logo
اقتصاد

زخم سينمائي في الخليج يواجه تهديدات الرسوم الأميركية والتوتر الإقليمي

زخم سينمائي في الخليج يواجه تهديدات الرسوم الأميركية والتوتر الإقليمي
براد بيت وخافيير بارديم أثناء تصوير فيلم مستوحى من الفورمولا 1 في حلبة ياس مارينا - أبوظبي في الإمارات يوم 8 ديسمبر 2024المصدر: رويترز
تاريخ النشر:1 يوليو 2025, 05:16 ص

في ظل الارتفاع الكبير بالطلب على المحتوى العربي عالي الجودة، تجد صناعة السينما الناشئة في الخليج نفسها أمام حالة من عدم اليقين المتزايد نتيجة سياسات التجارة الأميركية والتوترات المتصاعدة في المنطقة.

ورغم الزخم الذي اكتسبه القطاع خلال السنوات الأخيرة، مدعوماً بالدعم الحكومي واهتمام دولي متنامٍ، فإن تحديات جديدة بدأت تلوح في الأفق.

ويشير خبراء الصناعة إلى تهديدات بفرض رسوم أميركية على الأفلام الأجنبية، إضافة إلى مخاوف أمنية في الشرق الأوسط، كعقبات محتملة أمام استمرار التوسع، وفقاً لتقرير نشره موقع AGBI.

أخبار ذات صلة

النزاع الإقليمي يعطّل إمدادات الفستق الإيراني وسط ارتفاع الطلب العالمي

النزاع الإقليمي يعطّل إمدادات الفستق الإيراني وسط ارتفاع الطلب العالمي

ضعف الإنتاج كماً ونوعاً

قال كاميرون كروفورد، الشريك في مكتب المحاماة «سيدار وايت برادلي» (Cedar White Bradley) في دبي، والمسؤول عن قسم التكنولوجيا والإعلام والترفيه فيه، إن هناك إدراكاً متزايداً بأن منطقة الخليج والعالم العربي الناطق بالعربية لا يزالان يعانيان من ضعف الإنتاج من حيث الكم والنوع.

وأوضح أن شركات إنتاج وتوزيع دولية كبرى، ولا سيما منصات البث من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، تبدي اهتماماً متزايداً بالمشاركة في إنتاج مشترك أو إقامة قواعد عمليات محلية لسد هذا النقص في السوق.

وحققت دول، مثل: السعودية، والإمارات، تقدماً كبيراً في توسيع نطاق صناعاتها الإعلامية خلال الأعوام الأخيرة.

وفي هذا السياق، أعلن وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان هذا الأسبوع عن خطة لرفع مساهمة القطاع الثقافي، بما في ذلك السينما، في الناتج المحلي الإجمالي من أقل من 1% إلى 3% بحلول عام 2030.

لكن التهديد الذي أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مطلع مايو بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام الأجنبية، إضافة إلى الاشتباكات التي اندلعت هذا الشهر بين إسرائيل وإيران والتي شملت إطلاق صواريخ على قطر دون تأثير يُذكر، قد تعرقل التوسع في الأجل القصير.

وبحسب كروفورد، لم تصدر الإدارة الأميركية أي جدول زمني أو تفاصيل تنفيذية بشأن الرسوم المقترحة؛ ما أثار «ارتباكاً عاماً واستغراباً» في أوساط المعنيين بالخليج، حيث يسود التشكيك في إمكانية تطبيق هذا القرار فعلياً.

أخبار ذات صلة

ترامب يؤكد التوصل لاتفاق مع الصين وتحديد الرسوم الجمركية المتبادلة

ترامب يؤكد التوصل لاتفاق مع الصين وتحديد الرسوم الجمركية المتبادلة

وأوضح كروفورد: «عادة ما تُفرض الرسوم الجمركية على السلع المادية التي تدخل الولايات المتحدة عبر الجمارك، أما في عصر البث الرقمي، فالأفلام تُنقل رقمياً حول العالم دون أي عملية استيراد فعلية».

ومع ذلك، يبدي الفاعلون المحليون في القطاع قلقاً من التداعيات الأوسع لنزعة ترامب الحمائية، والتي قد تؤثر سلباً في إيرادات الخليج من قطاعات أخرى تشكل مصدر تمويل رئيساً لصناعة السينما في المنطقة.

كما تثار مخاوف من اتخاذ الجهات الأميركية خطوات إضافية للحد من انتقال الإنتاج إلى مناطق ذات تكلفة أقل، وفق التقرير.

وجهة جاذبة للإنتاجات العالمية

رغم هذه التحديات، فلا تزال منطقة الخليج تمثل وجهة جاذبة للإنتاجات العالمية، بفضل الحوافز الحكومية التنافسية. إذ تصل نسبة الاسترداد النقدي إلى 40% من تكاليف الإنتاج في كل من السعودية والإمارات.

وقد تم تصوير مشاهد من سلسلة أفلام «ديون» (Dune) وفيلم «الفورمولا 1» (F1) من بطولة براد بيت في الإمارات، بينما شملت مشاهد من فيلم «قندهار» (Kandahar) مواقع سعودية.

كما يحافظ مهرجان البحر الأحمر السينمائي ومؤسسته على علاقة قائمة مع الممثل الأميركي جوني ديب.

مع ذلك، قد تؤثر الرسوم المقترحة في حسابات شركات الإنتاج. وأشارت أماندا تيرنبل، المؤسسة والمديرة التنفيذية لاستوديوهات «رايز» (Rise) في الإمارات، والمديرة السابقة في شركة «وارنر برذرز ديسكفري» (Warner Bros Discovery)، إلى أن ارتفاع تكاليف إعادة تصدير المحتوى قد يجعل من التصوير في الخليج «خياراً أقل جدوى اقتصادياً».

وأضافت أن العاملين في القطاع المحلي يخشون من هجرة محتملة في الكفاءات مع تزايد الضغوط الاقتصادية، لكنها ترى أيضاً جانباً إيجابياً محتملاً: «قد يدفع هذا التطور الجهات الإقليمية التي تستقطب الإنتاجات الأجنبية إلى مضاعفة تركيزها على دعم المخرجين المحليين».

ويمكن أن يُسهم هذا التحول في تلبية الطلب المتزايد على المحتوى العربي، إذ تضاعف الطلب على المحتوى الناطق بالعربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تقريباً بين عامي 2022 و2024، ليشكل الآن أكثر من ربع إجمالي الطلب على المحتوى، وفقاً لدراسة أجرتها استوديوهات «رايز» بالتعاون مع شركة «باروت أناليتكس» (Parrot Analytics) العام الماضي.

وفي موازاة ذلك، يمثل الوضع الأمني الناتج عن التصعيد بين إسرائيل وإيران مصدر قلق إضافي. ووفقاً لكروفورد، من المرجّح أن تؤدي هذه التطورات إلى تباطؤ في قرارات بعض شركات الإنتاج والتأمين بشأن مشاريع طويلة الأمد في المنطقة.

وأضاف لـAGBI: «مع تذبذب الوضع الأمني في الأسابيع الأخيرة، قد يفضل المنتجون وشركات التأمين التريث ورؤية كيفية تطور الأمور قبل الالتزام بخطط طويلة الأجل في المنطقة».

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC