تقارير
تقاريررويترز- الكوارث الطبيعية

العالم يخسر 123 مليار دولار في العام الواحد بسبب الكوارث

الفاو: الخسائر بلغت 3.8 تريليون دولار في 30 عام
أفاد تقرير جديد صدر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أنّ الخسائر في المحاصيل والثروة الحيوانية بلغت خلال السنوات الثلاثين الماضية ما تُقدر قيمته بنحو 3.8 تريليونات دولار أميركي بسبب الأحداث الكارثية.

ووفقًا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة يعادل هذا الرقم في المتوسط خسائر بقيمة 123 مليار دولار أميركي سنويًا، أو 5% من الناتج المحلي الإجمالي الزراعي العالمي السنوي.

هذه الأرقام قد تكون أعلى لو توافرت بيانات بصورة منتظمة عن الخسائر في القطاعات الفرعية لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية والغابات
الفاو
نصيب الصين

ووفقًا لبيانات رسمية سجلت الصين خسائر اقتصادية بقيمة 42 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023 بسبب الكوارث الطبيعية.

وفي أقل من عام شهد اقتصاد الصين أحداثا مناخية قاسية بما في ذلك الأمطار الغزيرة والانهيارات الأرضية والعواصف الثلجية والأعاصير.

وتكبدت الصين خسائر اقتصادية كبيرة بلغت 308.29 مليار يوان (42 مليار دولار أمريكي)، وقد تم حساب هذه الخسائر الاقتصادية الكبيرة خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2023.

اقرأ أيضًا- الصراع في الشرق الأوسط يهدد العالم بأكبر خطر منذ عقود
أثر الكوارث

ويقدّم هذا التقرير الرئيسي الجديد للمنظمة بعنوان "أثر الكوارث على الزراعة والأمن الغذائي" أوّل تقييم عالمي لأثر الكوارث على الإنتاج الزراعي بالتركيز على المحاصيل والثروة الحيوانية، وفقًا للفاو.

ويشير التقرير إلى أنّ هذه الأرقام قد تكون أعلى لو توافرت بيانات بصورة منتظمة عن الخسائر في القطاعات الفرعية لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية والغابات.

ويشدّد تقرير الفاو على ضرورة تحسين البيانات والمعلومات بشأن أثر الكوارث على جميع القطاعات الفرعية للزراعة بشكل عاجل من أجل إنشاء نظم بيانات تصلح لأن تكون الأساس الذي تقوم عليه الإجراءات الفعّالة وتسترشد به.

خسائر في الحبوب بلغت ما متوسطه 69 مليون طنّ سنويًا في العقود الثلاثة الماضية، أي ما يعادل إنتاج الحبوب بأكمله في فرنسا في عام 2021
الفاو
الأكثر تأثرًا

ويقول المدير العام للمنظمة شو دونيو في تمهيد التقرير: "تعدّ الزراعة أحد القطاعات الأكثر تأثرًا وعرضة لمخاطر الكوارث نظرًا إلى اعتمادها الكبير على الموارد الطبيعية والظروف المناخية".

ومن شأن الكوارث المتكررة أن تلغي المكاسب المحققة على صعيد الأمن الغذائي وأن تقوّض استدامة النظم الزراعية والغذائية وفقًا لدونيو.

ويعرض التقرير انطلاقًا ممّا لمنظمة الأغذية والزراعة من خبرات فنية، الفرص المتاحة للتصدي بشكل فاعل للمخاطر في النظم الزراعية والغذائية وإظهار الطرق الكفيلة بتعميم إدارة مخاطر الكوارث في الممارسات والسياسات الزراعية".

أعلى الخسائر

ويكشف التقرير أنّه على مدى السنوات الثلاثين الماضية، تكبّدت البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا أعلى الخسائر النسبية التي وصلت إلى 15% من ناتجها المحلي الإجمالي الزراعي نتيجة الكوارث المعرّفة بأنّها اختلال خطير في الأداء الوظيفي للمجتمع المحلي أو المجتمع.

وكان للكوارث أيضًا أثر كبير على الدول الجزرية الصغيرة النامية التي مُنيت بخسائر تقارب 7 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي الزراعي، وفقًا لتقرير الفاو.

اقرأ أيضًا- مع انهيار العملة.. بنك مركزي يرفع الفائدة إلى 133%
توزيع الخسائر

يشير التقرير أيضًا إلى أنّ الخسائر المتعلقّة بمجموعات المنتجات الزراعية الرئيسية تواصل اتجاهها التصاعدي.

فبلغت بالتالي الخسائر في الحبوب ما متوسطه 69 مليون طنّ سنويًا في العقود الثلاثة الماضية، أي ما يعادل إنتاج الحبوب بأكمله في فرنسا في عام 2021.

وتليها الفواكه والخضروات ومحاصيل السكّر التي اقترب متوسط خسائر كل منها من 40 مليون طنّ سنويًا.

وفي ما يتعلق بالفواكه والخضروات، تتوافق الخسائر مع إجمالي إنتاج الفواكه والخضروات في اليابان فييتنام في عام 2021.

وتُظهر اللحوم ومنتجات الألبان والبيض ما متوسطه 16 مليون طنّ من الخسائر سنويًا، أي ما يعادل مجموع إنتاج اللحوم ومنتجات الألبان والبيض في المكسيك والهند في عام 2021.

على مدى السنوات الثلاثين الماضية، تكبّدت البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا أعلى الخسائر النسبية التي وصلت إلى 15% من ناتجها المحلي الإجمالي الزراع
الفاو
التباين الإقليمي

تُخفي الخسائر العالمية وجود تقلّبات كبيرة بين الأقاليم والأقاليم الفرعية ومجموعات البلدان، وكانت التقلّبات بين الأقاليم الفرعية أكبر من ذلك.

وبحسب ما جاء في التقرير، تأثّرت آسيا إلى حدٍّ بعيد بالحصة الأكبر من الخسائر الاقتصادية الإجمالية.

وأظهرت أفريقيا وأوروبا والأمريكيتان أيضًا ترتيبًا مماثلًا من حيث الحجم. ومع ذلك، لم تُمثل الخسائر في آسيا سوى 4 % من القيمة المضافة الزراعية، بينما مثلت في أفريقيا ما يناهز 8 %.

القيمة المطلقة

وبلغت الخسائر، من حيث القيمة المطلقة، مستويات أعلى في البلدان المرتفعة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا،.

ولكنّ معدل انتشار الخسائر بلغ أعلى مستوى له من حيث القيمة الزراعية المضافة في البلدان المنخفضة الدخل، ولا سيما الدول الجزرية الصغيرة النامية.

التداعيات المتوالية

ازداد تواتر الأحداث الكارثية من 100 حدث سنويًا في سبعينات القرن الماضي إلى نحو 400 حدث سنويًا في جميع أنحاء العالم خلال السنوات العشرين الماضية.

والأحداث الكارثية لا تزداد من حيث وتيرتها وشدّتها وتعقيدها فحسب، بل من المتوقع أيضًا أن تتفاقم آثارها في ظل تسبب الكوارث الناجمة عن المناخ بتفاقم أوجه الضعف الاجتماعية والإيكولوجية القائمة، وفقًا للتقرير.

اقرا أيضًا- الحرب والعقوبات والإمدادات تقفز بأسعار النفط 4%

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com