أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، السبت، أنه تم التوصل إلى وقف إطلاق نار كامل وفوري بين الهند وباكستان.
وكتب ترامب، صباح السبت: «بعد ليلة طويلة من المحادثات بوساطة الولايات المتحدة، يسرني أن أعلن أن الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار كامل وفوري. أهنئ كلا البلدين على استخدام المنطق السليم، والذكاء العالي. أشكركم على اهتمامكما بهذا الأمر!».
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو في منشور منفصل على منصة «إكس»، تويتر سابقاً، إن الحكومتين اتفقتا على «وقف إطلاق نار فوري، وبدء محادثات حول مجموعة واسعة من القضايا في مكان محايد».
وأضاف روبيو أنه ونائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس عملا مع رئيسي الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، والباكستاني شهباز شريف، ووزير الشؤون الخارجية الهندي، سوبرامانيام جايشانكار، ورئيس أركان الجيش الباكستاني عاصم منير، ومستشاري الأمن القومي أجيت دوفال، وعاصم مالك، على مدى اليومين الماضيين، للتوصل إلى اتفاق.
وقال وزير الخارجية الباكستاني محمد اسحاق دار لقناة جيو الإخبارية اليوم السبت، إن باكستان والهند اتفقتا على وقف إطلاق نار «كامل وليس جزئيا»، مضيفا أن نحو 30 دولة شاركت في الجهود الدبلوماسية التي حققت تلك النتيجة.
وأظهرت أسواق الأسهم في الهند وباكستان استجابات متباينة لتصاعد التوترات، ويأمل المستثمرون أن تبطئ الهدنة الجديدة من نزيف الأسواق.
وخسرت أسواق الأسهم الهندية ما يقدر بنحو 83 مليار دولار من قيمتها السوقية هذا الأسبوع مع تصاعد الصراع العسكري مع باكستان؛ مما أثار مخاوف المستثمرين، وهز الأسواق المالية.
وانخفض مؤشر نيفتي 50 بنسبة 1.1% يوم الجمعة، ليغلق فوق المستوى النفسي المهم البالغ 24,000 نقطة بقليل. كما انخفض مؤشر BSE Sensex بنسبة 1.1%، ليغلق دون مستوى 80,000 نقطة الذي سجله في اليوم السابق.
وسجل المؤشران القياسيان، الآن، خسارة أسبوعية بنحو 1.3%، منهيين بذلك مسيرة صعود استمرت 3 أسابيع - أطول سلسلة انتصارات لهما في عام 2025.
في وقت ما خلال جلسة التداول، يوم الجمعة، اقتربت خسائر السوق الإجمالية من 108 مليارات دولار قبل التعافي الجزئي في وقت متأخر من أمس.
في وقت ما خلال جلسة التداول يوم الجمعة، اقتربت خسائر السوق الإجمالية من 108 مليارات دولار قبل التعافي الجزئي في وقت متأخر من اليوم.
منذ الهجوم الذي وقع، في 22 أبريل، في باهالغام في جامو وكشمير، والذي أسفر عن مقتل 26 شخصاً، انخفض مؤشر سوق الأسهم الرئيسي في باكستان (KSE) بنسبة 9.5%.
وبحلول الساعة العاشرة مساء، ستستأنف جميع رحلات الخطوط الجوية الباكستانية التي تأخرت وأُوقفت، وفق وكالة رويترز.
وكانت باكستان قرّرت إغلاق مجالها الجوي أمام أنواع الرحلات الجوية كافة، اعتباراً من الساعة 3.15 صباحاً وحتى الساعة 12 ظهر اليوم السبت، في الوقت الذي مددت فيه الهند أمس الجمعة تمديد إغلاق 24 مطاراً أمام الرحلات الجوية على خلفية الحرب الدائرة بين البلدين.
ويُتيح الصراع المتصاعد بين الهند وباكستان للعالم لمحة حقيقية أولى عن أداء التكنولوجيا العسكرية الصينية المتقدمة في مواجهة المعدات الغربية المُجرّبة، وقد بدأت أسهم الدفاع الصينية بالارتفاع بالفعل.
وارتفعت أسهم شركة تشنغدو لصناعة الطائرات الصينية بنسبة 40% هذا الأسبوع، بعد أن زعمت باكستان أنها استخدمت طائرات جي-10 سي المقاتلة التي تنتجها الشركة لإسقاط طائرات مقاتلة هندية- بما في ذلك طائرة رافال الفرنسية المتطورة- خلال معركة جوية، الأربعاء.
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، زودت الصين باكستان بـ81% من الأسلحة المستوردة، وفقًا لبيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).
وتشمل هذه الصادرات طائرات مقاتلة متطورة، وصواريخ، ورادارات، وأنظمة دفاع جوي، يقول الخبراء إنها ستؤدي دورًا محوريًا في أي صراع عسكري بين باكستان والهند، وفقاً لبلومبرغ.
وطورت بعض الأسلحة الباكستانية بالتعاون مع شركات صينية، أو بُنيت بتكنولوجيا وخبرات صينية.
وخاضت الهند وباكستان حرباً على كشمير 3 مرات منذ استقلالهما عن بريطانيا في 1947، وخلال ذروة الحرب الباردة، دعم الاتحاد السوفيتي الهند، بينما دعمت الولايات المتحدة والصين باكستان.
والآن، يلوح في الأفق عصر جديد من التنافس بين القوى العظمى على الصراع الطويل الأمد بين الجارتين النوويتين في جنوب آسيا.
وعلى الرغم من سياستها التقليدية المتمثلة في عدم الانحياز، إلا أن الهند تقربت من الولايات المتحدة أكثر فأكثر، حيث سعت الإدارات الأمريكية المتعاقبة إلى تودد العملاق الصاعد في جنوب آسيا كثقل إستراتيجي موازن للصين.
وكثفت الهند مشترياتها من الأسلحة من أميركا وحلفائها، بما في ذلك فرنسا وإسرائيل، مع تقليل اعتمادها على الأسلحة الروسية بشكل مطرد.
وتوقع المحللون الجيوسياسيون في البداية أن تتبع الأعمال العدائية الأخيرة نمط مواجهة مماثلة في عام 2019، عندما شنت الهند، عقب هجوم مميت على أفراد أمن في الجزء الذي تحكمه من كشمير، غارة عبر الحدود زعمت أنها استهدفت ما وصفته بمعسكرات إرهابية باكستانية. وردت باكستان آنذاك بإسقاط طائرة مقاتلة هندية. وهدأت حدة التوتر بعد أن أعادت إسلام آباد طيار الطائرة.
وهذه المرة، نشر كل من البلدين أنواعاً من الأسلحة لم يستخدماها ضد بعضهما البعض من قبل، مثل الطائرات بدون طيار والذخائر المتسكعة بأعداد كبيرة، مما يجعل النتيجة أكثر صعوبة في التنبؤ بها.
قُسِّمت كشمير بين الهند وباكستان عام 1947 خلال تقسيم شبه القارة الهندية، لكن كلا البلدين يطالب بالسيادة الكاملة على منطقة الهيمالايا. وقد خاضا ثلاث حروب من أجلها.
وتضمنت الاشتباكات هذا الأسبوع قصفًا عبر الحدود للمرة الأولى منذ سنوات، عبر خط السيطرة الذي يقسم كشمير بين الهند وباكستان.
وصرح وزير الخارجية الهندي، فيكرام ميسري، يوم السبت، بأن مسؤولاً حكومياً محلياً قُتل عندما قصفت باكستان بلدة راجوري في منطقة جامو وكشمير. ولم ترد باكستان فوراً على طلب التعليق لبلومبرغ.