أسدلت أزمة حريق سنترال رمسيس في يومها الثالث الستار على انقطاع الخدمات الرقمية في قطاعات عديدة بينها الاتصالات والبنوك، حسب تأكيدات رسمية، وسط خروج مقر مركز الاتصال الرئيسي القاهرة عن الخدمة لنحو أسبوع.
وكشف وزير الاتصالات المصري، عمرو طلعت، الأربعاء، عن استعادة كافة الخدمات لعملها في مختلف القطاعات عقب تفقد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي لمقر السنترال الرئيسي للاتصالات بالعاصمة القاهرة.
ويرى خبراء اتصالات ومصارف بمصر، تحدثوا لـ«إرم بزنس»، أن ما تم خلال الـ3 أيام يعد جهودا كبيرة وبمثابة «إنجاز»، فيما دعوا لوضع خطط طوارئ وإجراء تجارب لتلافي أي أزمة مماثلة، متوقعين أن يمتد خروج سنترال رمسيس عن العمل لأكثر من أسبوع كونه مقرا ضخما ويحتاج لمزيد من الإصلاحات والدعم.
وقال خبير تكنولوجيا المعلومات، الدكتور أسامة مصطفى، لـ«إرم بزنس»، إن إعادة الخدمات في نحو 3 أيام يعد إنجازا كبيرا خصوصا في مشكلة مركزية كمثل هذا ولكن يجب الاستفادة مما حدث بتطبيق خطط طوارئ لكل القطاعات الحيوية، خاصة وأننا من الوارد تكرار مثل هذه الحوادث.
وأوضح مصطفى أن هذا يتطلب من كل جهة بالدولة، خطة لمواجهة الأزمات بسيناريوهات وبدائل وحلول، دون انتظار لحدوث المشكلة والبحث عن حلها، مستدركا: «لكن يبدو أن الدولة لم تنم خلال 72 ساعة من أجل إعادة الخدمات على النحو الذي رأيناه بشكل يشي بمجهود كبير».
من جانبه، أكد خبير أمن المعلومات ومستشار الهيئة العليا لتكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني بمؤسسة القادة الدكتور وليد حجاج لـ«إرم بزنس»، أن انتهاء الأزمة الحالية يجعلنا نخرج بمجموعة من الدروس المستفادة في مقدمتها وضع خطط طوارئ ويتم تجربتها للانتقال من الشبكات، مشيرا إلى أن الحديث عن الخسائر يجب أن يصدر رسميا من الجهات المختصة لكن بشكل مبدئي ومتوقع هناك تأثيرات وتلفيات حدثت.
وتوقع أن يخرج سنترال رمسيس عن الخدمة لنحو أسبوع كحد أدنى، موضحا أنه تم نقل خدمات السنترال لسنترالات بديلة، والإصلاحات لـ3 أدوار يحتاج وقتا خاصة وأنه مرتبط بشبكات وإنشاءات، مرجحا أن تقدم شركات الاتصالات تعويضات بشكل تلقائي الفترة المقبلة عما حدث من أعطال لبعضها.
ولفت إلى أن الأزمة تم حلها بنسبة 90%، لكن هناك حاجة لدعم خطوط الربط بين الشبكات وإنهاء أي تأثيرات موجودة حتى الآن في بعض المناطق.
بدوره، قال الخبير المصرفي هاني عادل لـ«إرم بزنس»، إن الأزمة بالأساس خارج القطاع المصرفي ومرتبطة بشكل أكبر بقطاع الاتصالات لكن هناك ارتباطا بينهما في ظل العصر الرقمي، مشيرا إلى أن البنوك تعاملت مع الأزمة الخارجة عن نطاق إرادتها بشكل جيد وأرسلت رسائل طمأنة للجمهور وقامت بزيادة الحد اليومي لسحب الأموال، ومد ساعات العمل.
وأشار إلى أن البنوك لديها خطط لضمان استمرار الأعمال (BCP) واستطاعت الدفع به خلال أزمة السنترال، خاصة وأنها مرتبطة بشركة اتصالات رئيسية بالبلاد هي من تدير وليس هناك شركة أخرى، مؤكدا أهمية التعلم من هذه الأزمة الرقمية بوجود بدائل وحلول لتلافي أي مشكلة مستقبلية.
وتفقد مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الأربعاء، "سنترال رمسيس" وسط القاهرة؛ وذلك لمتابعة تداعيات الحريق الذي نشب في المبنى، والاطلاع على الجهود المبذولة لاستعادة خدمات الاتصالات التي تأثرت جراء الحريق الذي اندلع داخل السنترال التابع للشركة المصرية للاتصالات، وفق بيان لمجلس الوزراء.
فيما يتعلق بموقف الخدمات المقدمة، أوضح الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات المصري، لمدبولي خلال التفقد أنه فيما يخص الخدمات الأرضية (بيانات)، فلا يوجد انقطاع في الخدمة خارج محيط سنترال رمسيس، وأصبحت جودة الأداء في المعدلات الطبيعية، بينما في محيط السنترال هناك عطل كامل أثر على العملاء، وتم استعادة الخدمة جزئيا، وسيتم استعادة الخدمة لباقي العملاء خلال ساعات اليوم الأربعاء، لافتا في الوقت نفسه إلى تداعيات الحادث على الخدمات الأرضية (صوت).
وفيما يخص خدمات المحمول، أوضح وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أنه في بداية الأزمة، تأثرت الخدمة سلباً للمشغلين الأربعة من ناحية الجودة، خارج محيط السنترال وتم استعادة الجودة بنسبة كبيرة، وتم في صباح اليوم الوصول إلى متوسط 95% من المعدلات الطبيعية للشركات الأربع، بينما في محيط السنترال تأثرت جودة الخدمة في بداية الأزمة بشكل كبير بالنسبة لشركات (أورانج – فودافون – اتصالات – WE)، وتم استعادة الخدمة بحلول بديلة قبل نهاية الثلاثاء، وسيتم تحسين الجودة تدريجياً لتصل لمعدلها الطبيعي.
وبشأن الخدمات القطاعية، أشار الدكتور عمرو طلعت إلى أن الخدمة تأثرت في قطاع البنوك في بداية الأزمة بشكل جزئي ( في عدد قليل من البنوك التي لم يكن عندها بديل للربط احتياطي)، إلا أنه تم عمل مناورات بالشبكات وتم حل المشكلة الجزئية في الساعة التاسعة صباح الثلاثاء، ماعدا بنك واحد، وتم حل مشكلاته بالكامل، وسيعمل بانتظام بنهاية اليوم.
وبالنسبة للبورصـة، تم التأكد من استعادة الخدمات مساءً في نفس يوم الحادث من جانب البورصة، ولكن تحسبت البورصة من وجود مشكلات من أي نوع قد تظهر، وفضلت تعليق جلسة الثلاثاء، وعند تأكدها من استقرار خدمات السماسرة تم فتح الجلسة بشكل طبيعي اليوم الأربعاء، بحسب عمرو طلعت.
وأكد الوزير أن خدمات التموين تعمل منذ اليوم الأول دون أعطال، وتم استعادة الخدمة في المطار في الجزء الذي تأثر خلال ساعتين مساءً في نفس يوم الحادث، وتعمل النجـدة بدون تأثر على الإطلاق، لكن الإسعاف في بداية الأزمة، تأثرت خدمة الاتصال بـ 123 من الشركات الثلاث (أورانج – فودافون – اتصالات)، في بعض المحافظات، وتم استعادة الخدمة الساعة الرابعة عصر أمس الثلاثاء علماً بأنه تم تخصيص أرقام بديلة لكل محافظة لتيسير الوصول لخدمة الإسعاف قبل الانتهاء من استعادة الخدمة.
وجاء حديث عمرو طلعت غداة إعلان المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، في جلسة نيابية بمجلس النواب، أن "سنترال رمسيس أساسي لكنه ليس الأساسي الذي تعتمد عليه الجمهورية، والدليل أن السنترال سيبقى خارج الخدمة أسبوع أو أكثر والخدمات مستمرة»، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية.
وأعلنت الشركات المصرية المدرجة في بورصة مصر، والعاملة في قطاعات الاتصالات والخدمات المالية والمدفوعات الإلكترونية موقف عملياتها التشغيلية إثر تداعيات حريق سنترال رمسيس أول أمس الاثنين.
ومع تأكيد غالبية الشركات عودة عملياتها لكفاءتها الطبيعية، تفاعلت البورصة إيجاباً مع ذلك لتستهل تداولات اليوم على صعود قوي أعلى حاجز 33200 نقطة.
وأعلنت البورصة المصرية استئناف التداول اعتباراً من الأربعاء بعد قرار إيقافها أمس في ضوء تداعيات حريق «سنترال رمسيس» حسب بيان اليوم.
ورغم استهلال مؤشرات البورصة تداولات اليوم في المنطقة الحمراء، لكنها تمكنت سريعاً من تعويض تلك الخسائر واتجهت للصعود ليرتفع مؤشرها الرئيسي أعلى حاجز 33200 نقطة مدعم المشتريات المحلية والأجنبية.
وأعلنت شركة «فوري لتكنولوجيا البنوك والمدفوعات الإلكترونية»، عودة خدماتها إلى كفاءتها التشغيلية المعتادة.
وتسبب الحريق بتعطل جزئي لخدمات الإنترنت الأرضي والهاتف في مناطق متفرقة بالقاهرة والجيزة، إذ يُعد «سنترال رمسيس» نقطة وصل مركزية لكابلات الاتصالات الأرضية والبحرية في مصر، وأسفر عن وفاة 4 وإصابة أكثر من 20 آخرين حسب بيان لوزارة الصحة.