يتصاعد الجدل في الولايات المتحدة بشأن تقارير عن نية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبول طائرة بوينغ فاخرة من طراز «747-8» كهدية من قطر، تُجهّز لتكون طائرة رئاسية بديلة عن «إير فورس وان» الحالية، التي يتجاوز عمرها أربعة عقود.
ووصف ترامب الطائرة بأنها «هدية مجانية مؤقتة» ستُسلّم إلى وزارة الدفاع الأميركية، قبل أن تُحوّل لاحقاً إلى مكتبته الرئاسية بعد مغادرته المنصب.
لكن الخطوة أثارت موجة انتقادات حادة من مشرعين ديمقراطيين ومنظمات رقابية، وسط مخاوف من انتهاك دستوري محتمل وشبهات تضارب مصالح.
من جهتها، قلّلت قطر من شأن الضجة، إذ قال المتحدث باسم سفارتها في واشنطن علي الأنصاري إن نقل الطائرة قيد الدراسة بين وزارتي الدفاع القطرية والأميركية، وإنه «لم يُتخذ قرار نهائي بعد». وأضاف في بيان لاحق أن وصف الطائرة بالهدية «غير دقيق».
قالت شبكة «ABC NEWS» التي انفردت بنشر الخبر إن الطائرة، التي وصفتها بأنها «قصر طائر»، قد تكون أغلى هدية تتلقاها الحكومة الأميركية على الإطلاق، بقيمة تُقدّر بنحو 400 مليون دولار.
ووفق مصادر متطابقة، فإن ترامب كان صعد على متن الطائرة القطرية في فبراير الماضي بمطار «بالم بيتش» في ولاية فلوريدا الأميركية لمعاينة تجهيزاتها الفاخرة.
دافع ترامب في منشور على منصة «تروث سوشيال» عن الصفقة قائلاً إن العملية شفافة، وإن البديل المطروح من الديمقراطيين سيكلّف دافعي الضرائب أكثر من اللازم.
وأضاف أن حصول وزارة الدفاع على طائرة «747-8» مجاناً يزعج الديمقراطيين الفاسدين، لأنهم يريدون دفع أعلى سعر لطائرة جديدة.
لكن ردود الفعل السياسية لم تتأخر، فقد وصف السناتور الديمقراطي كريس مورفي الخطة بأنها «غير قانونية إطلاقاً»، واعتبرتها النائبة كيلي موريسون «فساداً سافراً»، فيما كتب زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر على منصة «إكس»: «لا شيء يختصر شعار (أميركا أولاً) مثل طائرة رئاسية تُمنح من قطر».
وأعربت منظمة «مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق» عن قلقها من الطابع الرمزي والسياسي للصفقة، مشيرة إلى أن منح رئيس أميركي هدية بهذا الحجم، من دولة لها علاقات تجارية شخصية معه، يثير علامات استفهام دستورية خطيرة.
ومن المقرر أن يزور ترامب قطر ضمن جولة خليجية هذا الأسبوع، لكن بحسب مصادر في البيت الأبيض، فإن الطائرة لن تُسلّم أو تُقدَّم خلال الزيارة.