المركزي الصيني طلب مشورة بنوك عالمية حول الفائدة
«بنك الشعب» ينتهز الفرصة ويشتري انخفاض الذهب
لم يُفوت بنك الشعب الصيني (البنك المركزي الصيني)، فرصة الضعف التاريخي للدولار الأميركي، جنباً إلى جنب والاتجاه الهابط الذي ضرب أسعار الذهب خلال تعاملات مايو الماضي مقارنة بمستوياته القياسية التي سجلها في أبريل، وهو ما ترجمه صانعو السياسة النقدية في بكين إلى مشتريات ضخمة في كلا الأصلين انعكست على ارتفاع الاحتياطي النقدي في البلاد.
أظهرت بيانات رسمية، اليوم الاثنين، أن احتياطيات الصين من النقد الأجنبي بلغت 3.317 تريليون دولار أميريكي في نهاية يونيو 2025، بزيادة 32 مليار دولار أميركي أو مايعادل 1% زيادة عن مايو الماضي.
في الشهر الماضي، مايو، أظهرت البيانات أن احتياطيات الصين من النقد الأجنبي بلغت 3.2853 تريليون دولار في نهاية مايو 2025، بزيادة 3.6 مليار دولار أو 0.11% مقارنة بنهاية أبريل.
قالت إدارة الدولة للنقد الأجنبي في بيان: إن التأثيرات المجمعة لترجمة العملة وتغيرات أسعار الأصول أدت إلى زيادة احتياطيات الصين من النقد الأجنبي في مايو.
أضاف البيان، أن الاقتصاد الصيني واصل التعافي والتحسن، كما تحسنت جودة التنمية الاقتصادية بشكل مطرد؛ ما يوفر الدعم للحفاظ على استقرار احتياطيات النقد الأجنبي للبلاد.
رفعت الصين مقتنياتها من السبائك الذهبية لتقفز إلى مستويات 37.83 مليون أونصة بنهاية يونيو، بزيادة 6 ملايين أونصة عن شهر مايو الماضي.
رغم الزيادة في إجمالي عدد السبائك التي يمتلكها البنك المركزي الصيني، فإن إجمالي القيمة انخفض من 243.5 مليار دولار في مايو إلى 241.9 مليار دولار بنهاية يونيو الماضي.
في بيان منفصل، أعلن بنك الصين الشعبي، صباح اليوم الاثنين، تحديد سعر صرف الدولار مقابل اليوان عند المستوى 7.1506 يوان لكل دولار وهو أقوى مستوى له منذ الثامن من نوفمبر 2024.
يأتي السعر الحالي أعلى من توقعات التي التي كانت تشير لتسجيل الزوج 7.1626 دولار، وبلغ سعر الإغلاق السابق 7.1653 يوان لكل دولار.
في غضون ذلك قام بنك الصين بضخ 197.3 مليار يوان ضمن عمليات إعادة الشراء لأجل 7 أيام بعائد 1.4%.
تأتي زيادة الاحتياطيات الصينية وسط حالة من عدم اليقين تخيم على آفاق الاقتصاد العالمي حتى مع توقيع بكين وواشنطن لاتفاق تجاري، إلا أن هناك العديد من الملفات العالقة بين الطرفين ولم تحسم حتى الآن.
وفي خطوة تكشف عن قلقه المتزايد بشأن التحديات الاقتصادية المستقبلية، أرسل بنك الصين الشعبي خطابات إلى مؤسسات مصرفية أوروبية كبرى لطلب مشورتها بشأن كيفية التعامل مع تداعيات أسعار الفائدة المنخفضة أو الصفرية.
وفقاً لتقارير صحفية، طلب بنك الصين الشعبي، من مصرفين أوروبيين تقديم رؤى حول تأثير هذه المستويات المنخفضة من الفائدة في الأنظمة المصرفية المحلية.
يُشير هذا الإجراء إلى أن بكين تستعد لاحتمال دخول فترة انكماشية طويلة، مشابهة لتلك التي شهدتها بعض الدول الأوروبية خلال العقد الماضي؛ ما يعني أن البلاد بحاجة إلى تعظيم الاحتياطيات وتوفير السيولة اللازمة لتحفيز الاقتصاد.
ويُعد هذا «إجراءاً احترازياً» طبيعياً تتخذه البنوك المركزية لفهم أفضل لكيفية إدارة السياسة النقدية في بيئة أسعار فائدة منخفضة للغاية.
إلا أن هذه الخطوة تُسلط الضوء على المخاوف المتزايدة لدى بنك الصين الشعبي من أن يؤدي الانكماش المستمر لسنوات إلى تهديد أرباح البنوك الصينية واستقرار القطاع المالي بأكمله، وهو سيناريو تسعى الصين لتجنبه بأي ثمن.