
وتُظهر الشركات العائلية المدرجة نمواً في الإيرادات أقوى من نمو إيرادات نظيراتها، ما يؤدي إلى عوائد أعلى للمساهمين، وفقاً لشركة إدراة الأصول "بيكتيت".
وتوفر الشركات العالمية فرصاً استثمارية جذابة للمستثمرين، ولكن ذلك يتطلّب من المرء أن يتابع عن كثب مثل هذه الفرص للاستفادة منها، كما تساهم بنسبة 50% إلى 70% من الناتج الإجمالي العالمي.
وبالرغم من ذلك، غالباً ما يُنظر اليها ككيانات محلية صغيرة لا غير، وبالتالي تظل بأغلبيتها بعيدة عن متناول المستثمرين، ولكن هذا الاعتقاد بعيد جداً عن الحقيقة.
وفي الواقع، هناك المئات من الشركات المدرجة في البورصة تكون العائلات المؤسسة لها من بين المساهمين، ومثل هذه الشركات موجودة في جميع قطاعات الاقتصاد العالمي، ويمكن لها أن تكون بأحجام مختلفة، كبيرة أو متوسطة أو صغيرة، وتمتلكها مجموعة واسعة من المستثمرين المحترفين وغير المحترفين.
والشركات العائلية متنوعة كشركة "هيرمس" أو "وول مارت"، وهناك عدد كبير منها لجأ إلى الأسواق لتمويل نموها أو الوفاء بالتزاماتها الضريبية للحصول على حق الميراث، أو ببساطة للسماح لأفراد الأسرة الذين يرغبون في تصفية مشاركتهم.
وأظهرت العديد من الدراسات أن الشركات المدرجة المملوكة للعائلات تميل تاريخيًا إلى التفوق في الأداء على بقية الشركات في السوق.
وهذا ليس مجرد تأثير متعلق بالحجم الصغير للشركات أو القطاع أو المنطقة، فالشركات العائلية تتفوّق بالأداء على نظيراتها غير العائلية.
فما هو سر نجاحها؟، تعتقد "بيكتيت" أن هناك ثلاثة أسباب لذلك:
أولاً، تميل العائلات إلى استثمار معظم ثرواتها وسمعتها في هذه الشركات، ولذا تتلاقى مصالحها بشكل متين.
ثانيا: غالباً ما تعيد الشركات العائلية استثمار حصة أكبر من أرباحها مقارنة بمنافسيها.
وأخيراً، يسمح استقرار المساهمة للمديرين بتبني رؤية طويلة المدى وعدم الانشغال بنتائج الربع التالي، مع الإشارة إلى أن النفقات الرأسمالية للشركات العائلية نسبة إلى الاستهلاك، أعلى من المتوسط.
وتشير الإحصاءات إلى أن 90% من إجمالي عدد الشركات الخاصة في دولة الإمارات هي شركات عائلية، تتوزع استثماراتها في قطاعات العقارات وتجارة التجزئة والسياحة والصناعة والتكنولوجيا والشحن والخدمات اللوجستية.
وأغلبية الشركات العائلية في المنقطة مستمرة من نجاح لنجاحات، وسر البقاء هو أن الشركات قامت على مبادئ الشفافية الكاملة والافصاح التام والحوكمة.
والشفافية والإفصاح والإدارة الرشيدة (الحوكمة) بين أفراد الشركة العائلية أمر ضروري تستند عليه الشركة طيلة مسيرتها، ويشكل صمام الأمان لاستمرار الشركات العائلية، بينما انعدامه يقود إلى نهاية الشركة.
وهناك مهام ودور لأعضاء الأسرة في تنفيذ السياسات والبرامج المطلوبة، ومنها، كيفية نقل السلطات وتوارثها بين الأجيال من جيل إلى جيل، حتى يشعر كل فرد بأنه جزء مهم من الشركة، بل أنه من أسباب نجاحها وضمان مستقبلها.