مشاريع المدن والأحياء الجديدة تتضاعف في أفريقيا
مشاريع المدن والأحياء الجديدة تتضاعف في أفريقيا إرم بزنس

مدن المستقبل في أفريقيا تنسى السكان المحليين

منذ عام 2010، ازدهرت مشاريع المدن الذكية الجديدة في القارة الأفريقية، مثل مشاريع الممثل إدريس إلبا أو المغني أيكون. لكن الكثير من هذه المشاريع فشلت لأنها لم تستجب لمطالب السكان المحليين.

ووفقاً للموقع العقاري "نيجيريا بروبرتي سنتر" فإن أقل إيجار لشقة في مدينة "إيكو أتلانتيك سيتي" الجديدة التي لا تزال قيد الإنشاء في لاغوس، يبلغ ألفي يورو شهرياً، مع العلم بأن نصف السكان في نيجيريا، يعيشون بأقل من 58 يورو شهرياً.

ولكن مجلة " ذي إيكونوميست" البريطانية الأسبوعية، ترى أنه لا توجد أية مدينة جديدة تستجيب لاحتياجات فقراء المناطق الحضرية في أفريقيا، لا بل ولا يبدو ان البعض من هذه المدن يرغب في القيام بذلك.

حل مناسب؟

وقالت مجلة ذي إيكونوميست أنه مع اكتظاظ السكان بشكل متزايد في المدن الأفريقية، لا يزال المدافعون عن بناء مدن "ذكية" جديدة على مشارف المدن القديمة، يعتبرون أن ذلك يساعد في تخفيف المشاكل الناجمة عن زيادة عدد السكان.

وبحسب صحيفة "ديلي نيوز إيجيبت"، وضع مطورو العقارات والحكومات أيديهم على أكثر من ملياري متر مربع من الأراضي التي تبلغ قيمتها أكثر من 514 مليار دولار، من أجل إنشاء مدن جديدة في القارة السمراء. وترتبط هذه المبادرة أيضاً بنجوم عالميين من الشتات الأفريقي، كالممثل إدريس إلبا الذي أطلق مشروعه لتطوير جزيرة شيربرو في سيراليون، فيما يحلم مغني أر إن بي أيكون بمدينة "أيكون سيتي" في السنغال. ولكن أعمالها تأخرت كثيرا عن الجدول الزمني، مثل المدن الذكية الأخرى التي سبقتها. وقد أصبح أيكون، الذي اشتهر بأغانيه المميزة، رجل أعمال واعد في موطنه الأصلي، السنغال. 

مدن جديدة لأي سكان؟

ومع ذلك، لقد فشل العديد من هذه المشاريع في آسيا وفي أفريقيا، ويبدو أنها غير مرتبطة باحتياجات السكان المحليين. وهذا ما حدث مع مدينة ديامنياديو التي انطلق بناؤها عام 2015 في السنغال بالقرب من داكار. وأشاد ماكي سال، رئيس البلاد آنذاك، بمزايا المدينة "المستقبلية" التي ستستضيف "مختلف فروع الحكومة والمقر الإقليمي للأمم المتحدة والملاعب الدولية"، وفقًا لما ذكرته إذاعة صوت أميركا-أفريقيا.

وبحسب وسائل الإعلام السنغالية "سينيغو"، فإن إنشاء هذه المدينة من قبل رئيس الدولة، أدى إلى "زيادة مشاكل التنقل في داكار وتفاقم الاختناقات المرورية. وعلاوة على ذلك، أظهر الرئيس نفسه على أنه "مصاب بجنون العظمة" من خلال تفضيله إنشاء الملاعب في هذه المدينة الجديدة، في حين أنه  كان بإمكان المدن المجاورة  أن تستضيفها". وفي عام 2019، استوعبت ديامنياديو 28 ألف فقط من أصل 350 ألف نسمة متوقعة في الفترة 2030-2040.

وهناك مثال آخر يتعلق بمشروع مدينة ذكية في موريشيوس، حيث كتبت وسيلة الإعلام الأميركية "كوارتز": "قد يواجه هذا المشروع مقاومة من السكان. لأنه بالنسبة لهم، هناك مشاكل أكثر إلحاحاً، وأكثر استحقاقاً للمساعدات في البلاد، من مشاريع البنية التحتية الباهظة التكلفة، والتي من المرجح أن لا يستفيد منها إلا الأقلية".

وعلى الرغم من هذه المشاكل، وغيرها من الانتقادات المتعلقة بالأثر البيئي لهذه المشاريع، "يبدو أن المدن الذكية هي السبيل المفضل للحكومات الأفريقية لترشيد المساحة والموارد، كالمياه والكهرباء والغاز، وما إلى ذلك، مع المساعدة في تحسين نوعية حياة السكان"، بحسب صحيفة ليجيكوس الاقتصادية السنغالية. ومن أجل الاعتماد أيضاً على النمو الاجتماعي والاقتصادي الذي يمكن أن تولدّه هذه المدن الذكية، جعل تحالف أفريقيا الذكية، الذي يجمع 32 دولة أفريقية، من المدن الذكية  أحد برامجه ذات الأولوية.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com