وفي مارس 2022، كانت الجغرافيا السياسية هي التي دفعت البلاديوم نحو سعره التاريخي. وكانت حرب أوكرانيا من قبل القوات الروسية قد أشعلت الأسواق. وفي الواقع، تعد روسيا المورد الرئيسي لهذا المعدن، بما يقرب من 40% من الكميات في العالم .
فأثارت المخاوف بشأن الصعوبات في الإمدادات والعقوبات الغربية ضد روسيا الكثير من التكهنات. وفي نهاية المطاف، هدأت المخاوف إذ لم تنقطع التدفقات التجارية، واستمرت الإمدادات.
وأصبحت حالة الاقتصاد العالمي حاليا هي التي تؤثر سلبا أو إيجابا على الأسعار.
ورأى إيف جيغوريل، المتخصص بالمواد الخام أن الأسواق حولت تركيزها إلى وضع الاقتصاد الكلي، ومسيرة البلاديوم شبيهة بتاريخ مسيرة المعادن الصناعية الأخرى، فهي تعتمد بشكل كبير على الطلب التجاري. وأضاف أن تباطؤ الاقتصاد الصيني يؤثر بشكل كبير على الأسعار، والبلاديوم ليس محصناً ضد هذا الانخفاض.
وهو يواجه منافسه البلاتين، وكلاهما يتنافس للحصول على الاستخدام في صناعة السيارات، حيث تستخدم كمية قليلة من المعدنين في أنابيب العادم لتصفية الانبعاثات الملوثة من محركات البنزين.
وحتى لو أدى تعزيز التشريعات البيئية إلى جعل هذه المكونات استراتيجية، فقد انزعج المصنعون عندما ارتفعت الفاتورة بقوة. وأصبح البلاتين الأقل تكلفة ينافس البلاديوم.
وهناك سؤال آخر يطرحه المحللون وهو: هل ستتباطأ مبيعات السيارات التي تعمل بالبنزين أو السيارات الهجينة، في ظل سرعة انتشار السيارات الكهربائية؟ فإن مستقبل محرك البنزين غير واضح وهذا سبب كاف ليلقي بظلاله على المستقبل المشرق للمعدن الرمادي، البلاديوم.
والبلاديوم، الذي قد يتواجد في خامي النحاس والنيكل، يستخدم كذلك كعامل مساعد في صناعة المجوهرات وفي مجال طب الأسنان هو معدن أبيض فضي لامع نادر.
وروسيا المنتج الأول للبلاديوم في العالم ويتبعها كل من جنوب إفريقيا، والولايات المتحدة، وكندا.
ويستخدم البلاديوم في عديد من الصناعات، ذلك لأنه يسهل عمليات الهدرجة (مجموعة التفاعلات الهيدروجينية) خصوصا عند تسخينه في درجات حرارة مرتفعة.
كما يستخدم البلاديوم كذلك في صناعة السبائك والمجوهرات، وكذا التوصيلات الكهربائية والتصوير الفوتوغرافي وصناعة الساعات المختلفة.