الأرباح تسجل 7 مليارات دولار رغم التحديات العالمية
أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، اليوم الاثنين، أن إيراداته قفزت 25% لتصل إلى 413 مليار ريال (110.12 مليار دولار) للسنة المالية 2024.
ونشر صندوق الاستثمارات العامة قوائمه المالية الموحدة السنوية للعام المنتهي في 2024 عبر بورصة لندن للأوراق المالية، في إطار التزامه بمتطلبات الإفصاح المستمر لإصدارات أدوات الدين. ويُنتظر أن يصدر الصندوق تقريره السنوي المفصل في وقت لاحق من العام، متضمناً تحليلاً موسعاً للأداء والإنجازات المحققة.
وسجّل الصندوق ارتفاعاً في إجمالي الموجودات بنسبة 18% لتصل إلى 4.321 تريليون ريال (1.15 تريليون دولار) بنهاية 2024، مقارنة بـ 3.664 تريليون ريال في العام السابق، فيما قفزت الإيرادات بنسبة 25% إلى 413 مليار ريال، بدعم من أداء شركات المحفظة مثل «سافي» و«معادن» و«STC» و«البنك الأهلي السعودي»، إلى جانب توزيعات «أرامكو» وزيادة مساهمة المشاريع الكبرى.
كما بلغ صافي أرباح الصندوق 26 مليار ريال (نحو 7 مليارات دولار)، رغم التحديات العالمية مثل ارتفاع الفائدة والتضخم، والخسائر المحدودة الناتجة عن إعادة تقييم بعض المشاريع، والتي لم تتجاوز 2% من إجمالي الموجودات.
وقد حافظ الصندوق على مركز سيولة قوي مع استقرار النقد عند 316 مليار ريال، في حين بلغت القروض والتسهيلات 570 مليار ريال، مع الحفاظ على نسبة مديونية مستقرة عند 13% من إجمالي الموجودات.
واصل الصندوق خلال عام 2024 تنويع أدواته التمويلية بنجاح لافت، في إطار استراتيجيته الهادفة إلى تعزيز مرونته المالية وترسيخ مكانته في الأسواق العالمية.
وقد انعكس هذا التوجه في تنفيذ عدد من العمليات النوعية في أسواق الدين، أبرزها إصدار صكوك مقوّمة بالدولار الأميركي بقيمة 2 مليار دولار، إلى جانب طرح أول سندات مقومة بالجنيه الإسترليني بقيمة 650 مليون جنيه إسترليني.
كما أعاد الصندوق تمويل تسهيلات ائتمانية متجددة بقيمة 15 مليار دولار، وهو ما يعكس الثقة الكبيرة التي يتمتع بها على الصعيدين المحلي والدولي.
تزامناً مع ذلك، واصلت الشركات التابعة للصندوق الاستفادة من الفرص التمويلية المتاحة في الأسواق العالمية والمحلية، ما عزز من تنوع القاعدة التمويلية لمنظومة الصندوق ككل.
على مستوى الاستثمار، حقق الصندوق خلال العام ذاته توسعاً نوعياً في عدد من القطاعات الحيوية، في مقدمتها السياحة والترفيه.
وقد شهدت مشاريع البحر الأحمر والدرعية افتتاح عدد من الفنادق والمنتجعات الجديدة، من بينها منتجع «سانت ريجيس البحر الأحمر» ومنتجع «نجوما» و«ريتز كارلتون ريزيرف»، وذلك ضمن رؤية تستهدف رفع جودة قطاع الضيافة في المملكة.
كما أطلق الصندوق شركة «أديرا» لتتولى إدارة وتشغيل سلسلة من العلامات الفندقية السعودية الجديدة، في خطوة ترسّخ تطلع المملكة لتطوير قطاع الضيافة المحلي على أسس عالمية.
في السياق ذاته، دخلت صناعة الرحلات البحرية السعودية مرحلة جديدة مع بدء تشغيل أولى رحلات «أرويا كروز»، كما واصل مشروع «طيران الرياض» تحقيق تقدم كبير استعداداً لإطلاق عملياته التجارية في عام 2025، بعد إبرام سلسلة شراكات استراتيجية مع شركات دولية في قطاعي الطيران والتكنولوجيا.
في مجال البنية التحتية، أطلق الصندوق شركة «سارك» لتوفير حلول سكنية متكاملة للعاملين، في استجابة للطلب المتزايد على المجمعات السكنية.
كما وقّع اتفاقية استراتيجية مع مجموعة الاتصالات السعودية «STC» لدمج أصول أبراج الاتصالات، بما يمهّد لتأسيس أكبر شركة من نوعها في المنطقة، وهو تطور نوعي من شأنه تعزيز كفاءة قطاع الاتصالات وتوسيع قدراته التنافسية.
على صعيد تطوير الأسواق المالية، أسهم الصندوق في تعزيز شفافية السوق المالية السعودية من خلال إطلاق مؤشر «تاسي 50» الذي يعكس أداء أكبر 50 شركة مدرجة من حيث السيولة.
كما أبرم شراكة استراتيجية مع شركة «بلاك روك» العالمية لإنشاء منصة استثمارية متعددة الأصول، تستهدف تحفيز الاستثمار المؤسسي وتوسيع خيارات المستثمرين.
أما في مجال التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، فقد أطلق صندوق الاستثمارات العامة شركة «آلات» التي ستضطلع بتطوير قدرات التصنيع المحلي في مجالات استراتيجية تشمل أشباه الموصلات، والأجهزة الذكية، والروبوتات، والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
كما أسهم الصندوق في تأسيس مركز عالمي للذكاء الاصطناعي في مدينة الدمام بالتعاون مع شركة «Google Cloud»، في خطوة تعزّز طموحات المملكة لتكون مركزاً إقليمياً للابتكار التكنولوجي.
بالتوازي، أسّس الصندوق «مجموعة نيو للفضاء» لقيادة صناعة الأقمار الصناعية والبيانات الجغرافية في المملكة، كما اعتمد منصة متطورة لتقييم الاستثمارات تعتمد على نماذج الذكاء الاصطناعي، وأطلق نموذجاً لغوياً خاصاً به لدعم التحليل وإعداد تقارير الاستثمار.