئاسة بلدية نيويورك الأميركية حالة من القلق في الأوساط المالية وأحدث هزة في المشهد السياسي للمدينة، فالمرشح الديمقراطي الاشتراكي، الذي يتبنى سياسات ضريبية تصاعدية، يبدو أنه قد يشكل تهديداً لمكانة «وول ستريت» كمركز مالي عالمي.
أعربت الأوساط الاقتصادية في نيويورك عن قلقها العميق بعد فوز زهران ممداني، المرشح التقدمي البالغ من العمر 33 عاماً، في الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية، متفوقاً على أندرو كومو، الحاكم السابق لولاية نيويورك.
تُعد نيويورك، التي يبلغ ناتجها المحلي الإجمالي أكثر من تريليون دولار سنوياً، العاصمة الاقتصادية الأولى في الولايات المتحدة، لكنها تعاني من أزمة غلاء المعيشة، خاصة في أسعار الإيجارات، وهو ما دفع الناخبين إلى التصويت بكثافة لصالح ممداني الذي يرفع شعار الاشتراكية الديمقراطية.
ركز ممداني حملته الانتخابية على أجندة يسارية تشمل تجميد الإيجارات، وتوفير النقل بالحافلات مجاناً، وتقديم الدعم الغذائي للمحتاجين، وهي سياسات ترى الأوساط الاقتصادية أنها قد تأتي بنتائج عكسية وسط أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة.
فيما سارع الرئيس السابق دونالد ترامب إلى مهاجمة ممداني واصفاً إياه بـ«الشيوعي المجنون».
لكن القلق الأكبر لـ«وول ستريت» يتمثل في تعهد ممداني بزيادة الضرائب المحلية على الشركات من 7.25% إلى 11.5%، ورفع الضريبة الإضافية على من يتقاضون أكثر من مليون دولار سنوياً بمقدار نقطتين مئويتين.
كما هاجم كبار المستثمرين مثل بيل آكمان ودانيال لوب ممداني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعاد لوب نشر ميم ساخر يظهر وكلاء عقارات في فلوريدا يضحكون على الاضطرابات السياسية في نيويورك.
وفقاً لصحيفة «فاينانشال تايمز»، تبحث «وول ستريت» حالياً عن أفضل استراتيجية لمواجهة ممداني، سواء بدعم أندرو كومو في حال ترشحه كمستقل، أم دعم العمدة الحالي إريك آدامز الذي يخوض الانتخابات أيضاً كمرشح مستقل.
في الوقت ذاته، هناك محاولات لإقناع المرشح الجمهوري كيرتس سليا بالانسحاب من السباق لتوحيد الأصوات ضد ممداني.
تسعى «وول ستريت» إلى تشكيل ما يشبه «جداراً دفاعياً» ضد ممداني، خوفاً من أن تؤدي سياساته إلى هجرة الشركات المالية إلى ولايات أخرى مثل فلوريدا، التي تُعرف بسياساتها الضريبية الميسرة.
كانت شبكة «بلومبرغ» قد نشرت الأسبوع الماضي تقريراً تحدثت فيه عن تزايد جاذبية فلوريدا للقطاع المالي في نيويورك، مع ظهور مصطلح «وول ستريت الجنوبية» للإشارة إلى هذا التوجه.
تتمتع فلوريدا بعدة عوامل جذب منها المناخ المعتدل، والإطار الضريبي والتنظيمي الأكثر مرونة، بالإضافة إلى قربها من منتجع «مار إيه لاغو» مقر إقامة ترامب، وهو ما يجعلها وجهة مفضلة لصناديق التحوط بشكل خاص.
رغم هذه المخاوف، يرى بعض المحللين أن الحديث عن موجة هجرة مالية كبيرة قد يكون مبالغاً فيه، وقال مارك تشاندلر، كبير استراتيجيي الأسواق في «Bannockburn Capital Markets»: «لو كان يُدفع لي سنت مقابل كل مرة قيل فيها إن هناك هجرة مالية جماعية من نيويورك، لكنت الآن في غنى عن العمل».
من المقرر أن تُجرى الانتخابات في 4 نوفمبر المقبل، علماً بأن مدينة نيويورك تُعد تاريخياً معقلاً للحزب الديمقراطي.