
وأعلنت "طيران الرياض"، الناقل الجوي الوطني الجديد الذي أطلقه صندوق الاستثمارات العامة السعودي، عن أولى طلباتها لأسطول الطائرات عبر شراء 72 طائرة بوينغ دريملاينر من طراز 787-9، وذلك في أولى خطواتها نحو تحقيق أهدافها.
وشملت الصفقة 39 طائرة مؤكدة، مع احتمالية شراء 33 طائرة إضافية ذات البدن العريض.
وقال البيت الأبيض: "سعداء لأن بوينغ تمكنت أخيرا من إبرام هذه الصفقة مع السعودية بعد مناقشات على مدى سنوات ومفاوضات مكثفة خلال الأشهر الماضية".
وقالت وزيرة التجارة الأميركية جينا رايموندو إن الصفقة "نصر واضح للمصنعين والعمال الأميركيين، فهي تدعم أكثر من 140 ألف وظيفة في أزيد من 300 جهة توريد لبوينغ عبر 38 ولاية.. وهي لفتة ملائمة للشراكة الاقتصادية بين بلدينا التي أصبحت في عقدها الثامن الآن".
وقال الرئيس التنفيذي لبوينغ ديف كالهون في مقابلة إن الشركة حصلت على "دعم من إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن ومن أعضاء رئيسيين في الكونغرس في كل خطوة على الطريق.. أنسب إليهم كثيرا من الفضل لدعمهم هذا، والأهم من ذلك هو إعادة التأكيد مرة أخرى على العلاقة القائمة منذ فترة طويلة والتي تخدم كلا البلدين بشكل جيد للغاية".
وقال لينزي غراهام، السيناتور الجمهوري عن ولاية ساوث كارولاينا التي تُجمَع فيها الطائرة 787، إن المشرعين من الولاية عملوا عن كثب مع بوينغ والسعودية والإدارة "للتغلب على العقبات التي تحول دون إنفاذ هذه الصفقة. لعبت إدارة بايدن دورا رائعا في دفع الأمور قدما وكان لها تأثير في إتمام عملية الشراء هذه".
وأضاف غراهام: "هذا الاستثمار المباشر بمليارات الدولارات التي ضختها السعودية في الولايات المتحدة سيؤتي ثماره فيما يتعلق بالعلاقة الثنائية القيمة بين بلدينا بمرور الوقت".
وأشار مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى أن بوينغ أتمت طلبية كبيرة الشهر الماضي مع الخطوط الجوية الهندية. وكتب على تويتر: "أبرمت بوينغ اثنتين من كبريات الصفقات في تاريخها في غضون أسابيع. إنه أمر عظيم بالنسبة للتصنيع في الولايات المتحدة".
وقال مسؤول أميركي إن العقد السعودي "حلم" تسعى بوينغ لتحقيقه منذ عدة سنوات. وأضاف أن مفاوضات مكثفة جرت في مايو من العام الماضي.
وأفاد المسؤول بأن دور الولايات المتحدة تمثل في الدعم وبأنه لا توجد قيود دبلوماسية مرتبطة بالصفقة أو مقايضة من الحكومة الأميركية من أجلها.
وقال المسؤول للصحفيين "لم نحصل على أي شيء أو نطلب أي شيء بالمقابل فيما يتعلق بالحكومة الأميركية... لم يكن هذا (الصفقة) شيئا مؤكدا، إذا نظرت إلى الوراء حتى قبل شهرين".
وتعد هذه الاتفاقية جزءاً من الاستراتيجية الوطنية للطيران الهادفة لتحويل المملكة إلى مركز طيران عالمي، حيث أعلنت النواقل الجوية الوطنية في المملكة عن عزمها شراء ما يصل إلى 121 طائرة بوينغ دريملاينر من طراز 787 والتي تعتبر ضمن أكبر خمس طلبات تجارية لأسطول الطائرات من حيث القيمة في تاريخ شركة بوينغ، والتي ستدعم أهداف المملكة لنقل أكثر من 330 مليون مسافر، وجذب 100 مليون زائر بحلول عام 2030.
وبدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة "طيران الرياض" توني دوغلاس: "ستشكل طائراتنا الجديدة من بوينغ طراز 787-9 أساسا لعملياتنا التشغيلية في جميع أنحاء العالم، حيث ستكون وسيلة جذب سياحية وتجارية إلى المملكة وذلك مع قيامنا ببناء شبكة واسعة من الوجهات حول العالم".
يذكر أنه تم إطلاق الناقل الجوي في أول أيام الأسبوع الحالي والتي ستلعب دوراً فعالاً في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.
ويأتي تأسيس "طيران الرياض" تماشياً مع استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة لإطلاق إمكانات القطاعات الواعدة محلياً لدعم تنويع الاقتصاد، حيث سيساهم الناقل الجوي في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للطيران ودعم الاستراتيجية الوطنية للسياحة من خلال إتاحة المزيد من الفرص للسياح والزوار من جميع أنحاء العالم للوصول إلى أجمل المواقع السياحية والطبيعية في المملكة واستحداث فرص عمل جديدة.