راشيل ريفز.. قيادة نسائية جديدة لوزارة الخزانة البريطانية

أصبحت راشيل ريفز، الخبيرة الاقتصادية في بنك إنجلترا وبطلة لعبة الشطرنج، وزيرة للخزانة البريطانية بعد فوز حزب العمال الذي تنتمي إليه في الانتخابات العامة التي جرت اليوم الخميس بأغلبية ساحقة، لينهي بذلك 14 عاماً من حكم المحافظين.

وكتبت ريفز (45 عاماً) على منصة التواصل الاجتماعي (X) بعد تعيينها من قبل رئيس الوزراء الجديد كير ستارمر "إنه لشرف أن أُعَيَّن مستشارة للخزانة".

وأضافت السيدة المتزوجة والأم لطفلين، "إلى كل فتاة وامرأة تقرأ هذا، دعي اليوم يظهر أنه لا ينبغي أن تكون هناك حدود لطموحاتك."

ودخلت ريفز، التي تولت المنصب نفسه في حكومة الظل قبل الانتخابات، التاريخ عندما أصبحت أول امرأة تتولى منصب وزيرة للخزانة في بريطانيا، حاملة معها وعداً كبيراً بالتغيير في صنع السياسات الاقتصادية والمالية على أعلى المستويات.

ومنصب وزير المالية موجود منذ 800 عام مضت، وكان يشغله دائماً رجل، قبل ريفز.

أولوية اقتصادية

تصدر الاقتصاد البرنامج الانتخابي لحزب العمال، واستهدف النمو وخلق الثروة كأولويات رئيسية في الحكومة، في حين أن تركيزه على الأخير لا يرتبط عادة بسياسات الحزب اليسارية تقليدياً.

وقالت ريفز إن أكبر التزام لها هو "إعادة الاستقرار إلى الاقتصاد"، وقد وعدت بالالتزام بالقواعد المالية التي تضمن انخفاض الديون.

وأثارت التعليقات مقارنات مع مارغريت تاتشر، "المرأة الحديدية"، أول رئيسة وزراء لبريطانيا.

وعلى عكس زعيمة المحافظين تاتشر، التي قامت بخصخصة القطاعات الرئيسية بعد أن أصبحت رئيسة للوزراء في عام 1979، تريد ريفز شكلاً من أشكال إعادة التأميم، وخاصة في مجال الطاقة، حيث تستلهم السياسة التي سنّها الرئيس الأميركي جو بايدن.

وتعهد حزب العمال بإنشاء شركة "غريت بريتيش إنيرجي"، وهي شركة مملوكة للقطاع العام، والتي من شأنها أن تقود التمويل، سوياً مع القطاع الخاص، من أجل التحول "الأخضر" بعيداً عن الوقود الأحفوري.

وقال كبير أعضاء هيئة التدريس في الاقتصاد السياسي بجامعة كامبريدج جيمس وود، إن حزب العمال وريفز كانا يسعيان إلى اتباع نهج "مسؤول" تجاه المال العام.

أبرز المحطات

أصبحت ريفز بطلة شطرنج للفتيات البريطانيات في سن 14 عاماً قبل دراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد في جامعة أكسفورد، والتي أعقبتها درجة الماجستير في كلية لندن للاقتصاد.

بعد التخرج، عملت كخبيرة اقتصادية لمدة عشر سنوات، بداية في بنك إنجلترا قبل أن تتحول إلى القطاع الخاص.

وخلال عملها في بنك التجزئة البريطاني "إتش بي أو إس"، حدثت الأزمة المالية العالمية في عام 2008. وفي عام 2010، عندما وصل المحافظون إلى السلطة في ائتلاف مع الديمقراطيين الليبراليين، تم انتخاب ريفز نائباً عن حزب العمال عن ليدز ويست في شمال إنجلترا.

وبعد 11 عاماً، عينها ستارمر كمتحدثة باسم الشؤون المالية لحزب العمال.

ويتجه الجنيه الإسترليني لتسجيل أطول سلسلة مكاسب في 4 سنوات، إذ صعد الإسترليني بنسبة 0.35% إلى 1.28 دولار.

كما ارتفع مؤشر (FTSE 250) الذي يقيس القوة الحقيقية لاقتصاد المملكة المتحدة، بنسبة 0.86%، إلى مستوى 20786 نقطة.