سجلت أسواق الأسهم الأميركية والأوروبية ارتفاعاً قوياً اليوم الخميس بعد صدور بيانات أقوى من المتوقع للنمو الاقتصادي الأميركي، ليعود مؤشر "داو جونز" في الولايات المتحدة إلى تسجيل مستوى قياسي جديد، فيما لامس مؤشر "داكس" الألماني أعلى سعر له في تاريخه. وبحلول الساعة 15 بتوقيت غرينتش، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 1.1%، بينما صعد مؤشر ناسداك المركب بمقدار 135 نقطة أو 0.8%.
أظهرت تقديرات وزارة التجارة الأميركية أن الناتج المحلي الإجمالي نما بنسبة 3% خلال الربع الأخير، متجاوزًا التوقعات التي كانت تشير إلى نمو بنسبة 2.8%. وفي المقارنة، بلغ النمو الاقتصادي السنوي 1.4% في الأشهر الثلاثة الأولى من العام. كما أظهر تقرير وزارة العمل أن عدد طلبات إعانة البطالة الأولية للأسبوع المنتهي في 24 أغسطس بلغ 231 ألفاً، وهو أقل قليلاً من التقديرات التي كانت تشير إلى 232 ألف طلب.
لم تستطع وول ستريت تجاهل تراجع أسهم شركة "إنفيديا"، التي خيبت التوقعات بتوجيهاتها المستقبلية رغم تحقيقها أرباحًا أقوى من المتوقع خلال الربع من مايو إلى يوليو، بالإضافة إلى إعلانها عن إعادة شراء أسهم بقيمة 50 مليار دولار. وانخفضت أسهم "إنفيديا" بأكثر من 3% يوم الخميس، مما يعكس حالة من جني الأرباح في القطاع التكنولوجي بعد ارتفاع بنسبة 150% في قيمة أسهم الشركة خلال هذا العام.
شهدت جلسة الخميس أيضًا تقارير أرباح من بعض الشركات البارزة في القطاع المستهلك. تراجعت أسهم شركة "دولار جنرال" بنسبة 24% بعد أن خفضت الشركة توقعاتها للمبيعات السنوية في متاجرها، حيث قلل العملاء من إنفاقهم على السلع ذات الهامش الربحي العالي. على الجانب الآخر، ارتفعت أسهم شركة "سيلز فورس" بنسبة 2% بعد إعلانها عن نتائج قوية في الربع المالي الثاني وتوقعاتها بزيادة الأرباح السنوية.
ارتفعت أسعار النفط يوم الخميس بعد جلستين من التراجع، وذلك بدعم من البيانات الأميركية القوية. وصعدت العقود الآجلة للخام الأميركي بنسبة 2.6% لتصل إلى 76.42 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام برنت بنسبة 2.1% ليصل إلى 79.20 دولار للبرميل. وكانت أسواق النفط قد شهدت تراجعًا خلال اليومين الماضيين وسط مخاوف مستمرة من أن يؤثر تباطؤ النمو في الولايات المتحدة والصين على الطلب في الأشهر المقبلة.
أغلقت الأسواق الأوروبية على ارتفاع يوم الجمعة، حيث استوعب المستثمرون البيانات الاقتصادية الأخيرة من جانبي الأطلسي، وذلك قبيل صدور بيانات التضخم في منطقة اليورو والولايات المتحدة. في باريس، ارتفع مؤشر كاك 40 بنسبة 0.84% ليصل إلى 7,640.95 نقطة، بينما سجل مؤشر داكس الألماني ارتفاعًا بنسبة 0.64% قرب مستوى قياسي، وزاد مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0.43%. كما أنهى مؤشر يورو ستوكس 50 الجلسة بارتفاع قدره 1%، في حين زاد مؤشر "ستوكس 600" بنسبة 0.74%.
في منطقة اليورو، أظهرت بيانات التضخم في ألمانيا انخفاضًا طفيفًا في الأسعار بنسبة 0.2% خلال شهر أغسطس، وفقًا لمؤشر أسعار المستهلك المتوافق (IPCH). تُعتبر هذه البيانات مؤشراً هاماً يسترشد به المستثمرون لتحديد توجهات الأسعار في منطقة اليورو.
من المقرر أن تُنْشَر بيانات التضخم لمنطقة اليورو يوم الجمعة عند الساعة 09:00 بتوقيت غرينتش، حيث من المتوقع أن يكون لها تأثير كبير على سياسة أسعار الفائدة للبنك المركزي الأوروبي. ويتوقع المستثمرون تخفيضًا بواقع 65 نقطة أساس هذا العام، وإذا جاءت أرقام التضخم أقل من المتوقع، فقد يشجع ذلك البنك المركزي على اتخاذ المزيد من الخطوات لتخفيف سياسته النقدية ودعم النشاط الاقتصادي في المنطقة.
في المقابل، جاءت المؤشرات الصادرة من الولايات المتحدة يوم الخميس لتحد من توقعات المستثمرين بشأن تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة. ورغم أن التضخم الأساسي وفقًا لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) جاء أقل من المتوقع في الربع الثاني بنسبة 2.8%، إلا أن قوة الاقتصاد الأميركي، الذي نما بنسبة 3% من أبريل إلى يونيو، تشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي "البنك المركزي الأميركي"، قد لا يحتاج إلى خفض الفائدة بشكل كبير لدعم النشاط الاقتصادي.