الناتج الصناعي يئن في يوليو ومنذ بداية العام
البطالة ترتفع والاستثمار بالأصول الثابتة ينخفض
أظهرت بيانات رسمية صدرت اليوم الجمعة، تراجعاً حاداً في مؤشري الاستهلاك المحلي والإنتاج الصناعي في الصين، ما يعمّق التحديات التي تواجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وسط أزمة عقارية متفاقمة وديون مرتفعة للحكومات المحلية.
ويمثل الاستهلاك المحلي، الذي يُقاس بمبيعات التجزئة، المحرك الأبرز لنمو الاقتصاد الصيني، فيما يعدّ الإنتاج الصناعي دعامة أساسية للنشاط الاقتصادي، وتشير الأرقام الأخيرة إلى أن كلا القطاعين تعرض لضغوط كبيرة، ما يعكس استمرار حالة التباطؤ الاقتصادي.
تشير البيانات إلى تلاشي تأثيرات تخزين المخزونات قبل فرض التعريفات الجمركية وعلامات على تباطؤ أوسع في الطلب العالمي، مع دخول التعريفات الجمركية حيز التنفيذ، في السابع من أغسطس الحالي.
حتى مع عقد صفقات تجارية ومفاوضات بين واشنطن وحلفائها، تظل التعريفات التي أطلقها الرئيس الأميركي في يوم التحرير هي الأعلى بأكثر من قرن ليرتفع متوسط الرسوم على الورادات الأميركية إلى 18.5%.
تظل الصين تواجه رسوماً تجارية أميركية باهظة نسبياً، رغم اتفاق الجانبين في وقت سابق من هذا الشهر على تمديد الهدنة التجارية بينهما لمدة 90 يوماً، وتجنب التصعيد الذي كان من شأنه أن يدفع الرسوم إلى أرقام ثلاثية.
وقد يواجه صناع السياسات الآن ضغوطاً متزايدة لتعزيز الطلب المحلي، ربما من خلال الدعم المالي أو حوافز الاستهلاك، وخفض ديون الحكومات المحلية التي بلغت مستويات قياسية، عقب تراكمها لسنوات بعد جائحة كورونا.
جاءت أرقام مبيعات التجزئة في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم أقل من التوقعات في يوليو وسط ضعف الإنفاق الاستهلاكي مع فشل مبادرات الحكومة في تعزيز الاستهلاك المحلي.
◄ أظهر أحدث تقرير صادر عن المكتب الوطني للإحصاء، ونشر يوم الجمعة، أن مبيعات التجزئة في الصين ارتفعت 3.7% على أساس سنوي في يوليو.
◄ جاء الرقم مخيباً للآمال إذ يقل عن المتوقع بتسجيل 4.6%، كما انخفض عن الزيادة في الشهر الماضي البالغة 4.8%.
◄ ارتفعت مبيعات السلع الاستهلاكية في المناطق الحضرية 3.6% على أساس سنوي، في حين بلغت الزيادة في المناطق الريفية 3.9، وكلاهما جاء أقل من معدلات الشهر السابق.
جاء الإنتاج الصناعي في الصين في يوليو أقل من التوقعات مع تراجع الطلب الخارجي بعد التحميل المسبق السابق بسبب التعريفات الجمركية الأميركية، وفقاً للبيانات الرسمية الصادرة اليوم.
◄ تباطأ نمو الإنتاج الصناعي في الصين إلى 5.7% على أساس سنوي في يوليو، بينما نما 0.38% على أساس شهري، وفقاً لتقرير صادر عن المكتب الوطني للإحصاء صدر يوم الجمعة.
◄ يتماشى هذا التباطؤ مع مؤشرات أخرى تشير إلى ضعف النشاط الصناعي، حيث سجّل مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الرسمي لشهر يوليو، والذي نُشر سابقًا، انكماشاً للشهر الرابع على التوالي، مع استمرار تراجع طلبات التصدير الجديدة والطلب المحلي.
◄ ينخفض النمو السنوي عن التوقعات بتسجيل نمو في الإنتاج بحوالي 6%، ودون القراءة السابقة التي سجل فيها 6.8%، ومنذ بداية العام تباطأ نمو الإنتاج الصناعي إلى 6.3% مقابل نمو 6.4% خلال الفترة ذاتها في العام الماضي.
◄ في النصف الأول من العام، نمت القيمة المضافة الإجمالية للمؤسسات الصناعية التي تتجاوز الحجم المحدد بنسبة 6.3% على أساس سنوي، كما ارتفع تصنيع المعدات 8.4%، والتصنيع عالي التقنية 9.3%.
◄ قالت مصلحة الدولة للإحصاء في الصين اليوم إن معدل البطالة في المناطق الحضرية في الصين بلغ 5.2% في يوليو، بزيادة قدرها 0.2% مقارنة برقم الشهر السابق.
◄ ترتفع الزيادة في البطالة خلال يوليو عن 5% التي تم تسجيلها في يونيو الماضي، كما تتجاوز توقعات بنمو إلى 5.1%، وعلى أساس شهري ظل المعدل ثابتاً مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.
أظهرت بيانات أخرى أصدرت صورة قاتمة للاقتصاد الصيني، فقد ارتفع استثمار الأصول الثابتة، الذي يمثل الإنفاق الرأسمالي للشركات المحلية، والتي تشير إلى مدى التوسع في الإنتاج والتوظيف.
◄ وفقا لبيانات مكتب الإحصاء الوطني التي صدرت صباح اليوم سجل مؤشر الإستثمار في الأصول الثابتة تراجعا حادا في يوليو مكتفيا بنمو 1.6%.
◄ تأتي القراءة الأحدث مقابل 2.8% تم تسجيلها خلال فترة المقارنة وكذلك تقل عن توقعات بتسجيل 2.7%، وفقا لبيانات المكتب.