شهدت العاصمة السورية دمشق، اليوم الخميس، انطلاق أعمال منتدى الاستثمار «السوري السعودي» في قصر الشعب، برعاية وحضور الرئيس السوري أحمد الشرع، وبمشاركة وزارية وواسعة من رجال الأعمال والمستثمرين من البلدين.
جرى خلال المنتدى توقيع 46 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة إجمالية بلغت 6 مليارات دولار، في خطوة تُمهّد لتأسيس شراكة استراتيجية طويلة الأمد بين سوريا والمملكة العربية السعودية، وفقاً لوكالة الأنباء السورية «سانا».
أوضح وزير الاقتصاد والصناعة السوري، الدكتور محمد نضال الشعار، أن المنتدى يمثل لحظة مفصلية في مسار العلاقات الثنائية، ويؤكد جدية الطرفين في بناء تعاون اقتصادي متين.
أشار الشعار إلى أن التفاهمات الموقعة تُغطي قطاعات متنوعة تعزز فرص النمو والتكامل الاقتصادي، بما يتماشى مع تطلعات الشعبين الشقيقين.
من جانبه، أكد وزير الاستثمار السعودي، خالد بن عبد العزيز الفالح، أن زيارة الوفد السعودي، التي جاءت بتوجيه من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تعكس التزام المملكة بدعم سوريا، وحرصها على بناء شراكة استثمارية متينة قائمة على الروابط التاريخية والثقافية.
أشار الفالح إلى مشاركة أكثر من 100 شركة سعودية ونحو 20 جهة حكومية، مبيناً أن الاتفاقيات الموقعة تشمل مشاريع في البنية التحتية، والطاقة، والاتصالات، والصناعة، والصحة، والزراعة، والتقنية، بقيمة تتجاوز 24 مليار ريال سعودي.
كما لفت إلى تأسيس مجلس أعمال سعودي سوري لدعم جهود القطاع الخاص في المرحلة المقبلة.
وشهد المنتدى أيضاً توقيع مذكرة تفاهم بين شركة «تداول» السعودية وسوق دمشق للأوراق المالية؛ لتعزيز التعاون في الإدراج المزدوج وإطلاق صناديق استثمارية.
في السياق، كشف مستشار الاستثمار في محافظة دمشق، محمد عساف، عن خريطة استثمارية طموحة تتضمن مشاريع كبرى في البنية التحتية والسياحة والتعليم والصحة، بقيمة استثمارية تُقدّر بمليارات الدولارات، أبرزها ناطحات سحاب في البرامكة، ومدينة طبية في قدسيا، ومدينة سياحية على سفوح قاسيون.
كما أعلن رئيس الهيئة العامة للطيران المدني السوري مشروعاً لبناء مطار دولي جديد في دمشق بطاقة استيعابية تصل إلى 30 مليون مسافر سنوياً، إضافة إلى مشاريع لتأهيل وتطوير مطارات دمشق وحلب والمزة.
من جانبه، قال مدير مؤسسة الإسكان، أيمن المطلق، إن القطاع يواجه تحديات ضخمة بسبب الحرب، لكن هناك خططاً لتحويل المناطق المتضررة إلى فرص استثمارية، عبر شراكات مبنية على الثقة والشفافية مع المستثمرين السعوديين.
خلال جلسة حوارية، عبّر وزير الاستثمار السعودي عن ثقته بمستقبل سوريا الاستثماري، مشيداً بحرص السوريين في الخارج على العودة والمساهمة في إعادة الإعمار، في حين أشار رئيس مجلس الأعمال السوري السعودي محمد أبو نيان إلى أن المملكة ستقود تحالفات عالمية للاستثمار في سوريا.
واختُتم المنتدى بتأكيد من وزير السياحة السوري، المهندس مازن الصالحاني، على أن سوريا تستعد لإطلاق مشاريع سياحية كبرى ومنتجعات على الساحل، إلى جانب تسهيلات وإصلاحات تشريعية جديدة لدعم المستثمرين.
وأكدت وكالة «سانا» في تقريرها أن المنتدى شكّل بداية فعلية لانطلاقة اقتصادية جديدة بين دمشق والرياض، تُرسّخ مرحلة من التعاون الاستثماري المثمر وتضع الأساس لبناء سوريا الحديثة.