إلغاء التدابير المضادة بعد الحصول على المعادن النادرة
ترامب: صفقة كبيرة جداً قادمة من شأنها «فتح» الهند
في بارقة أمل لإنهاء حرب التعريفات والرسوم الجمركية المضادة بين أكبر اقتصادين في العالم، أعلن البيت الأبيض توصل الولايات المتحدة إلى اتفاق مع الصين لتسريع شحنات المعادن النادرة، وسط جهود لإنهاء الحرب التجارية.
منذ ساعات، قال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك إن التدابير المضادة الأميركية ستزال بمجرد حصول الولايات المتحدة على المعادن النادرة، بعد توصل واشنطن إلى اتفاق مع بكين بشأن كيفية تسريع شحنات المعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة.
في بيان صحفي صدر عن وزارة التجارة الأميركية، قال وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك، «سيزودوننا (الصينيون) بالمعادن النادرة، وبمجرد أن يفعلوا ذلك سنلغي إجراءاتنا المضادة».
خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، أعلن الرئيس دونالد ترامب أن الولايات المتحدة وقعت اتفاقاً مع الصين، من دون تقديم تفاصيل إضافية، وأنه قد يكون هناك اتفاق منفصل كبير قادم من شأنه فتح الهند.
خلال المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في مايو في جنيف، تعهدت بكين بإزالة التدابير غير الجمركية المفروضة على الولايات المتحدة منذ الثاني من أبريل، رغم أنه لم يكن من الواضح كيف سيتم التراجع عن بعض هذه التدابير.
أثناء كلمته في «الحدث الكبير الجميل» الذي شهده البيت الأبيض منذ ساعات، ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أن صفقة كبيرة للغاية مع الهند في طور الإعداد.
وقال: «لدينا بعض الصفقات الرائعة، لدينا صفقة مقبلة، ربما مع الهند، صفقة كبيرة جداً، حيث سنفتح الهند».
كما أضاف: «الجميع يريد إبرام صفقات والمشاركة معنا، تذكروا قبل بضعة أشهر، كانت وسائل الإعلام تدّعي أنه لا يوجد من يهتم بالتفاوض معنا، ولكن، الآن، لقد وقّعنا للتو اتفاقية مع الصين».
وأوضح ترامب أنه لن يتم إبرام صفقات مع كل الدول، وأن هناك مفاوضات لم تنجح أو تسير ببطء.
وعن هؤلاء قال: «لن نعقد صفقات مع الجميع، سنكتفي بإرسال رسائل إلى بعض الدول، نشكرها جزيل الشكر، سنقول لهم ستدفعون 25، 35، أو 45%».
يُظهر الاتفاق تقدماً محتملاً بعد أشهر من عدم اليقين التجاري والاضطرابات منذ تولّى ترامب منصبه في يناير، ويسلط الضوء أيضاً على الطريق الطويل أمام التوصل إلى اتفاق تجاري نهائي وحاسم بين المتنافسين الاقتصاديين.
كانت الصين كجزء من ردها على التعريفات الجمركية الأميركية الجديدة، علقت صادراتها من مجموعة واسعة من المعادن والمغناطيسات الحيوية، مما أدى إلى إحداث خلل في سلاسل التوريد المركزية لشركات صناعة السيارات، ومصنعي الطائرات، وشركات أشباه الموصلات، والمقاولين العسكريين في جميع أنحاء العالم.
تعد مدينة باوتو، الواقعة في منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم في الصين، موطن احتكار الصين للمعادن النادرة.
أخذت الصين قيودها على المعادن الأرضية النادرة ودققت في بيانات المشترين لضمان عدم تحويل هذه المواد إلى الاستخدامات العسكرية الأميركية، ما أدى ذلك إلى إبطاء عملية الحصول على الترخيص، وعطل سلاسل الإمداد.
وكانت اتفاقية جنيف بين واشنطن وبكين قد تعثرت بسبب القيود التي فرضتها الصين على صادرات المعادن الحيوية، مما دفع إدارة ترامب إلى الرد بفرض ضوابط تصديرية خاصة بها لمنع شحنات برامج تصميم أشباه الموصلات والطائرات وغيرها من السلع إلى الصين.
في أوائل يونيو منحت الصين تراخيص تصدير مؤقتة لموردي المعادن النادرة لأكبر 3 شركات لصناعة السيارات في الولايات المتحدة، مع بدء ظهور اضطرابات في سلسلة التوريد بسبب قيود التصدير على تلك المواد.
في وقت لاحق من الشهر، قال ترامب إن هناك اتفاقاً مع الصين حيث ستزودنا بكين بالمغناطيس والمعادن الأرضية النادرة بينما ستسمح الولايات المتحدة للطلبة الصينيين بالالتحاق بكلياتها وجامعاتها.
في وقت سابق من هذا الشهر، اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصين بانتهاك اتفاق تجاري مبدئي توصل إليه الجانبان في جنيف، على تعليق معظم الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يوماً، وخفضها بنحو 115%، بعدما وصلن إلى مستويات قياسية من الجانبين.
في الوقت ذاته أفادت تقارير أميركية أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعمل على صياغة لوائح جديدة لتشديد القيود المفروضة على قطاع التكنولوجيا في الصين، من خلال إخضاع الشركات التابعة للكيانات الخاضعة للعقوبات الأميركية لمتطلبات الترخيص نفسها، في محاولة لسد الثغرات التنظيمية التي كانت تتيح الالتفاف على هذه القيود.
وفقاً للأنباء، ستُلزم القواعد الجديدة المرتقبة الشركات الأميركية بالحصول على تراخيص حكومية قبل تنفيذ أي معاملات مع شركات مملوكة بنسبة 50% أو أكثر من قبل كيانات مدرجة في قوائم العقوبات الأميركية، مثل «قائمة الكيانات»، و«قائمة المستخدمين العسكريين»، و«قائمة المواطنين المصنفين خصوصاً».
في غضون ذلك ناقش زعماء الاتحاد الأوروبي، أمس، مقترحات صفقات تجارية جديدة مع الولايات المتحدة قبل الموعد النهائي في التاسع من يوليو لفرض دونالد ترامب رسوما جمركية، وذلك في قمة بروكسل.
لم تستبعد رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين فشل محادثات التعريفات الجمركية وقالت في بيان : «جميع الخيارات لا تزال على الطاولة، حتى احتمالات عدم التوصل إلى اتفاق أيضاً قائمة».
ويبدو أن الوقت ينفد أمام الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى موقف مشترك قبل انتهاء المهلة التي هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرضها بشأن الرسوم الجمركية المرتفعة في التاسع من يوليو، وهو ما قد يؤثر سلباً على المصدّرين، بدءاً من السيارات مروراً بالرقائق وحتى صناعة الأدوية.