الجمعة 23 مايو 2025 م
الذهب الخام يمثل 95% من الصادرات.. و5% فقط للمشغولات
الإمارات والسعودية وتركيا تتصدر الأسواق المستوردة.. وأوروبا زبون جديد
من مناجم أعماق الصحراء الشرقية إلى أسواق الخليج وأوروبا والولايات المتحدة، يخطو الذهب المصري نحو العالمية، مستنداً إلى جودة متنامية وتنافسية متصاعدة، وسط طموح رسمي للانضمام إلى قائمة الكبار في تصدير المعدن الأصفر.
وفي ظل تقلبات الأسواق العالمية، وتزايد التحديات الجيوسياسية، حقّقت صادرات الذهب المصري قفزة غير مسبوقة، في أداء يعكس تحولاً نوعياً في القطاع، ويدعم الاقتصاد المصري والاحتياطي النقدي الأجنبي، وفق خبراء تحدثوا لـ«إرم بزنس».
حقّقت صادرات الذهب المصري من المشغولات والسبائك خلال الربع الأول من العام الحالي قفزة هائلة لتسجل 3.2 مليار دولار، ما يعادل صادرات عام 2024 بأكمله، وفق بيان صدر منتصف الشهر الجاري، عن رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات إيهاب واصف.
وبلغت صادرات الذهب المصري 929.5 مليون دولار في يناير، ثم ارتفعت إلى 1.804 مليار دولار في فبراير، مع الحفاظ على الزخم التصديري نفسه في مارس.
وأوضح البيان أن الإمارات والسعودية وتركيا تصدّرت الأسواق المستوردة، إلى جانب دخول أسواق جديدة في أوروبا والولايات المتحدة.
وأرجع واصف الطفرة إلى ثلاثة عوامل رئيسة، هي الطلب العالمي المتزايد على الذهب في ظل الحروب التجارية والاضطرابات الجيوسياسية، وتطور صناعة المشغولات الذهبية المصرية من حيث التصميم والجودة، ما أتاح لها منافسة العلامات العالمية، وأخيراً التوسع في المشاركة بالمعارض الدولية.
وأشار إلى أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو الانضمام إلى قائمة أكبر 10 دول مصدّرة للذهب عالمياً بحلول عام 2027، لافتاً إلى أن ترتيب مصر في صادرات المشغولات ارتفع من المركز 94 عالمياً في 2022 إلى المركز الـ54 بنهاية 2023، مع استهداف دخول العشرة الأوائل خلال عامين فقط.
حقّقت صادرات مصر من الذهب والحليّ والأحجار الكريمة زيادة بـ84% خلال الـ10 أشهر الأولى من العام 2024، لتسجّل 2.638 مليار دولار في مقابل 1.361 مليار دولار خلال الفترة نفسها من 2023.
في تصريح خاص لـ«إرم بزنس»، أوضح الرئيس التنفيذي لمنصة (isagha) سعيد إمبابي، أن متوسط قيمة الصادرات من المشغولات الذهبية تناهز مليار جنيه شهرياً، وأن الشركات الكبرى المصنعة في مجال الذهب هي وحدها القادرة على المنافسة في السوق العالمي وأن الورش الصغيرة لا يمكنها المنافسة.
في حين كشف البنك المركزي المصري على موقعه الرسمي أن احتياطي الذهب قفز في نهاية شهر أبريل الماضي 28.04%، وسجل 13.629 مليار دولار، مقابل 10.644 مليار دولار بنهاية 2024، ما يُمثل زيادة قدرها 2.985 مليار دولار.
وسجلت قيمة العملات الأجنبية المدرجة في احتياطي النقد الأجنبي 34.324 مليار دولار بنهاية أبريل 2025، مقابل 36.436 مليار دولار بنهاية 2024.
وتسعى مصر إلى دخول قائمة أكبر 10 دول مصدّرة للذهب عالمياً بحلول 2027، بعدما قفز ترتيبها في صادرات المشغولات من المركز 94 في 2022 إلى المركز 54 في 2023، مدعومة بجهود مكثفة لتحسين تنافسية المنتج المصري.
وارتفعت احتياطيات الذهب في مصر إلى 128.27 طن في الربع الأول من العام الحالي من 126.88 طن في الربع الرابع من عام 2024.
وبلغ متوسط احتياطيات الذهب في مصر 82.73 طن من عام 2000 حتى عام 2025، وبلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 128.27 طن في الربع الأول من عام 2025، وأدنى مستوى قياسي عند 75.58 طن في الربع الثاني من عام 2016، طبقاً لبيانات مجلس الذهب العالمي.
أوضح رئيس شعبة الذهب والمجوهرات في الاتحاد العام للغرف التجارية في مصر هاني ميلاد خلال حديثه مع «إرم بزنس» أن غالبية صادرات الذهب من الخام الذي يمثل 95% من الصادرات، بينما حظيت المشغولات الذهبية بـ5% فقط رغم جهود الشعبة بتنظيم المعارض للترويج للصناعة المصرية مثل معرض «نييبو» الذي ستقام دورته الخامسة خلال العام الجاري.
وأضاف أن تصدير المشغولات يحقق قيمة مضافة للاقتصاد المصري أكثر من تصدير الخام في صورة سبائك؛ لأنه يسهم بتشغيل الشركات والعمالة ويزيد الحصيلة الدولارية للدولة المصرية.
تضم مصر العديد من المناجم المنتجة للمعدن الأصفر، أهمها «منجم السكري» الذي يعد الأضخم في البلاد، وتشغله شركة «أنجلو غولد أشانتي» ضمن شراكة مع هيئة الثروة المعدنية، وحقق نمواً إنتاجياً بـ11% خلال الربع الأول من 2025.
كما تعمل شركة «شلاتين للثروة المعدنية» على تعظيم الاستفادة من ثروات الصحراء الشرقية. وكشفت في 2020 عن احتياطي يزيد على مليون أونصة في منطقة إيقات، بنسبة استخلاص 95%، وباستثمارات تتجاوز مليار دولار.
ويُدار «منجم حمش» من خلال شراكة مصرية - أميركية، ويستخدم تقنية رش الأكوام لاستخلاص الذهب، ويقع على بعد 100 كم من مرسى علم، وهو أول منجم مصري يُنتج سبائك منذ أكثر من 50 عاماً.
