وتوقع محللون لـ"إرم الاقتصادية" تراجع توقعات خفض الجنيه، وعدم الحاجة لدخول الحكومة المصرية في دوامة التعويم في الوقت الحالي، بعد تنفيذ صفقة الاستحواذ الإماراتية على حصة 30% في إيسترن كومباني، التي ستضخ سيولة دولارية تدعم سداد الاحتياجات العاجلة.
وانعكس ارتفاع مراهنات حدوث تعويم للجنيه في منتصف أغسطس الماضي، على سعر الجنيه أمام الدولار في السوق الموازية ليتخطى حاجز 40 جنيها، وذلك قبل أن يتراجع إلى مستويات قرب 38 جنيها مجدداً في الأيام الماضية.
ولتوفير حصيلة دولارية وضعت الحكومة خطة لبيع أكثر من 32 شركة مملوكة للدولة، عبر طرحها في البورصة، أو بيع حصص لمستثمرين استراتيجيين، أو كليهما.
وتعاني مصر من أزمة توفير العملة الأجنبية، بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، ما دفع الحكومة لخفض قيمة الجنيه بنحو 50% خلال أقل من عام، ورغم توقعات بمزيد من انخفاض قيمة العملة المصرية، أكد الرئيس السيسي منذ فترة عدم خفض سعر الصرف باعتباره أمناً قومياً.
وأعلن مجلس الوزراء المصري أمس توقيع اتفاقية استحواذ شركة جلوبال للاستثمار القابضة الإماراتية، على 30% من إجمالي أسهم الشركة الشرقية (إيسترن كومباني) بمبلغ 625 مليون دولار، بما يعادل 19.33 مليار جنيه، مع قيام المشتري بتوفير مبلغ 150 مليون دولار لشراء المواد التبغية اللازمة للتصنيع.
وفي وقت سابق أشارت الشركة إلى أن بيع الحصة يأتي تنفيذًا لتوجيهات الدولة، بشأن برنامج طرح الشركات المملوكة للدولة بالبورصة المصرية، بهدف توسيع قاعدة الملكية وتنشيط التداول بالبورصة، وتعزيز فرص الاستثمار، والاستفادة من عوائد طرح الأسهم في عمليات التطوير والتحديث وإعادة الهيكلة.
وكانت الحكومة المصرية قد باعت في عام 2019 نحو 4.5% من أسهمها في "الشرقية للدخان" بقيمة 180 مليون دولار ( وفقاً لسعر الصرف حينها).
قالت حنان رمسيس عضو مجلس إدارة شركة الحرية لتداول الأوراق المالية لـ"إرم"، إن صفقة الاستحواذ على حصة في شركة الشرقية للدخان يعزز من متحصلات الدولة لسداد احتياجاتها العاجلة، لافتة إلى أن السهم ظل يتداول فترة كبيرة عند أسعار متدنية.
وذكرت خبيرة أسواق المال "بإتمام تلك الصفقة تكون الدولة استطاعت الحصول على متحصلات دولارية، تحقق لها القدرة على عدم الدخول في دوامة تعويم الجنيه مقابل الدولار والذي يصيب الدولة بالمزيد من ارتفاع نسب التضخم ".
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن تلك الحصيلة تدخل إلى الخزانة العامة للدولة، إلا أنها تؤثر في تدوير السيولة بالبورصة المصرية مع تفاؤل الأفراد بالقدرة على تحقيق أرباح، من خلال ضخ سيولة استباقية في الأسهم محل الاستحواذ .
ونوهت بأن هذا الاستحواذ سيفيد قطاع الأغذية والمشروبات من خلال إضافة سيولة ودماء جديدة لتلك الشركة يساعدها على تطوير خطوط إنتاجها وفتح أسواق جديدة.
وأشارت إلى أنه مع الحديث عن الاستحواذ خلال الفترة الماضية، شهد السهم بين عشية وضحاها تحركات كبيرة ليرتفع السهم بنسب تراوحت بين 30% و 20% في الجلسة، بعد أن كان الاهتمام بالسهم متركزا على المؤسسات أصبح محل اهتمام المستثمرين الأفراد.
ومن جهته قال محمد جاب الله، عضو مجلس إدارة شركة رؤية لتداول الأوراق وعضو أول اتحاد مصري للأوراق المالية لـ"إرم"، إن صفقة استحواذ على حصة من الشرقية للدخان تعتبر صفقة جيدة وفي توقيت هام في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الاقتصاد المحلي.
ولفت جاب الله إلى أن الصفقة من شأنها أن تحل أزمة السجائر التي تعاني منها السوق المصرية المتفاقمة .
وحول تأثير الصفقة على قرار التعويم، أكد المحلل أن الصفقة ستضيف عملة صعبة في ظل أزمة عدم توافر السيولة الدولارية لافتاً إلى أنه لايرى أن هناك تعويما قادم بالفترة الحالية.
وحول أداء السهم، أشار المحلل إلى أن السهم تمكن من تسجيل قمة تاريخية خلال تداولات اليوم بعد إتمام صفقة الاستحواذ قرب مستوى 24.8 جنيه.
وأثناء كتابة التقرير وبحلول الساعة 11:55 بتوقيت القاهرة ارتفع سهم الشركة 4.09% بعد أن استهل جلسة اليوم على ارتفاع نسبته 7% مستقطباً تداولات بقيمة 46.08 مليون جنيه.
وتوقعت وكالة "ستاندرد آند بورز غلوبال" الشهر الماضي، أن يستمر الضغط على العملة المصرية، ليهبط سعر الصرف إلى مستوى 37 جنيهاً بنهاية 2023، وذلك مع استمرار تسارع التضخم، وتسجيل مزيد من المستويات القياسية.
وقامت مصر بتحرير سعر صرف عملتها، منذ مارس 2022 وحتى يناير الماضي، نحو 3 مرات، ليهوي سعر الجنيه المصري مقابل الدولار بنحو 24% خلال الشهرين الأخيرين، وبأكثر من 95% منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية في مارس الماضي.