السبت 7 يونيو 2025 م
وبحلول بداية عام 2023، أظهرت البيانات وجود 83 شركة يونيكورن متخصصة بتكنولوجيا المناخ، تقدر قيمتها مجتمعة بأكثر من 180 مليار دولار.
تستقطب شركات التكنولوجيا المناخية العديد من الموظفين الذين تم تسريحهم مؤخراً من شركات التكنولوجيا، وتعد نافذة أمل بالنسبة لهم في ظل ضيق سوق العمل في القطاع.
وقال أليكس هاروس الذي كان يعمل سابقاً في شركة لبرمجيات الأعمال وتم تسريحه في وقت سابق من هذا العام، إنه حصل قبل أسابيع على وظيفة جديدة في منصة لإدارة الانبعاثات الكربونية تسمى Persefoni وتقوم بمساعدة العملاء على تتبع انبعاثاتهم والإبلاغ عنها.
وفي الوقت الذي تحتشد فيه الجهود الدولية لمكافحة آثار التغير المناخي، يعمل المنظمون الأميركيون على تفويض الشركات بالكشف عن تأثيرها المناخي، بينما يرى هاروس فرصاً كبيرة في المستقبل.
وقال لمجلة بارونز: "خلال العشرين إلى الثلاثين عاماً القادمة ستؤثر تقارير الاستدامة على جميع الصناعة، أعتقد أنه سيكون رهاناً جيداً لاستثمار خبرتي في هذه الصناعة".
وبفضل فائق التمويل الاستثماري في القطاع خلال العام الماضي، تعمل العديد من شركات المناخ على توظيف الموظفين، حتى مع قيام صناعة التكنولوجيا بتخفيض قوتها العاملة، ومن المتوقع أن يقوم آلاف العاملين في مجال التكنولوجيا بالهجرة نحو الوظائف الخضراء.
نظراً لأن الاحتباس الحراري أصبح تهديداً وشيكاً، فإن الشركات التي تساعد الاقتصاد العالمي على خفض الانبعاثات الكربونية، والتكيف مع تغير المناخ تستعد للنمو، وقدرت منظمة العمل الدولية أن التحول نحو الاقتصاد الأخضر سيوفر 24 مليون فرصة عمل في جميع أنحاء العالم بحلول 2030.
ومنذ أن وقع الرئيس الأميركي جو بايدن على قانون خفض التضخم في أغسطس الماضي، أنشأت الشركات الأميركية أكثر من 100 ألف وظيفة في مجال الطاقة النظيفة، وفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن منظمة Climate Power غير الربحية.
ويوفر القانون الجديد 369 مليار دولار من الإعانات الفيدرالية لمشاريع الطاقة النظيفة على مدى السنوات العشر القادمة.
ولن تقتصر فرص العمل على الموظفين ذوي الياقات الزرقاء المتخصصين، فمع ظهور المزيد من تقنيات المناخ بدأت الشركات في تسويق منتجاتها، وسيكون هناك زيادة في الطلب على مهندسي البرمجيات ومديري البرامج وخبراء المبيعات التمويل، وهي التخصصات نفسها التي تم الاستغناء عنها من قبل صناعة التكنولوجيا.
وعلى مدار الشهر الماضي، سجلت ClimateBase، وهي واحدة من أكبر تجمعات وظائف المناخ على الإنترنت، أكثر من 200 ألف زائر على الشبكة، ارتفاعاً من 40 ألف زائر في أغسطس الماضي، وفقاً للمؤسس الشريك للشركة جيسي هاينز.
وقالت جيسي: "الاتجاه الصعودي الأخير يتعلق تماماً بعمليات التسريح التي حدثت مؤخراً".
وتتضمن وظائف المناخ عدة قطاعات منها الطاقة المتجددة والبطاريات وإعادة تدوير النفايات والأغذية النباتية، وتمتلك الشركات جميعها سيولة واسعة استعداداً للنمو والتوسع.
حصلت شركة PosiGen، وهي شركة توفر الطاقة الشمسية للمساكن، ومقرها نيو أورليانز في ولاية لويزيانا، على تمويل بقيمة 100 مليون دولار العام الماضي. وأخبر رئيس استقطاب المواهب في الشركة سكوت ليسرمان، أن الشركة تتطلع لتوظيف حوالي 700 شخص هذا العام، وهو ما يعادل ضعف قوتها العاملة الحالية، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من الوظائف ستكون في قطاع المبيعات.
وقال كبير مسؤولي الأعمال في Terra.do، وهي عبارة عن منصة مناخية تقدم برامج تعليمية وفرص للتواصل، إن عدد الشركات الناشئة في مجال تكنولوجيا المناخ التي يتم تشكيلها وتساهم في معدل خلق الوظائف كبيرة للغاية.
ومن بين 65 ألف وظيفة تم نشرها على منصة ClimateBase على مدار العامين الماضيين، فإن الأدوار الأكثر شيوعاً كان في مجال المبيعات وتطوير الأعمال والتسويق والاتصالات وهندسة البرمجيات وعلوم البيانات والتحليلات والعمليات والتصميم.
ويجادل الخبراء بأن الطفرة الحالية في شركات الحلول والتكنولوجيا المناخية ليست شبيهة بطفرة شركات التكنولوجيا، حيث يسير العالم بخطى حثيثة نحو مستقبل منخفض الكربون، وستعمل شركات تكنولوجيا المناخ على إزالة الكربون من كل ركن من أركان الاقتصاد.
