دفع المال مقابل التلوث.. هل "أرصدة البلاستيك" فكرة جيدة؟
تقترح بعض المؤسسات على الصناعيين بأن يعوضوا عن التلوث البلاستيكي الذي يتسببون به بدفع المال عبر "أرصدة البلاستيك"، تماماً كما هو الحال بالنسبة لأرصدة الكربون الذي تقضي على الجهة الملوثة بسديد قسط من الأموال للتعويض عن التلوث.
ففي البداية تبدو هذه الفكرة جيدة، ولكنها، نظرا للظروف الراهنة، تزعج المنظمات الملتزمة بمكافحة التلوث البلاستيكي، وتتعرض لانتقادات شديدة من قبل الجمعيات.
وفي التوصيات التي قدمتها شركة "فيرا" قبل المناقشات بشأن معاهدة دولية ضد التلوث البلاستيكي، تدعو هذه الشركة إلى استخدام "أرصدة للتلوث البلاستيكي" لدعم وتحقيق الأهداف الصناعية البلاستيكية وتخفيف التلوث.
وبالفعل أطلقت هذه المنظمة غير الربحية والنشطة في سوق الكربون، مؤخرا أرصدة خاصة لمكافحة التلوث البلاستيكي وفقاً لصحيفة لي زيكو الفرنسية.
وهي ليست الشركة الوحيدة التي تدخل هذا السوق، باقتراحها على الصناعيين تمويل إجراءات لجمع النفايات وإعادة تدويرها، أو الاستثمار بشكل غير مباشر في البنية التحتية لإدارة النفايات.
وتم تقديم هذا النظام على أنه اقتراح لمكافحة التلوث من قبل الشركات، ولكنه يتعرض لانتقادات شديدة من قبل الجمعيات.
والفكرة تهدف في الأصل، إلى اعتماد أفضل الممارسات لأرصدة الكربون لتطبيقها على البلاستيك، كما وعدت على سبيل المثال على موقعها على الإنترنت منظمة "بي سي إكس ماركت ".
ومن جانبها، تدعي منظمة "كلين هوب" التي تأسست عام 2020، أنها تعاونت مع 300 علامة تجارية وجمعت ستة ملايين كيلوغرام من النفايات البلاستيكية.
ويركز معظم نشاط هذه المنظمات على جمع كميات من النفايات البلاستيكية في آسيا، كما هو الحال في الفلبين، حيث تطلب الحكومة من الصناعيين جمع نفاياتهم بأنفسهم أو الاستعانة بشركات خارجية.
ويقول لويس فيتزنر، المؤسس المشارك لشركة "كلين هوب":"هناك ملياران من الأشخاص في العالم لا علاقة لهم بإدارة النفايات بشكل فعال".
وأضاف: إن الأرصدة البلاستيكية تسهم في تمويل جمع النفايات وإنشاء بنية تحتية لإدارتها".
وحتى الآن، تشارك هذه الشركة في بناء أحد عشر مشروعاً للبنية التحتية لإدارة النفايات وبأحجام مختلفة.
قنبلة موقوتة
فالوعد الذي تم تقديمه يتمثّل بجمع النفايات، وفي بعض الأحيان بدعم المصنعين أيضاً في تصميم العبوات للنفايات.
وقال لويس بفيتزنر "إن المستهلكين يكرهون البلاستيك، لكن العلامات التجارية لا تستطيع اتخاذ إجراءات فعالة على الفور بهذا الخصوص.
ومع ذلك، فمن خلال شراء أرصدة بلاستيكية، يمكنها القول إنه "مقابل كل منتج يتم بيعه، يتم جمع كمية معينة من البلاستيك".
تبدو الفكرة جيدة في البداية ولكن تأثيرها سيكون معاكسا، بحسب هنري بورجوا كوستا، مدير الشؤون العامة في مؤسسة "تارا أوشن"، معتبرا أن الاعتمادات البلاستيكية لا تستطيع إيقاف التلوث، وأن جمع كل كيلوغرام من النفايات، يؤدي إلى إنتاج كيلوغرام آخر، وهذا ما يمنع الشركات من مواجهة المشكلة، في حين أن الحاجة الملحة هي قبل كل شيء تحديد أهداف خفض الإنتاج.
وأضاف: "قبل كل شيء، لا تسمح هذه الطريقة إلا بتقليل الأضرار الناجمة عن نهاية عمر بعض المواد البلاستيكية، دون الأخذ بالاعتبار تلك التي تحدث في بداية سلسلة الإنتاج ومنتصفها، ولا النفايات النانوية الموجودة في الماء والتربة والأرض" .
ورأى المختص أنه "في ظل ظروف معينة، ومن خلال وضع أطر لها وإعادة تعريفها، يمكن أن يكون للاعتمادات البلاستيكية معنى مؤقتاً .
واقترح على سبيل المثال، إنشاء المجتمع الدولي حصة لإنتاج المونومر الأقل تلويثاً ـ وأضاف :"مثل هذه التدابير تعطي قيمة واضحة لكمية البلاستيك، وينبغي تطبيقها في جميع مناطق العالم".