تقارير
تقاريرعملة الروبل وفي الخلفية علم روسيا

3 معضلات صعبة تواجه الاقتصاد الروسي.. مستقبل قاتم

بعد مرور أكثر من عامين على الحرب الأوكرانية، لا يزال الاقتصاد الروسي قويا، على الرغم من العقوبات الغربية وأعباء الحرب المستمرة، وتزامنا مع كل ذلك، حاول الاقتصاديون وضع توقعات لنقطة ينهار عندها الاقتصاد الروسي، لكنه لا يزال قويا حتى الآن.

وفي ضوء التوقعات الاقتصادية، قالت مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وهي مؤسسة بحثية تتخذ من واشنطن مقراً لها، إن قوة روسيا الاقتصادية، يمكن أن تستمر لمدة عام ونصف آخر، قبل أن تبدأ في التلاشي، وفقا لموقع "بيزنس إنسايدر".

وأشارت المؤسسة في تقريرها إلى التحدي الذي أظهرته روسيا، وسط حربها على أوكرانيا، حيث لا يزال الاقتصاد الروسي قوياً، على الرغم من ارتفاع التكاليف العسكرية والقيود التجارية الغربية.

ومن جانب آخر، توقع صندوق النقد الدولي، أن تنمو البلاد بشكل أسرع من جميع الاقتصادات المتقدمة الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، هذا العام. 

وفي هذا السياق، قال باحثون من مؤسسة كارنيغي، إن ذلك يرجع جزئيًا إلى أن روسيا تمكنت من إيجاد طرق للالتفاف حول العقوبات، مثل بيع نفطها لحلفائها، أثناء استيراد البضائع الغربية عبر دول ثالثة.

وكتبت ألكسندرا بروكوبينكو، باحثة في مركز كارنيغي أوراسيا وروسيا، في تقرير: "لقد ظهر موقف متناقض: الاقتصاد الروسي أصبح الآن مستقراً على الرغم من العقوبات الغربية ونتيجة لها".

وحذرت بروكوبينكو من أن "هذا الاستقرار الذي تم تحقيقه بشق الأنفس ليس أبديا. وفي أفضل السيناريوهات، من المرجح أن يبدأ الترتيب الحالي في الانهيار في غضون ثمانية عشر شهرا، بسبب الاختلالات المتزايدة والمشاكل الاجتماعية المحتملة".

* معضلة ثلاثية

وأضافت أن روسيا تتعامل مع "معضلة ثلاثية"، حيث تواجه ثلاث قضايا كبرى، بينما تمر بعامها الثالث من الحرب في أوكرانيا.

وفصلت بروكوبينكو تلك القضايا قائلة: "بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تتلخص المشكلة في تمويل الجيش الروسي، والحفاظ على مستويات معيشة المواطنين الروس، والحفاظ على استقرار الاقتصاد - وهي ثلاثة أهداف أصبح من الصعب على روسيا تحقيقها".

وأوضحت: "لقد بدأت بالفعل علامات الضعف في الظهور على السطح، ويخطط الكرملين لإنفاق مبلغ قياسي على جيشه هذا العام".

وكنتيجة لذلك، ترى بروكوبينكو أن ذلك قد يؤثر على اقتصاد البلاد، لأن الإنفاق الدفاعي "غير منتج بشكل عام"، وليس من الواضح ما إذا كانت الحرب الروسية الأوكرانية، ستنتهي في أي وقت قريب، ومن الممكن أيضًا أن تبدأ الظروف المعيشية في التدهور.

ووفقا لبيزنس إنسايدر، فبينما يقول الاقتصاديون إن الروس يعيشون حياة طبيعية في الغالب، في الوقت الحالي، فقد ارتفع التضخم، مما دفع البنك المركزي إلى رفع أسعار الفائدة، إلى نسبة هائلة بلغت 16%، وإذا نجح البنك المركزي في خفض التضخم، فإن ذلك سوف يؤثر على دخل العمال مع بدء الاقتصاد في الانكماش.

وعليه، قالت مؤسسة كارنيغي إن انخفاض الدخل يمكن أن يؤثر أيضًا على قدرة الروس، على سداد قروضهم، مما يزيد من خطر أزمة الديون .

وعلقت بروكوبينكو بأن "هذا يزيد من خطر السخط الاجتماعي: لن يكون أحد سعيدًا بتخفيض راتبه".

* مستقبل قاتم

وعلى الرغم من أن روسيا تمتلك الأدوات اللازمة، للحفاظ على استقرار اقتصادها وتجنب الركود في الوقت الحالي، إلا أن الاقتصاديين حذروا من مستقبل قاتم، نظرًا لنقص العمالة في البلاد، وانخفاض الإنتاجية، وزيادة العزلة عن بقية العالم.

وقالت بروكوبينكو إنه "في اقتصاد خاضع للضرورات السياسية، هناك القليل من الحوافز للتنمية المستدامة. وعاجلاً أم آجلاً، سيضر هذا برفاهة الروس العاديين".

وتابعت: "بعبارة أخرى، فإن الإصلاحات المؤقتة وانخفاض مستويات المعيشة ستضيف إلى الاختلالات السياسية والاقتصادية"، معتبرة أن "الرياح الاقتصادية المعاكسة تواجه الكرملين".

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com