اتهم بيل غيتس، المؤسس المشارك لشركة «مايكروسوفت» وأحد أبرز رجال الأعمال في العالم، إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا»، بتعريض حياة ملايين الأطفال الفقراء للخطر عبر دعمه قرارات تقضي بخفض المساعدات التنموية الأميركية.
وتعهد بيل غيتس، اليوم الخميس، بالتبرع بكامل ثروته الشخصية تقريباً خلال العقدين المقبلين، قائلاً إن أفقر فقراء العالم سيحصلون على نحو 200 مليار دولار عبر مؤسسته الخيرية، في وقت تُخفّض فيه الحكومات حول العالم المساعدات الدولية.
كما هاجم بيل غيتس إيلون ماسك، الشخصية البارزة في إدارة الرئيس دونالد ترامب، واتّهمه بـ«قتل أفقر أطفال العالم» نتيجة هذه التخفيضات الهائلة في ميزانية المساعدات الأميركية.
وقال غيتس، في مقابلة مع صحيفة «فاينانشال تايمز»، إن قرارات ماسك أسهمت في وقف برامج حيوية توفر الغذاء واللقاحات والأدوية للفقراء حول العالم، مشيرًا إلى أن إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) كان بمثابة «ضربة قاتلة» لملايين الأطفال والأسر في الدول الأكثر فقراً.
وأضاف: «صورة أغنى رجل في العالم وهو يقتل أفقر أطفال العالم ليست جميلة».
واتّهم غيتس نظيره إيلون ماسك بالتصرف بناءً على «جهل»، بعد أن دعم الأخير إيقاف برنامج المساعدات (USAID) من خلال ما يُعرف بـ«وزارة كفاءة الحكومة» (DOGE)، وهي جهة استحدثها ماسك للحد من ما وصفه بـ«هدر الإنفاق العام».
وأوضحت الصحيفة أن من بين البرامج التي تضررت بشدة مستشفى في مقاطعة غزة بموزمبيق يعمل على منع انتقال فيروس نقص المناعة من الأمهات إلى أطفالهن.
وقال غيتس إن ماسك أوقف التمويل عن المستشفى بعد أن اختلط عليه الأمر بين غزة الإفريقية وقطاع غزة في الشرق الأوسط.
وقال غيتس: «أتمنى أن يذهب ماسك ليرى الأطفال الذين أُصيبوا بالإيدز نتيجة هذا القرار».
ويأتي هذا التصعيد في وقت أعلن فيه غيتس، البالغ من العمر 69 عاماً، أن مؤسسته الخيرية ستنفق نحو 200 مليار دولار بحلول عام 2045، على أن تُغلق أبوابها نهائياً بعد ذلك.
وستركز المؤسسة على مكافحة الأمراض المعدية، وتحسين الصحة الإنجابية، وتوفير اللقاحات في الدول الفقيرة، مع رفع إنفاقها السنوي إلى نحو 10 مليارات دولار.
وأشار غيتس إلى أن الإنفاق المتسارع يهدف لتحقيق «أثر أكبر وحلول دائمة»، مضيفاً: «من الأفضل أن ننفق الأموال الآن لتحقيق نتائج مستدامة، بدلًا من أن نحاول البقاء إلى الأبد».
في المقابل، يعتقد غيتس أن العمل الخيري الخاص لا يمكنه تعويض خسارة نحو 44 مليار دولار كانت تمثل ميزانية USAID السنوية.
كما جدّد دعوته إلى فرض ضرائب أكثر تصاعدية، قائلاً إنه سيورث أقل من 1% من ثروته لأبنائه، لتجنّب تكوين "ثروات عائلية موروثة".
تجدر الإشارة إلى أن الخلاف بين غيتس وماسك ليس جديدًا، فقد سبق أن انتقد ماسك العمل الخيري ووصفه بـ"الهراء"، وفضّل الحلول التجارية لمعالجة القضايا العالمية.
كما عبّر عن غضبه بعد أن علم في 2022 بأن غيتس قام ببيع أسهم«تسلا» (Tesla) على المكشوف، ووصفه بـ"المنافق".
وفي ختام حديثه، قال غيتس: «قد يقول الناس الكثير عني حين أموت، لكنني مصمم على ألا يكون من بين ما يُقال إنني متّ غنيًا. هناك مشاكل كثيرة وملحّة يجب حلها».