"جي بي مورغان" يستبعد تخفيض أسعار الفائدة إطلاقاً هذا العام
"إي إن جي" و"يو بي إس" يتوقعان خفض معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام
تتجه توقعات البنوك والأسواق على نطاق واسع إلى ترجيح إبقاء بنك إنجلترا على أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه المقبل المقرر 20 يونيو الجاري.
وسبق بنك إنجلترا مجموعة من البنوك المركزية الكبرى، التي تباينت قراراتها بشأن إنهاء سياسة التشديد النقدي المستمرة منذ أكثر من عامين لمواجهة موجات التضخم القياسية عقب جائحة "كورونا".
كان بنك إنجلترا أحد أوائل البنوك المركزية التي بدأت في رفع أسعار الفائدة في أعقاب جائحة "كوفيد 19"، إذ رفع سعر الفائدة بمقدار 515 نقطة أساس بين ديسمبر 2021 وأغسطس 2023 إلى أعلى مستوى له منذ 16 عاماً عند 5.25% لمعالجة ضغوط الأسعار المرتفعة في الاقتصاد.
وفي خلال ذلك، خفضت 4 من البنوك المركزية الكبرى أسعار الفائدة بداية من المركزي السويسري، مروراً بالمركزي السويدي وبنك كندا المركزي، وأخيراً جاء قرار البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس.
وفي المقابل، أبقى "الفيدرالي" الأمريكي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الأسبوع الماضي، والذي سبقه قرار مشابه من بنك الشعب الصيني الذي أبقى على معدلات الإقراض كما هي دون تغيير.
بنك إنجلترا سيبقي سعر الفائدة دون تغيير عند 5.25%، ومن غير المتوقع أن يتم التخفيض الأول بمقدار 25 نقطة أساس حتى أغسطس المقبل
دانسكي بنك
توقع خبراء بنك دانسكي في مذكرة أن بنك إنجلترا سيبقي سعر الفائدة دون تغيير عند 5.25%، ومن غير المتوقع أن يتم التخفيض الأول بمقدار 25 نقطة أساس حتى أغسطس المقبل.
وكتب خبراء دانسكي بنك "من المتوقع أن يبقي بنك إنجلترا على سعر الفائدة دون تغيير عند 5.25% في 20 يونيو، وهو ما يتماشى مع الإجماع وأسعار السوق الحالية، وأن تكون نسبة التصويت 7 مقابل 2، إذ تصوت الأغلبية لصالح عدم تغيير القرار، بينما يصوت العضوان رامسدن ودينجرا على خفض الفائدة".
وقال خبراء بنك دانسكي "بشكل عام، من المتوقع أن يلتزم بنك إنجلترا بالسياسة النقدية الحالية، وأن تعطي الأسواق رسالة للاستعداد لخفض الفائدة".
توقع خبراء دانسكي بنك أن يكون أول خفض بمقدار 25 نقطة أساس في شهر أغسطس المقبل، وهذا سيكون له تأثير ضعيف على الإسترليني.
إلا أن زوج الإسترليني قد يشهد بعض الارتفاعات إذا تخلى بنك إنجلترا عن لهجة الحذر، وإن لم يحدث هذا سيواجه الإسترليني خطراً هبوطياً لزوج اليورو الإسترليني عند مستوى 0.88 نقطة في خلال الـ 6 إلى 12 شهراً المقبلة.
وفي مذكرة أخرى، أوضح خبراء "جي بي مورغان" أن المخاطر على مؤشر أسعار المستهلكين في المملكة المتحدة تميل إلى الاتجاه الصعودي.
وبحسب خبراء "جي بي مورغان"، سيؤدي ميل الأسعار للارتفاع إلى تحديد قدرة بنك إنجلترا على تحويل سياسته المتشددة الحالية، لا سيما في حال بدأت بيانات التضخم بإظهار علامات على مقاومة التباطؤ.
وانخفض التضخم الإجمالي إلى 2.3% في أبريل، بالقرب من هدف البنك المركزي البالغ 2.0%، من ذروة بلغت 11.1% في أكتوبر 2022، ومع ذلك فإن تضخم الأجور والخدمات، وكلاهما يراقبه بنك إنجلترا، لا يزال عند نحو 6%.
هناك احتمالية أن بنك إنجلترا قد لا يكون قادراً على خفض أسعار الفائدة إطلاقاً هذا العام
جي بي مورغان
ومع ذلك، أوضح محللو "جي بي مورغان" أنه في ظل البيانات المتاحة حتى الآن، فإنه لا يزال هناك احتمال ضئيل أن يتمكن بنك إنجلترا من خفض أسعار الفائدة في اجتماعه بشهر أغسطس المقبل.
وأبدى محللو "جي بي مورغان" قلقهم حيال الأمر، لأن التضخم لا يزال مرتفعاً في المملكة المتحدة، وأشاروا إلى أن هناك احتمالية أن بنك إنجلترا قد لا يكون قادراً على خفض أسعار الفائدة إطلاقاً هذا العام.
وأرجع "جي بي مورغان" توقعاته إلى أن معظم المقاييس الأساسية التي سلط بنك إنجلترا الضوء عليها لا تبدو قوية.
وقال محللو البنك الأمريكي "الخطر الأكبر حالياً يأتي من النمو القوي، الذي يتجاوز توقعات بنك إنجلترا بكثير، إذ قد يزيد هذا من قوة تسعير الأعمال، ويدفع مخاطر التضخم إلى الاتجاه الصعودي".
يعتقد بنك "إي إن جي" أن بنك إنجلترا سيخفض معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام، بالنظر إلى تباطؤ التضخم المستمر، وإشارات محافظ البنك أندرو بيلي، بينما يتوقع بنك "يو بي إس" أن يتجه بنك إنجلترا إلى بدء خفض معدلات الفائدة في شهر أغسطس المقبل، قبل أن يتبع تلك الخطوة بخفضين أو ثلاث عمليات خفض للفائدة على مدى الاثني عشر شهراً المقبلة.
يرى صانعو السياسة النقدية في بنك إنجلترا أن البنك ليس مضطراً إلى بدء التخفيضات في القريب العاجل، وذلك بحسب أحدث تصريحات مسؤولي البنك التي صدرت عن نائب محافظ بنك إنجلترا بين برودبنت.
قال برودبنت: "نحن لسنا على حافة الهاوية، إذ يؤدي أي خفض لسعر الفائدة إلى نمو أعلى من الاتجاه، (يعني استبعاد احتمالية أن يرتفع التضخم مجدداً إذا بدأ البنك في خفض الفائدة".
وأضاف "ستظل السياسة مقيدة حتى مع بدء دورة خفض أسعار الفائدة، ومن الممكن أن يبدأ بنك إنجلترا في خفض الفائدة خلال فصل الصيف".
وأوضح أن معدلات الفائدة الأقل تشدداً ستعتمد على الكيفية التي تتغير بها البيانات الاقتصادية البريطانية، ولكن معدلات الفائدة يجب أن تكون أقل بوقت ما.
وقال برودبنت: "ليس من الواضح معرفة المدة التي ستستمر فيها مقاومة تأثيرات الجولة الثانية من التضخم؛ إذ إن التجربة التي شهدها بنك إنجلترا على مدار العامين أو الثلاث الماضيين، تجعل أعضاء البنك المركزي البريطاني أكثر حذراً عندما يتعلق الأمر بخفض الفائدة".