ووسط اهتمام مصبوب على بيانات التضخم الأميركية المهمة، المقرر صدورها هذا الأسبوع، والتي قد توفر إشارات عن موعد ومقدار ووتيرة خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي هذا العام، جاء تحذير آخر من تورستن سلوك، كبير الاقتصاديين في شركة أبولو.
إذ قال "سلوك" إن الاقتصاد الأميركي سيظل واقفا على قدميه خلال الأرباع القليلة المقبلة، لكن محركات النمو قد تتحول إلى رياح معاكسة في أقرب وقت من العام المقبل، وفقا لما نقله موقع "بيزنس إنسايدر".
وتفصيلا لتوقعاته، أوضح أن ذلك يرجع إلى أن القوة الحالية تنبع من أعباء الديون المرتفعة، سواء بين المستهلكين الأميركيين أو في عالم الشركات. وفي نهاية المطاف، ستبدأ هذه الاتجاهات في التعثر، مما سيؤدي إلى هبوط حاد في عام 2025.
وأشار إلى أن حالات التأخر في السداد تتزايد على بطاقات الائتمان وقروض السيارات، على الرغم من انخفاض معدلات البطالة في الاقتصاد. وفي الوقت نفسه، لم يتخلص الزخم الاقتصادي من الشركات ذات الاستدانة العالية، والتي تمتد عبر الصناعات.
واستطرد "سلوك"، في حديث لتلفزيون بلومبرغ: "هذا يخبرك أنه بمجرد أن يبدأ الناس في فقدان وظائفهم، وبمجرد أن يبدأ الاقتصاد في التباطؤ، فإنك تعاني بالفعل من الكثير من الضائقة".
ولفت أيضاً إلى العقارات التجارية، وهو القطاع الذي كان مصدر مخاوف واسعة النطاق وسط ارتفاع أسعار الفائدة، إذ تسببت هذه الزيادات في ارتفاع تكاليف الاقتراض لهذه الصناعة، ويخشى الكثيرون حدوث تسونامي من التخلف عن سداد الديون إذا لم تنخفض أسعار الفائدة قريبا.
وأوضح أن العقارات المكتبية كانت نقطة حساسة بشكل خاص، إذ تأثرت بشدة بالعمل عن بعد وواجهت انخفاضًا في قيمتها.
إذ ذكرت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، الأسبوع الماضي، أن القروض المكتبية شكلت 54%، في أبريل الماضي، من أحجام التأخر في السداد الجديدة التي تزيد عن 60 عامًا.
إلى الفائدة، يتوقع سلوك أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لن يقدم أي تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام، مشيرًا إلى أن الأمر سيتطلب تباطؤاً كبيراً للبنك المركزي للوفاء بوعود التضخم بنسبة 2% في أي وقت قريب.
وأكد أنه على الرغم من أن ذلك يبقي على الهبوط الصعب على الطاولة، إلا أن الأرباع القليلة المقبلة ستظل تقدم أداء قويا.
وقال: "لا تزال لدينا رياح داعمة قوية للغاية. وهذا يأتي من الظروف المالية الميسرة"، مضيفًا: "وفوق كل ذلك، لدينا أيضاً رياح داعمة من الإنفاق المالي. لا يزال لدينا إنفاق قوي".
ووفقا لبيزنس إنسايدر، لم يكن سلوك هو الخبير الوحيد الذي حذر من عام 2025، إذ استشهد آخرون أيضاً بتدهور ظروف سوق العمل كدليل على الركود الذي يلوح في الأفق.