ونقلت بلومبرغ عن ميلي قوله في مقابلة إذاعية اليوم، إنه سيقوم برحلة روحانية قبل أن يتقلد مهام منصبه في العاشر من شهر ديسمبر المقبل، حيث سيذهب إلى ميامي ونيويورك وإسرائيل، بدون أن يذكر مواعيد محددة.
وأوضح ميلي أنه سيلتقي بالرئيس ألبرتو فرنانديز لتنظيم الفترة الانتقالية بين الحكومتين، وذلك دون أن يحدد موعد لهذا اللقاء.
يشار إلى أن ميلي، المرشح من حزب "لا ليبرتاد أفانزا" أو "تقدم الحرية"، فاز في الانتخابات الرئاسية أمس الأحد، بفارق واضح ضد وزير الاقتصاد، سيرجيو ماسا، من "حزب الاتحاد من أجل الوطن" اليساري.
وميلي البالغ من العمر 53 عاما هو سياسي من خارج القوى السياسية التقليدية، دخل المعترك السياسي قبل عامين فقط، وهو اقتصادي يصف نفسه بأنه "رأسمالي فوضوي" أثار الجدل في مداخلاته التلفزيونية بأفكاره التي تدعو إلى التخلي عن عملة البيزو الوطنية المنهارة، وتعويضها بالدولار وبجوهرة العملات المشفرة، البتكوين.
تصويت التضخم والفقر
ويقول المعلقون السياسيون في الأرجنيتن إن التضخم والفقر حددا اتجاه التصويت بين الناخبين وبالتالي بالفائز. فالبلاد لديها سجل قاتم للغاية في الاقتصاد يشمل أعلى معدلات التضخم في العالم (138% خلال عام)، بينما يبلغ معدل الفقر 40%، أي نحو 46 مليون نسمة.
ويؤمن الفائز بانتخابات الرئاسة برأسمالية " فوضوية" تقوم على التخلي عن العملة الوطنية البيزو المنهارة، واستخدام الدولار لحل مشكلة التضخم، وبناء احتياطي نقدي للبلاد من عملة البتكوين.
وعلّق ميلي خلال حملته الانتخابية عن بيتكوين قائلاً: "إنها تمثل عودة الأموال لمنشئها الأصلي".
وتتعرض البلاد لضغوط من أجل ضبط الإنفاق وسداد قرض بقيمة 44 مليار دولار حصلت عليه عام 2018 من صندوق النقد الدولي، بسبب التراجع الحاد في احتياطات النقد الأجنبي.
وتعاني الأرجنتين من أعلى معدل للديون في العالم بنحو 420 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى تريليوني دولار بحلول 2028 حسب تقديرات مؤسسات مالية عالمية لتمثل أكثر من 400% من الناتج الإجمالي للبلاد.
وتكافح البلاد للحصول على قروض من صندوق الدولي والدائنين الدوليين، لكنها تواجه مصاعب حادة بسبب تخلفها عن سداد ديون مستحقة في آجالها خلال السنوات الماضية، وفشلها في تحقيق أهداف جمع احتياطات من العملات الأجنبية وخفض العجز المالي، المحددة للربعين الأول والثاني من هذا العام.
ومع التراجع الحاد في الاحتياطيات النقدية، لجأت الأرجنتين في 30 يونيو إلى ما يعرف بـحقوق السحب الخاصة التي يصدرها صندوق النقد الدولي لدعم الاحتياطي الرسمي للبلدان، لتسديد مبلغ 2.7 مليار دولار في 30 يونيو لصندوق النقد الدولي في دفعة جاءت في جزء منها باليوان الصيني.
ولنقص احتياطياتها من الدولار الأميركي أعلنت الأرجنتين في أبريل الماضي أنها ستستخدم اليوان لتسديد كلفة واردات صينية بدلا من الدولار الأميركي من أجل الحفاظ على احتياطيها عقب اتفاقية تبادل عملات مع بكين.
وتوصل صندوق النقد الدولي والأرجنتين إلى اتفاق في بداية 2022 لإعادة جدولة ديون بقيمة 44 مليار دولار أميركي، والمتبقية من قرض بقيمة 57 مليار دولار مُنح في 2018 في عهد الرئيس ماوريسيو ماكري، وهو أكبر قرض تمنحه المؤسسة للأرجنيتن.
وفي الجانب الاقتصادي من برنامج سياسته الخارجية وعد ميلي -المتأثر بأفكار وشخصية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب- بالتركيز على التعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وبوقف العلاقات مع الشركاء التجاريين الرؤساء للأرجنتين وهما الصين والبرازيل، العضوين في مجموعة بريكس، التي ستنضم إليها الأرجنيتن رسميا بحلول العام 2024.