وكشفت أحدث استطلاعات إس آند بي غلوبال عن استمرار نمو الأعمال الجديدة بشكل ملحوظ بالرغم من تباطؤه النسبي، جنبًا إلى جنب واستمرار زيادة أسعار مستلزمات الإنتاج بقوة.
ومؤشر مدراء المشتريات PMI هو مؤشر مركب مصمم من إس آند بي غلوبال ليعطي نظرة عامة دقيقة على أوضاع التشغيل في اقتصاد القطاع الخاص غير المنتج للنفط.
وقال ديفيد أوين، خبير اقتصادي أول في Market Global P&S Intelligence: "أدى النمو القوي للطلب في الاقتصاد غير النفطي في دولة الإمارات إلى زيادة سريعة في شراء مستلزمات الإنتاج خلال شهر نوفمبر".
واكد الخبير الاقتصاد الأول في إس آند بي غلوبال أن النمو الحالي يؤهل الإمارات من الاستفادة من فرص النمو، حييث سعت الشركات إلى ضمان أنها في وضع النمو الإيجابي.
وقال ديفيد أوين: "في الواقع، أدت زيادة المشتريات والتي تعد الأسرع منذ يوليو 2019 ـ، إلى أسرع تراكم للمخزون في فترة تقارب ست سنوات، مما أفاد الشركات المحلية والشركاء التجاريين على حد سواء".
وأضاف الخبير الاقتصاد الأول في إس آند بي غلوبال:"وعلى الرغم من ذلك، كانت الشركات أقل تفاؤلًا بشأن مسار النشاط المستقبلي، حيث كرر بعض المشاركين في الدراسة مخاوفهم من دخول عدد كبير من الشركات إلى السوق".
ومن المرجح أن يكون تراكم المنافسة عاملاً ً رئيسيا وراء جهود زيادة المخزون، مع تخوف الشركات من عدم القدرة على مواكبة الاقتصاد سريع النمو.
وفي غضون ذلك، أشار أحدث مؤشر لمديري المشتريات في الإمارات إلى زيادة ملحوظة في نشاط الشراء على مستوى اقتصاد القطاع ً الخاص غير المنتج للنفط في الإمارات في شهر نوفمبر.
ولفت تقرير إس أند غلوبال إلى ان الزيادة جاءت مدفوعة بالزيادة الحادة في تدفقات الأعمال الجديدة والجهود المبذولة لتجديد وزيادة المخزون سريعا في مواجهة معدلات الطلب القوية.
ولفت خبراء إس آند بي غلوبال إلى أن هذا الارتفاع بلغ ذروته في أكبر زيادة لمستويات المخزون منذ ما يقرب من ست سنوات، مما فرض بعض الضغوط على سلاسل التوريد وأسعار المواد.
ولفت التقرير إلى أن تضخم التكاليف الإجمالي لا يزال أقوى من المتوسطات الأخيرة، لكن أسعار البيع ظلت مستقرة إلى حد كبير.
تراجع طفيف
وسجل مؤشر مديري المشتريات الرئيسي في الإمارات المعدل موسميا 57 نقطة في شهر نوفمبر، بعد أن سجل أعلى قراءة له في أكثر من 4 سنوات في شهر أكتوبر عند 57.7 نقطة.
وأشار المؤشر إلى أن ظروف التشغيل تحسنت سريعا في منتصف الربع الأخير، مدعومة بالاتجاهات القوية للأعمال الجديدة والإنتاج والمخزون.
الطلبات الجديدة
ولفت تقرير إس آند بي غلوبال إلى أن معدل الطلبات الجديدة لا يزال داخل نطاق النمو، حيث أدى الطلب المتزايد والعملاء الجدد والاستفسارات عن المشاريع وجهود التسويق إلى دفع النمو.
وعلى الرغم من أن التوسع في إجمالي المبيعات كان واحدا من أسرع المعدلات المسجلة منذ ما يقرب من أربع سنوات ونصف، إلا أنه تباطأ بشكل ملحوظ منذ شهر أكتوبر، حيث لاحظت بعض الشركات ضغوطا تنافسية أكبر وارتفاعا أقل في أعمال التصدير الجديدة.
وارتفعت مستويات الإنتاج في الاقتصاد غير المنتج للنفط بشكل حاد خلا شهر نوفمبر، كما ارتفع معدل النمو إلى أعلى مستوياته منذ شهر يونيو.
ومع ذلك، فقد ارتفع حجم الطلبات غير المكتملة في الشركات، بعد أن أشارت بيانات شهر أكتوبر إلى أول انخفاض منذ 28 شهرا.
وتوسعت عمليات شراء مستلزمات الإنتاج بسرعة في شهر نوفمبر، حيث سعت الشركات إلى الاحتفاظ بحجم مخزون قوي بسبب قوة معدل الطلب.
وارتفع معدل المشتريات إلى أعلى درجة منذ شهر يوليو2011، مما أدى إلى أكبر زيادة في المخزون منذ ما يقرب من ست سنوات.
ومن الناحية الإيجابية، استمرت الشركات غير المنتجة للنفط في الاستفادة من قدرة ّ الموردين على تقليل الزمن المطلوب للتسليم بناء على طلب الشركات.
ومع ذلك وبالرغم من أن الانخفاض في مدد التسليم كان قويا من الناحية التاريخية، إلا أنه كان ً أيضا الأبطأ في أربعة أشهر، مما يشير إلى أن الطلب المكثف على مستلزمات الإنتاج ً قد أدى إلى التأثير على قدرة الموردين جزئيا.
زيادة قوية
وفي الوقت نفسه، شهدت الشركات زيادة قوية أخرى في أسعار المشتريات، والتي على الرغم من تراجعها منذ شهر أكتوبر، إلا أنها كانت ثاني أسرع زيادة منذ منتصف عام .2022 ولجأ عدد قليل من الشركات إلى رفع أسعار الإنتاج.
جاء ذلك على الرغم من أن ذلك قوبل بتخفيض للأسعار في شركات أخرى وأدى إلى استقرار أسعار الإنتاج الإجمالية على نطاق واسع.