شهدت الأسواق العالمية انهياراً يوم الاثنين الماضي يذكّر بهبوط 19 أكتوبر 1987. في ذلك الوقت، لم يكن لهذا التهاوي عواقب على الاقتصاد، أما الانخفاض الراهن، فيثير تساؤلات المستثمرين حول قوة أداء الشركات.
وتتساءل الصحيفة الاقتصادية الأميركية اليومية "وول ستريت جورنال": "هل هو "الاثنين الأسود" الجديد، كما حدث في أكتوبر 1987؟ نعم، ولكنه "أكثر ليونة". وربما تكون هذه أخباراً طيبة. ففي ذلك العام، صعدت الأسواق، ثم "هبطت، ولم يتأثر أحد. السيناريو الأسوأ هو تكرار ما حدث في عام 2008 (إفلاس بنك "ليمان براذرز" وانهيار سوق العقارات)، ولكن هذا يبدو غير مرجح".
والواقع أن البنوك أصبحت أقل مديونية كثيراً من ذي قبل، وأصبح النظام أقل تعرضاً لأزمة السيولة، لأن المقرضين من القطاع الخاص يتحملون الآن جزءاً كبيراً من المخاطر التي كانت تقع في السابق على عاتق البنوك. ويخلص العنوان إلى أن خسائر فادحة محتملة تماماً، وقد تواجه الصناديق الخاصة صعوبات، لكن هذا سيستغرق وقتاً، ولن يخلق نفس الأزمة النظامية كما حدث في عام 2008.
رد فعل مبالغ فيه
قال المحلل المالي أندرو برينر لصحيفة "نيويورك تايمز": إن الأسواق كانت خارجة عن السيطرة نوعاً ما. فالذعر واقع، ولكنه ليس مبنياً على حقيقة، وهو مؤلم وقد يستمر بضعة أسابيع.
وبالنسبة لصحيفة "نيويورك" اليومية، فإن لدى المستثمرين أسباباً للنظر إلى ما وراء هذه الموجة من الذعر، وأشارت إلى أنه" حتى لو انخفضت الأسهم يوم الاثنين، فهناك بعض مؤشرات الاقتصاد الكلي لا تزال ترسم صورة اقتصاد ينمو.
وهكذا، فإن تقرير التوظيف الذي نشر الجمعة في الولايات المتحدة، رغم أنه أسوأ من المتوقع، يظهر أن التوظيف مستمر "بوتيرة سريعة بما يكفي لاستيعاب العمال الذين يدخلون سوق العمل".
ونقلت صحيفة "ذي تايمز" عن الخبير الاقتصادي غريغ داكو "يبدو أن هذا رد فعل مبالغ فيه، خاصة في ضوء البيانات الاقتصادية المحدودة والإعلان المتوقع من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي هذا الأسبوع. ولكن وكالة "بلومبرغ" كانت أكثر حذراً، ورأت التراجعات التي حدثت يوم الاثنين كانت صادمة حتى بالنسبة للمخضرمين في السوق. وأخيراً، تنصح مجلة "أتلانتيك" الجميع "بالتهدئة، وأضافت: "في كل عام، هناك احتمال بنسبة 64% أن يخضع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" لتصحيح بنسبة 10%". واعتبرت أن سوق الأسهم تجاوزت مؤخرا ذروة تاريخية، فيما لا يزال الاقتصاد الأميركي يستمر في النمو. والتضخم مستمر في الانخفاض. وفي الواقع لا أحد يفهم حقا كيف تعمل الأسواق.
وبالفعل في الأيام التالية انتعشت الأسواق العالمية بقوة، وعوضت تقريباً كل خسائر "الاثنين الأسود".